الإمارات تقف إلى جانب كورونا ضد المغرب

أصبنا بالوباء مثل غيرنا من دول العالم.. وبما يترك من آثار مادّية ومعنوية وما يخلق أيضا من هلع وخوف وسط السكينة والمجتمع.. يختلف منسوبه من بلد لآخر..يرجع الفضل فيه إلى سرعة اتخاد القرار المناسب لحظة ظهور البوادر الأولى للفيروس.. وهو القرار الذي كان محط تنويه وتقدير للدولة المغربية بكبريات الجرائد العالمية منذ آواسط شهر مارس ومازال إلى الآن وهو يدبّر الأزمة بأسلوب استباقي بالرغم من ارتفاع عدد المصابين خلال هذا الأسبوع ما زال الوضع الوبائي ببلادنا متحكّم فيه إلى حذّ بعيد… بحيث يرى المراقبون أن الحدّ من عدد الوفيات.. هو بداية الانتصار على الفيروس والقضاء عليه.. مع الإشارة إلى أن العدد الحالي للاصابات بالمغرب يعتبر ضعيفاً مقارنة مع موقعه الجغرافي القريب إلى أكثر المناطق موبوءة في العالم ( إسبانيا فرنسا إيطاليا. بلجيكا هولندا)… بالإضافة إلى هذه الشفافية والوضوح أثناء التصريح اليومي عن الحالة الوبائية بالبلد..

هي الصورة كما تراها المنظمات الصحية العالمية في جل تقاريرها وتحقيقاتها وعبر مواقعها المنشورة عبر المنصات التواصلية الرقمية وغيرها.. إلاّ في قناة العربية هذا اليوم والتى تحدّثت عن الآلاف من الموتى والمصابين بالوباء.. مع اختيارات لصور تترك انطباعاً لدى المشاهد خارج المغرب أن يعتقد بأنّنا في طور الإنقراض بعد أقل من أسبوع ( أو كما يتوهّمون) نظرا لما رافق ذلك الربورطاج من لغة تهويلية ناطقة بنوايا منتجيه لا غير..

هذا التقرير بالصوت والصورة هذه المرّة ما هو إلاّ حلقة متطوّرة ضمن حلقات/ قذفات هجومية تتعرّض له بلدنامنذ أسبوع تقريباً بقيادة دويلية بحجم وباء فيروس كورونا نفسه…سبق أن انتشر وبكل سمومه في أكثر البلدان العربية من سوريا.. اليمن.. ليبيا وجنوب السودان.. وتسلّل إلى جزائر العسكر ليتقاسم معها تقريراً بعنوان ( ثورة الجياع بالمغرب)..

وإذا كان هذا التقرير مردود على أصحابه لأن المغرب يعتبر خلال هذه الأزمة سلة الغداء عالميّا..

وإذا كنّا نعرف أن الحكام الجزائريين يصرّفون دائما هزيمتهم وعزلتهم في المحافل الدولية كما وقع مؤخرا بمجلس الأمن..( اعتبار فتح القنصليات بالصحراء المغربية قرارا سيادياً) بالبحث عن ما يشفي غليلهم وعقدتهم الأبدية ولو بمعطيات وحقائق واهية..

فإن الأمر يدعوا إلى الاستغراب أمام هذه الدويلة التى كانت إلى حدود البارحة وراء الأبل وسط الصحراء بحشر أنفها الآن.. و تستغل هذه التعبئة المجتمعية ضد الوباء كي تنشر سمومها إلى الحدّ من إثار موضوع إزالة رئيس الحكومة المغربية لكمامته أثناء الإجابة عن أسئلة المستشارين بالغرفة الثانية… وبأسلوب تهكمي استعلائي خبيث.. كخبث هذا الوباء نفسه…أو أكثر

