الاخ لشكر.. قدم استقالتك  

بقلم: يوسف غريب

——————————-

بعيدا عن لغة الخشب وبأسلوب مباشر وصريح وان كانت الكتابة بهذه الصيغة دليل ادانة على وجود ألة توجيه عن بعد من طرف بعض القياديين داخل الحزب الذين تحولوا الى كهنة يوزعون صكوك الغفران الوطني والديمقراطي، فانت بالنسبة اليهم حين تمارس حقك في انتقاد حزبك انت مجرد لعبة في يد الاخرين، فكل العمر الذي هدرته في دراستك وكل السنوات التي احرقتها في انضاج خبرتك في النظر للأمور، لا قيمة لها  فأنت تكتب لأنك تتلقى التوجيه،  وانت تصمت لأن الأوامر صدرت لك بذلك،   وحتى أخفف من القصف الاتي لا محالة أود ان اذكركم بأني كنت متحمسا ومناصرا لخارطة طريق التي ستعيد الى الحزب توهجه وسط القوات الشعبية،  وساهمت بمقالات في هذا الاتجاه دون ان يكون أي توجيه من احد غير الانضباط لقرارات المؤتمر الاخير وما افرز من اجهزة وقيادات، واليوم وبنفس الانضباط والتوجيه وانطلاقا من فشلكم في تحقيق أي انجاز للحزب، ادعوكم وبكل روح رفاقية اخوية الى تقديم استقالتكم بكل هدوء وبدون ضجة اعلامية ودعوة اللجنة الادارية للحزب لتحديد تاريخ المؤتمر الاستثنائي للتداول في سؤال مركزي، هل مازال الاتحاد الاشتراكي يمثل املا للقوات الشعبية؟ واذا كان الامر كذلك فلا يمكن ان نعالج الازمة الحزبية بنفس الادوات التي ساهمت في تأزيمه من الوطني الى المحلي.

إن إقدامكم على هذه الخطوة لا تمليها النتائج المحصل عليها اخيرا بل وتنسجم مع الاعراف الديمقراطية التي تحترم مناضليها وعموم الشعب المغربي الذي احتضن المشروع الاتحادي ذات مرحلة  بل  بهكذا خطوة تكون قد احترم تاريخ الحزب بكل شهدائه ومناضليه الذين صنعوا مجده والمعرض اليوم  للتشويه  في عهدك، هي خطوة بسيطة  ولربما سمعت عن قادة أحزاب  تحملوا كامل المسؤولية في الإعلان عن فشلهم وانسحبوا في صمت، والامثلة قريبة كالحزب الاشتراكي الفرنسي، والاقرب منها موقف المجاهد الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي، اطال الله عمره  لذلك اكرر الدعوة اليك في تقديم استقالتك والذهاب الى المؤتمر الاستثنائي  وإن كنت أستبعد ذلك لان من يستطيع ان  يجمد الفريق النيابي للحزب كأول انجاز له من أجل ارضاء نزوة نرجسية ضيقة لا يفكر في الاستقالة أبدا.

 ان شعار أنا ومن بعدي الطوفان،  كان جليا  في التعامل مع الدراع النقابي للحزب فلا يمكن لسياسي عاقل ومحنك من جميع الجوانب ان يقوم بتلك الخطوة التدميرية اتجاه صرح نقابي قوي، وفاعل ومحترم وبنفس الحدة عشنا لحظات عصيبة خلا ل ازمة الاعلام الحزبي وقرارات فوقية تعاكس رغبة المناضلين في الفروع والاقاليم وخلق اجهزة التفتيش لطرد وتخوين كل من ينتقد الزعيم وحاشيته ومنح تزكية الحزب لمن هب ودب حتي اصبح المهدي وعمر الى جانب ولد العروسية، وفصيلة علي ايكن وغيره ودخلت في تحالفات تتعارض والبيان العام للمؤتمر لذلك كان طبيعيا ان تكون نتائج الاستحقاقات النقابية والمهنية و الجماعية بهذا الشكل البئيس ولم تفاجئ  الامن كان افقه لا يتجاوز ارنبة انفه للأسف فأسوى مراحل الحزب مرتبطة بمرحلتك واستطعت ان تقوم “بتمسيخ” هويته وفك الارتباط مع عمقه الطبيعي  وبرقم قياسي في الوقت الذي عجز فيه المخزن سابقا ولمدة ان ينال منه.

 لا ادعي الجرأة بكشف هذه الوقائع ولا اخاف لومة لائم بالجهر بها بل انقل وبكل صدق خيبة اتحادي يعيش بمعية مناضلين اوفياء لحظة انهيار حزبه بهذا الشكل المروع والمفزع وعوض ان تتبادر القيادات المحلية والجهوية  والوطنية الى استدعاء الاجهزة لإعلان حالة الاستثناء حزبيا، عوض ذلك نسمع عن بيان بئيس يعطي الانطباع الاولي على ان القيادة الحالية حولت الحزب الى ملكية خاصة مما يستوجب على كل المناضلين ومن مختلف المواقع والمسؤوليات ان يبادروا الى اطلاق حملة التوقيعات من اجل تحرير حزبنا واقالة كل من ساهم في وصول الاتحاد الاشتراكي الى هذا المستوى الباهت حضوريا واشعاعيا وليعلم المتحكمون والاقصائيون ان الحزب ارث جماعي/مجتمعي لا يمكن ان يقبل بهكذا قيادات تعتبر اليوم عائقا حقيقا في انطلاقته نحو افق جديد وبشعار متجدد يترجم الفكرة الاتحادية الاصلية التي لم تمت ولن تموت.

  ان استقالتك بقدر ما تسرع عملية التجديد بقدر ما ترفع من قيمتك كقيادي شجاع يعترف بالفشل والهزيمة وينسحب بهدوء الى كتابة مذكراته ،انسحب من فضلك حتى نتحرر من الاثم الذي ارتكبناه في المؤتمر الاخير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد