في إهانة دبلوماسية توجهها الجزائر للرئيس الفلسطيني وللدولة الفلسطينية يقدم وزير خارجية الجزائر السيد عمامرة للرئيس ابي مازن صفعة غير أخلاقية ولا ديبلوماسية في القاهرة.
تتمثل هذه الاهانة في الإخلال بالاعراف الديبلوماسية بين الدول والحكومات( هذا في حالة ان كان الاعتراف الجزائري بالدولة الفلسطينية حقيقيا وليس ديماغوجيا)؛ فأن يسلم وزير خارجية الجزائر دعوة رسمية للرئيس ابو مازن في القاهرة، اثناء زيارته لمصر الالتقاء بالرئيس المصري، لحضور القمة العربية بالجزائر هو إهانة للرئيس ابي مازن حسب الاعراف الديبلوماسية بين الدول والحكومات..
لكن الاعلام الجزائري الرسمي يصور تسليم هذه الدعوة له كأول رئيس عربي يتسلم دعوة الحضور للقمة العربية كانتصار دبلوماسي للجزائر في دعمها للسلطة الفلسطينية أمام الدول العربية الاخرى، في حين أن تقديم هذه الدعوة في مصر بهذا الشكل- في نظرنا- يعتبر إهانة ومذلة للرئيس الفلسطيني ولشعبه الفلسطبني، ولا ادري كيف استساغها.
فالديبلوماسية الجزائرية تنسى ان تسليم الدعوة الرسمية لرئيس بلد ما لا تكون في بلد آخر يزوره هذا الرئيس لأن هذا الفعل إهانة له ولبلده، وتسلم الرئيس ابو مازن للدعوة – رغما عنه- إهانة له ولكرامته والكرامة شعبه…
وكان على الجزائر- حسب الاعراف الديبلوماسية- ان تسلم الدعوة الرسمية للرئيس ابو مازن في الاردن التي تتشارك مع السلطة الفلسطينية الجغرافيا والتاريخ والقضية وهي الاقرب الى السلطة الفلسطينية شعبا وسياسة وتمويلا…
وهي الوصية على المسجد الاقصى والاكثر دعما من الجزائر التي تتاجر بالقضية…وكان على الجزائر – إن كانت فعلا تدعم القضية الفلسطينية- ان توجه الدعوة الشفوية أولا للرئيس ابو مازن في القاهرة اثناء زيارة السيد العمامرة لها لحضور مجلس وزراء الدول العربية، وتدع تسليم الدعوة الرسمية الى ان يسلمها وزير الخارجية في الاردن، وتسليمها في الاردن دلالة سياسية وأخلاقية ورمزية تعبر عن الاعتراف الجزائري بالسلطة الوطنية الفلسطينية كدولة وليست سلطة فقط( وهنا تلتقي الجزائر مع اسرائيل في الاعتراف بالسلطة الفلسطينية كسلطة وليس كدولة) ، لكن الجزائر تستغل بعض الحركات وتدعمها كدمى فقط لتحقيق مكاسبها السياسية للظهور بمظهر القيادة الايديولوجية الخاوية مثل ما فعل القذافي وصدام وبشار، فلا غرو ان نجدها اليوم هي اكثر الداعمين لبشار ولايران، ولدعاة التجزئة..
التعليقات مغلقة.