كيف لهذه الدويلة أن تتجرّأ على القرار السيادي للمغرب وهي الآتية خارج التاريخ ولم تستأنس بعد بجغرافية المدن والتمدّن كحضارة.. وقد حاولت قبل اسبوع أن تستجير خدماتها وبالمجان للكيان الصهيوني من أجل إجلاء بعض اليهود المغاربة العالقين هنا.. عبر طائرة تابعة لهذه الدويلة.. التى نسيت بأن الأمر يتعلّق بالمغرب ومواقفه الواضحة اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي… بما فيها صفقة القرن ورئيس لجنة القدس.. وهو ما يفسّر قرار المنع الذي اعتبره المراقبون أكبر صفعة تتلقاها هذه الدويلة الوبائية والتي أرادت الاقتراب من الكيان الصهيوني على حساب دولة عريقة ناصرة لكل القضايا الإنسانية العادلة عير تاريخها العريق.. بل هناك من اعتبرها أبلغ رسالة دبلوماسية تربوية مشابهة تماما بتلك الرسالة التي حملتها سفر صاحب الجلالة إلى قطر إطلاقاً من ابوضبي أثناء الحصار..

لا يمكن أن يفهم هؤلاء العربان الأشد كفراً وغباوةبأن العقيدة الدبلوماسية للمغرب هي الحياد الايجابي.. وبوضع المسافات بين كل أطراف الصراع.. وقد يلعب دور الوسط بين الفرقاء كما في حالة أزمة ليبياواتفاقية الصخيرات التي تحاول هذه الدويلة الوبائية القفز عليها الآن..

لا يمكن لها أن تفهم وتستوعب كيف لهذا البلد الآمن والأمين وخارج مجمتع النفط والبترول أن يجد كل هذه الحضوة لدى أغلبية الأمم الوازنة.. بل وتستطيع أن تقلب الطاولة ومن مركز القوّة آخرها ترسيم الحدود الإقليمية البحرية أرغم بذلك إسبانيا القبول به وأصبح ساري المفعول ابتداء من 30مارس الجاري..

فكيف أن تلتفت إلى من سقط به السقف إلى الساحة الدولية وبهذه المآسي التى خلفها وراءه وما زال..يعتقد أن امتلاك الأرصدة سيعوّض هذا الفقر التاريخي والحضاري.. ويكبّر من حجم الدولة وجغرافيتها.. أو بناطحات السحاب وغيرها يمكن أن تكون صاحبة الحل والعقد في القضايا الدولية..

أبداً..

وهنا تكمن قرصة الأذن التى تلقّتها بفشل خدماتها المعروضة للكيان الصهيوني..مما يجعل من هذه الحملة الإعلامية مجرد ردود أفعال غبيّة اتجاه بلد قد ينظر إليه على أنه فقير الموارد.. لكنّه محصّن جدّاً ضد كل من يحاول أن يزعزع ثقة المغاربة بمؤسساتهم وباختياراته الوطنية والدولية.. لأنْه بلد الملك الذي ضحّى بعرشه من أجل استقلال البلاد.. وهو الذى ضحّى أيضا بمستوى عيش ابنائه من أجل استكمال وحدته الترابية.. وهو الآن يضحى باقتصاده من حماية أبنائه.. وبهذه التعبئة الاستثنائية للمجتمع قيادة وشعبا.. وبنفس ملحمي يكاد ينطق القول المأثور ( تجوع الحرْة ولا تأكل بثدييها)….

سيخرج العالم من هذه الأزمة الوبائية قريباً وسيجد ألف عذر للذين اشتغلوا بمنطق الغاية تبرر الوسيلة أثناء حرب الكمامات.. لكن سيقف التاريخ حائراً أمام دويلة تتطاول على أسيادها زمن الوباء.. وستصطفّ إلى جانب هذا الفيروس اللعين

أمّا المغرب فقد عاد إلى عمقه القاري بإطلاق مبادرته العملاتية لمقاومة الوباء مع القادة الأفارقة..

عاد…إلى عمقه الإفريقي المتوسطي

بعد أن ضيّع الكثير من الوقت مع هذه الأجناس الوبائية..

عاد.. المغرب
لأن له إرث أصيل رجع إليه… كأفق ما بعد كورونا

بقلم : يوسف غريب 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد