الإرهاب البيئي بإداوتنان، الى أين؟؟

منذ سنوات ظل مشكل تهديد الموروث الطبيعي لإدوتنان إحدى المواضيع الأكثر تداولا على مستوى النقاش المحلي، ولان ظاهرة إجتثات الاعشاب الطيبية وبالخصوص نبتة الزعيترة بالمنطقة حديثة العهد، مرتبطة أساسا بتوغل مافيا الارهاب البيئي الى المنطقة، باستخدام مجموعة من الوسطاء المحليين، والتي تعد مشكلا خطيرا يهدد استدامة هذه النبتة، والهوية الطبيعية للمنطقة.

وتكمن اهمية تزوكنيت  اداوتنان  في كونها من اجواد الزعيترات الموجودة بالمغرب ، ومن رحيق أزهار العشبة ينتج النحل عسل الزعيترة (تازوكنيت) الذي يعتبر من أجود أنواع العسل، حيث  يعتبر مصدر عيش مجموعة من نحالة اداوتنان، كما أن النحل يساهم في تحسين الإنتاج النباتي بتلقيح الأزهار و الحفاظ على التوازن البيئي.

إن غياب الوعي البيئي لدى ساكنة اداوتنان خصوصا الجيل الحالي يعد من أهم المشاكل التي تهدد إستدامة الاعشاب الطبيية، حيث لوحظ في كثير من الحالات ان علاقة الساكنة بالمجال الغابوي هي علاقة اجتثات والتقطيع والتخريب دون استحضار مسألة تقنين وعقلنة استعمال المجال الغابوي، وهي مسؤولية ملقاة على عائق جمعيات المجتمع المدني التي تأخرت كثيرا في تناول الموضوع، بل أحيانا تفضل عدم الإهتمام بالموضوع خوفا من فقدان تعاطف الساكنة معها باعتبارها جمعيات يسيرها في الغالب منتخبون محليون، واحيانا هذه الجمعيات بدورها تحتاج الى تكوينات تخص موضوع  التعامل مع المجال البيئي.

كما ان استغلال الفقر له دور كبير في تدهور الموروث الطبيعي للمنطقة، حيث يبرر الذين يتعاطون لهذا الاجرام بحالتهم المادية ومستواهم المعيشي الهزيل، تم اعتبار هذا النشاط الغير قانوني مصدر تحقيق الربح السريع، حيث نجد اسر النحالة تنخرط هي الاخرى في هذا العمل، لكن المؤكد ان غياب الوعي البيئي واستدامة الموارد هو السبب الرئيسي لهذه الافة الخطيرة، فأجدادنا سابقا ينتفعون من هذه الخيرات دون اتلافها ويحرصون على الحفاظ عليها وذلك من خلال التعاطي لنشاط تربية النحل، حيث لايمكن قديما ان نجد بيتا بدون مكان خاص لتربية النحل…

 ويعتبر تساهل والليونة  فيما يخص تطبيق المقاربة القانونية للحد من هذه الظاهرة إحدى العوامل التشجيعية التي تزيد من خطورة انقراد الاعشاب الطيبية، ولان وسطاء تخريب الموروث الطبيعي معروفون لدى عامة ساكنة إداوتنان، ومن السهل جدا الوصول اليهم وتقديمهم للعدالة، بل بعضهم ومن يتزعمهم ويحرضهم على الفعل التخريبي ينطلق من جوار المؤسسات الامنية المعنية بمركز إيموزار، يطرح اكثر من علامة استفهام حول رغبة هذه المؤسسات في القضاء على هؤلاء المخربيين….

ولإنقاد مايمكن إنقاده من هذا الموروث الذهبي ، ارى ان خطوات الانقاد تمر عبر المراحل الثالية

1: التحسيس باهمية المحافظة على المجال الغابوي، عن طريق الخطاب الاقناعي الحججي حول خطورة القضاء على هذه الخيرات، لأن عامة ساكنة المنطقة لهم ثقافة محدودة حول اهمية خيراتهم الطبيعية، وللمجتمع المدني دور كبير في توعية الساكنة…

2: تشجيع ومساعدة ساكنة المنطقة على استغلال الخيرات الغابوية استغلالا صحيحا عقلانيا، من خلال ممارسة نشاط تربية النحل، عكس مايتم الترويج له الان، خلق تعاونيات لاستغلال الاعشاب الطيبية، لان التقطيع مرادف للاجتثات ولو كان منظما، كلاهما معا وجهان لعملة واحدة وهي القضاء نهائيا على هذه الخيرا ت بالمنطقة.

3: تطبيق القانون على كل من سولت له نفسه المساس بالموروث الطبيعي للمنطقة، وتغليب مصلحة مستقبل المنطقة على المصلحة الفردية الانية، ويمكن للسلطة المعنية التوجه مباشرة لهؤلاء الوسطاء الذين لايتعدى عددهم 10 أفراد بالمنطقة وهم معرفون لدى عامة الناس، حيث تعتبر مسألة القضاء على هؤلاء نهاية مشكل تخريب الزعيترة بالمنطقة.

فهل ستتمكن السلطات المعنية، والمجتمع المدني في الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي؟ أم سنستسلم لرغبة المخربين في إقلاع هذه الخيرات من المنطقة؟

رشيد بلعسري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد