التهديد القادم من أمريكا الجنوبية برلمان التشيلي يصوت بالأغلبية على الاعتراف بالبوليزاريو

بقلم ريناس بوحمدي

ذكرت صحيفة اسيودادانو الصادرة وسط الأسبوع الماضي بسانتياكو أن البرلمان الشيلي  صوت بالأغلبية (40 مقابل 30 ، وعدد المقاعد في البرلمان 120 مقعدا ) على مطلب تقدمت به مجموعة برلمانية متعددة الأطياف٬ يطالب رئيسة التشيلي بالاعتراف بما اسماه أصحاب المبادرة النيابية التشيلية “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” و دعم “تصفية الاستعمار” و “استفتاء تقرير المصير”. وهو ما يعني تأييد خطاب وطروحات النزعة الانفصالية بجنوب المغرب؛ وهذا ما كان ليحصل إلا تتويجا لتحركات قامت بها جبهة “البوليساريو” بالتشيلي مؤخرا٬  تمكنت خلالها من لقاء رئيس برلمان التشيلي  بمقر ذات المؤسسة التشريعية٬ يومه 13 من مايو  2016بمساعدة مجموعة من أذرع الجبهة الناشطة بجمهورية التشيلي و منها أساسا جمعية الصداقة التشيلية-الصحراوية.            

بالرغم من أن التأثيرات السياسية المحتملة لهاته التحركات على مصالح المغرب بالشيلي محدودة للغاية. وكذا التصويت بدوره جد محدود مقارنة مع مجموع عدد النواب البالغ وبالتالي لن تكون له أي تأثيرات على موقف الحكومية الشيلية من القضية الوطنية٬ كونها  تتشبث و منذ سنة 2007 بقرارات مجلس الأمن، إلا أنها تجسيد لصراع محموم تخوضه الجبهة بأمريكا اللاتينية تريد منه انتزاع اعترافات البرلمانات بعدما استعصى عليها انتزاع اعترافات الحكومات.

ولكن هذا لا يعفينا من مسائلة الديبلوماسية البرلمانية المغربية عن قصرها ، بالخصوص أن تزايد أهمية البرلمانات في إدارة العلاقات الخارجية للدولة و تأثيرها على علاقاتها الدولية جلية لا غبار عليها، ولنا في إلغاء البرلمان الأوروبي لاتفاقية الصيد البحري مع المغرب سنة  2011 خير دليل، فالتهديد قائم وقادم ما لم تبادر ديبلوماسيتنا البرلمانية إلى التحرك وخلق جمعيات الصداقة حقيقية غير متحكم فيها عن بعد ومقتنعة ومؤمنة بقضيتنا كما هي ملمة بتاريخ وحاضر بلدنا.