البحث عن الكمامات هنا والبحث عن خنشة السميدة هناك
وأنا أسمع لوزير التجارة والصناعة السيد حفيظ العلمي على هامش الإعلان عن هذا الإنتاج المليوني للكمامات وبثمنها الرمزي لفت انتباهي حديثه عن موعد مع إحدى الدول الأوروبية الوازنة والراغبة في عقد صفقة تجارية لهذا السلاح الوحيد ضد الوباء..
لا أعرف لماذا أرجعني هذا الخبرالى إحدى حلقات ( كبور) الرمضانية وهو يؤكد لزميله ( هاهو علاش قلت ليك فرنسا مازال غادي تحتاج للمغرب) ..وبالفعل كل من تابع قبل يومين النقاش الدّائر عبر الوسائط الافتراضية للمواطنين بكل فرنسا واسبانيا سيؤكد نبؤة( كبور المغربيّ)..
فقد غَرَّدَ الخبير الاقتصادي الفرنسي “فيليب مورير” على صفحته بـ”تويتر” حسب جريدة العمق: ( المغرب قادر على صناعة 2,5 مليون كمامة يوميا، وألزم مواطنيه بارتداء الكمامة رغم أنه سجل فقط 1000 إصابة بفيروس “كورونا”)…
وفي نفس السياق كتب فرنسيّ آخر في حسابه الخاص: ( فرنسا سادس قوة اقتصادية عالمية تتوسل من المغرب الذي يوجد في المركز 61 مساعدتها بالكمامات التي تصنعها الشركات المغربية 100%)..
هكذا استطاع فيروس وبائي صغير وغير مرئيّ أن يغير الموازين وأن يجعل من بعض الدول التي كانت إلى حدود البارحة تنظر إلى افريقيا مجرد مختبرات تجريبية أن تتوسّل منهم بعض ما تبقى من إنتاج الكمامات…
لكن هذا الفيروس نفسه.. لم يستطع للأسف أن يغيّر من قلوب بعض المغاربة المتخصصين في نقد وانتقادات كل القرارات والمبادرات التدبيرية التى اتخذها المغرب خلال هذه الأزمة الوبائية التى أربكت أعتى الدول والأمم وأكثرها تطوّراً وتقدّماً على بلدنا انهارت أمام هذا الوباء..
فكيف ببلادنا وبكل وضعيته الاقتصادية الغير المستقرة وفي موسمه الثاني للجفاف يدبّر هذه الأزمة وفق إمكانياته وقدارته الذاتية وبكفاءة عالية ورؤية واضحة وبدون ارتباك جعلتنا نواصل حياتنا الطبيعية والمعيشية بالكثير من الإطمئنان حد أن وفّرت الكمامة بثمن مناسب ورمزي…جعلت البعض يضرب عرض الحائط كل هذا التدبير الملموس لواقع استثنائي كي ينتقد تسابق المواطنين وجريهم وراء البحث عن الكمامة.. وهو لا يعرف او يجهل اويتجاهل أن المواطن في الجارة الشرقية يجرون وراء.. ( خنشة السيمدة والزيت والبطاطا ووو).. كما جاء في حوار مع زميل لي بالجزائر.. مضيفا ( بأن مشكلة المغاربة هي أنهم لا يعرفون قيمة بلدهم.. بخيراتها وجمالها..)
نعم قد تكون هناك بعض النظارات الغامقة ظلاما وراء هواتفها الذكية كي تمارس هذا التقليل والتشويش والكثير من التبخيس بدءاً بالتنديد عن إرتفاع عدد الموتى بالوباء وهو لا يريد أن يعرف بأن المعركة أصلاً ومنذ البداية هي ضد الموت أمام هذا العدو الغير المرئي والسريع الانتشار وأن كل القرارت ذات الصلة بالحجر الصحّي هي أساساً من أن تبقى انت حيَاً دون أن أن يصل إليك الوباء
إن المشكل الحقيقي عند البعض منْا وببساطة مصاب بفيروس العدميْة لكن محدود الانتشار وسط شعب وأمة متضامنة كمثل هذا الموقف الذي اتخدته الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة بطنجة اليوم الأربعاء، بإنتاج وتوزيع أربعة ملايين كمامة بشكل مجاني قبل متم أبريل الجاري…
وبنفس الحس التضامني بادر تجار التقسيط بأكادير وانزكان بتوزيع الكمامات مجاناً على زبنائهم وعموم المواطنين..
بل تزداد اعتزازاً بهذه الأمة المغربية وأنت تتابع عبر قناة أجنبية خبر اختراع مهندسين مغاربة شباب لطائرة درون خاصة بالتعقيم ضد كورونا…
هذه مقومّات أمّة مغربية تستنهض كل قواها حين تستشعر تهديداً هو اليوم سطوة فيروس غير مرئي.. فقد يأخد منّا – قهراً – بعض منّا.. لكن لن يأخد منّا قيم التلاحم والتضامن والسخاء…
قد يربكنا..يخدلنا… لكن لن يزعزع صبرنا وصمودنا في مواجهته.. كفصل من فصول تاريخ أجدادنا الذين خرجوا منتصرين على كل الأوبئة والأزمات التى عرفها المغرب..
فصل يكتب الآن للأجيال القادمة..
هنيئاً لمن يضع بصمته قبل أن ينصرف..
فالتاريخ لا يهتمّ بالنكرات..
بقلم يوسف غريب
التعليقات مغلقة.