الحسين الملكي فقيه الكد والسعاية ، الذي انصف المرأة المغربية في ذمة الله ( معه شهادتين لمصطفى المتوكل وع اللطيف أوعمو)

الراحل الحسين الملكي

انتقل الى عفو الله المناضل الأمازيغي والحقوقي، المحامي النزيه وأستاذ القانون، الأستاذ الحسين الملكي، محامي بهيئة الرباط، يوم الاثنين 2 ابريل 2018 بعد أزمة قلب ألمت به يوم الأحد ، فنقل على اثرها الى احدى المصحات بالرباط حيث فارق الحياة، ويبقى الاستاذ الملكي أحد جهابذة القانون في المغرب، حيث له العديد من الاسهامات والاجتهادات، من بينها مؤخرا انتقاده للقوانين التنظيمية المتعلقة بتنزيل الفصل 5 من دستور المغرب الجديد المتعلقة بإعطاء الطابع الرسمي للأمازيغية   حيث اكتشف من خلال دراسة لبنود ها أن من وضع  هذه القوانين المجحفة في حق الأمازيغية تطاول على اختصاصات الملك، مؤكدا أن هذه القوانين  جاءت كأول  خرق للدستور الجديد.

ومن إسهامات الراحل الأستاذ الملكي الحسين ، التي سيتذكرها المغاربة قاطبة والنساء على الخصوص، مؤلفه حول نظام الكد والسعاية الذي أفرد قسمه الأول لـ”الكد والسعاية والأموال الأسرية”، فيما جاء القسم الثاني حول “تنظيم العلاقات المالية بين الزوجين في المغرب”،.

ويضمن الكتاب جملة من الأحكام والقرارات القضائية وكذا نماذج العقود القديمة تؤرخ للقيمة الاعتبارية للمرأة في المجتمع المغربي وخاصة لدى مناطق سوس حيث كانت المرأة ولازالت تحظى بالتكريم ورفعة الشأن.

لذلك فإن المشرع المغربي لم يتردد وهو بصدد إصدار مدونة الأسرة أن أقحم ضمنيا حق الكد والسعاية من خلال مقتضيات المادة 49 التي نصت على أنه لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة الأخر ، غير أنه يجوز لهما في إطار تدبير الأموال التي ستكتسب أثناء الزوجية الاتفاق على استثمارها وتوزيعها.

وهده شهادتين في حق الرجل :

 

شهادة للمناضل الروداني مصطفى المتوكل رئيس مؤسسة عمر المتوكل الساحلي للتنمية والثقافة والعلوم:

التحق بالرفيق الأعلى الأخ والصديق وزميل الدراسة بالمعهد الإسلامي بتارودانت وبالجامعة بالرباط الأستاذ محمد الحسين الملكي الاخصاصي المحامي النزيه والمدافع عن العدالة وحقوق الإنسان ..والباحث والمؤلف في مجال مهم من التشريع والعمل السوسي المتميز أي موضوع الكد و السعاية بالنسبة للمرأة ..وكذلك موضوع تأطير وضبط العلاقات المالية بين الرجل والمرأة داخل الأسرة ..واهتم كذلك بتسليط الأضواء على ملف ساخن مازالت مشاكله مطروحة في العديد من مناطق المغرب والذي يخص ما يطلق عليه الأراضي السلالية أو أراضي الجموع …كما ساهم باجتهاده في مجال التقعيد القانوني للأمازيغية لغة وثقافة وهوية ..

نسال الله للراحل الرحمة والمغفرة والجنة ..ونسال الله ان يجمعه مع النبيئين والشهداء والصديقين بالفردوس الاعلى …ونساله سبحانه وتعالى ان يلهم اسرته الصغيرة واسرة العدالة واصدقاءه الصبر الجميل …آمين

شهادة الاستاذ المحامي والمستشار البرلماني المناضل عبد اللطيف اوعمو:

وأنا أشارك اليوم في مؤتمر مراكش الدولي للعدالة، تلقيت بعميق التأثر وبالغ الأسى والحسرة، النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله ورضاه، زميلنا الأستاذ محمد الحسين الملكي، المحامي بهيئة الرباط على إثر أزمة قلبية ألمت به يوم الاثنين 2 أبريل 2018 . وبهذه المناسبة الأليمة أعرب لأسرة الفقيد المهنية، ولكل أقاربه وذويه، وأصدقائه ومحبيه عن أحر تعازينا وخالص عبارات مواساتنا مقدرين فداحة الرزء في رحيل أحد رجالات سوس ومنطقة الأخصاص بإقليم سيدي افني المخلصين، الذين نذروا حياتهم لخدمة الثقافة الأمازيغية وحقوق الإنسان بكل تفان وإخلاص ونكران ذات.

إن هذا المصاب الجلل هو خسارة لقطاع العدل بأكمله ولمهنة المحاماة في كافة أرجاء الوطن، لكون المهنة فقدت برحيل الأستاذ الملكي أحد أعمدتها وفقهائها المتمكنين وأحد مراجعها الثابتة في مساطر الكد والسعاية وتنظيم العلاقات المالية بين الزوجين في المغرب ودراسة أراضي الجماعات السلالية والقوانين التنظيمية لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية دراسة قانونية وتقنية دقيقة، حيث كانت للفقيد معرفة موسوعية تميزت بغزارة الإنتاج الفكري والحس التواصلي.

كما خسرت بلادنا مناضلا جمعويا كان من أوائل المناضلين من أجل الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، وكان فاعلا مدنيا نشيطا ضمن جمعية الأخصاص للتنمية، وكان حقوقيا ذا تجربة جمعوية واسعة جامعة للأداء المهني الملتزم وللعطاء المدني الغني، الذي ميزه من بين أقرانه كمحامي عضوي ملتصق بالأرض وبهموم الإنسان المغربي.

وكان رحمه الله ذا قلب واسع ومبادئ وطنية راسخة، يعتبر قدوة في حضوره ووزنه وثقله. ولا أزال أذكر – ونحن نحتفل اليوم بالذكرى العشرين لتأسيس جمعية باني لدعم المؤسسات الصحية بتيزنيت – التي كان لها الفضل في تشييد مركز لتصفية الدم بتيزنيت بمستشفى الحسن الأول، بجانب مشاريع تنموية أخرى، ولن أنسى حضوره الوازن بجانبنا في سنة 1998، ونحن نؤسس لجمعية باني لدعم المؤسسات الصحية بتيزنيت، حيث تنقل رحمه الله بأريحية وبسعة صدر من الرباط إلى تيزنيت، وأبى إلا أن يترأس الجمع العام التأسيسي للجمعية ويساهم بفكره وعطاءه في أشغال اللجنة التحضيرية دعما منه لقيم التضامن والتآزر والتطوع والسخاء الأخلاقي.

وإننا إذ نستحضر بهذه المناسبة المحزنة، هذا الرصيد المهني والإنساني، وما كان يتميز به الفقيد، من حنكة مهنية وخصال إنسانية عالية. نحيي فيه، رحمه الله، وفاءه للمثل العليا، ووطنية وسمو أخلاقه. ونرجو من العلي القدير أن يوفي الفقيد الكبير أحسن الجزاء، على ما أسدى لوطنه من خدمات جليلة، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه.

وإذ نشاطر، أقارب الفقيد، أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نسأل الله عز وجل أن يلهم أسرته المهنية وأقرباءه وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد