تواجه المرأة المسلمة ذات الأصول المغربية في أوربا تحدياً مطروحا امامها يحاول عزلها في صورة نمطية على الأغلب تمثلها على انها ضعيفة ومسلوبة الارادة في حياتها الخاصة، وغير قادرة على مواصلة مشوارها العملي بنجاح من جهة اخرى. لكن هناك نساءً كثيرات يسعين بقوة لتغيير هذه الصورة، ولعل فاطمة العتيق الأمازيغية بنت دوار أكرسيف بتافراوت مثال واضح لذلك.
إنها المرأة التي اشتهرت بإصرارها على ارتداء الحجاب واستطاعت ان تنجح بفرض نفسها على الوسط السياسي الهولندي، بالشكل الذي لا يخرجها عن اطار البنت الهولندية ذات الجذور المغربية المسلمة التي ولدت في امستردام.
صراحتها البسيطة وأناقتها. تحمل في حركاتها وضحكتها ثقة في النفس وتستشف من كلامها الوضوح الذي لم يضيع طريقه بين هويتين: المغربية المسلمة والهولندية، وبين الاحتفاظ بتقاليد الدين الاسلامي الذي تغذت عليه منذ صغرها وتقاليد المجتمع الهولندي الذي نشأت فيه.
تسلمت العتيق وظائف متعددة في هولندا بعد تخرجها من الجامعة. عملت كمستشارة لوزير الداخلية السابق ديك ستلا لشؤون الأقليات، وشغلت منصب رئيسة بلدية زيبرخ الفرعية، إحدى مقاطعات أمستردام. كما شغلت منصب عضو مجلس بلدية امستردام للمقاطعة نفسها. اضافة الى تسلمها وظائف أخرى في منظمات حقوقية. شاركتها العتيق خبرتها، حياتها وبداياتها حيث تربت في كنف العائلة “المتدينة” البسيطة التي تتكون من ثلاثة ابناء، أخوين اثنين وهي الأخت الصغرى.
تقول السيدة العتيق عن بداية ميولها للسياسية ولماذا اختارت حزب العمل الهولندي: “ميولي السياسية بدأت في عمر الـ18 سنة داخل الجامعة. واجهتني الكثير من الاسئلة. هناك بالنسبة لهم كنت امرأة مغربية من الجيل الثاني تتكلم الهولندية بطلاقة ومحجبة. ولكن دافعي الاساسي لدخول السياسة كان البيت لأنني تعلمت من خلال تربيتي الدينية، “من رأى منكم منكرا فليغيره” وهذا كان منطلقي في تغيير الظلم من خلال عملي السياسي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.