الأستاذ إبراهيم أعراب في مقاربة إيكولوجية حول وباء كورونا.

إعداد سعيد الهياق//
أضحت ظاهرة وباء كورونا محور مواضيع الساعة على الصعيد العالمي. و كان لها انعكاس سلبي على نمط و عيش و سلوكيات الإنسان في كل مكان. و اختلفت المقاربات اتجاه هذه الظاهرة على جميع المستويات. لكن في المقابل لأنصار البئية و الطبيعة رؤية أخرى.
و مع الأستاذ إبراهيم أعراب الناشط الجمعوي في المجالين الحقوقي و البيئي في سؤال: أكيد لكم قراءة مختلفة عما سبق تداوله. فكيف تنظرون إلى إشكالية كورونا و التوازن البيئي من الناحية الإيكولوجية ؟

” شكل فيروس أو وباء كورونا ظاهرة مقلقة و خطيرة وضعت العالم الراهن أمام تحدي و تهديد وصدمة كبيرة. و أخدت باهتمام ليس فقط المختصين في مجال علم الأوبئة و الفيروسات والطب وإنما أيضا الباحثين في المجال البيئي و الإيكولوجي كما في مجال الاقتصاد و التنمية. و انبرى عدد من المفكرين والفلاسفة والمثقفين لدراسة انعكاسات هذا الوباء على مجتمعاتنا المعاصرة من حيث تأثيراته على الإنسان و المجتمع و على كافة المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية والبيئة إلى آخره. و في هذا السياق وتفاعلا مع سلسلة رسائل من الحجر الصحي و مقترح الوقوف على الجانب المتعلق بتأثيرات وباء كورونا على الإنسان والبيئة من حيث الواقع الراهن والآفاق المستقبلية… يمكنني القول في هذا الصدد كفاعل جمعوي و حقوقي يهتم بالمجال البيئي و الاإيكلوجي و التنمية المستدامة بأن وباء كورونا زعزع العالم وكان بمثابة صدمة لكل الأنظمة بما فيها تلك الأكثر تقدما فهو وباء لم يشهد العالم مثله منذ أكثر من قرنين و وضع العالم والبشرية جمعاء أمام عدة مشاكل من ضمنها المشكل الايكولوجي و البيئي لعالمنا و الذي طالما ثم تجاهله وهو مشكل التحولات البيئية و المناخية التي عرفها العالم وكوكب الأرض في السنين الاخيرة بفعل التصنيع و التكنولوجيا المتطورة و استغلال الطبيعة المفرط وتدمير النظام الإيكولوجي بتوازناته و بتنوعه البيلوجي مع ازدياد و تفاقم ثأتيرات التغيرات المناخية التي تسبب الكوارث و الجفاف و الأوبئة و التلاعب بجينات الكائنات الحية إلخ. و في هذا الإطار و ضمن المقاربة الإيكولوجية لظاهرة وباء كورونا و أسبابها يقدم الإيكولوجيون و المدافعون عن البيئة عدد من الفرضيات تفسر لنا سبب ظهور و انتشار فيروس كوفيد19. و هي:
* أولا ارجاعه إلى تسرب حصل خطأ من مختبرات للفيروسات تشتغل على عدد من الفيروسات و تخزنها و تقوم بتجارب على الحيوانات. و ترجح هذه الفرضية أن فيروس كورونا تسرب من أحد هذه المختبرات بالصين وتحديدا من مدينة لوهان التي عرفت أول إصابات بالفيروس عن طريق عدوى انتقلت من الخفافيش خضعت للتجارب الى الإنسان.
* ثانيا ارجاعه إلى كونه ظاهرة من صنع البشر في المختبرات وهو بهذا تركيب جيني من فيروسين .معروفين فيروس السيدا وفيروس من سلسلة السار.
* ثالثا من يرجعه إلى التطور الحاصل في مجال تكنولوجيا الإتصال بالانترنيت والجيل الخامس من الاتصالات الخلوية 5G.

و إذا استبعدنا نظرية المؤامرة التي تفسر ظهور و تفشي هذا الوباء اإلى كونه صناعة بشرية يراد منها إما استخدامه في الحروب الفيروسية وهناك حاليا من يرى أنها قائمة بين أمريكا و الصين. و أما استغلاله من طرف شركات الأدوية لإنتاج و تسويق لقاحات و أدوية بهدف الربح. و إذا استبعدنا هذا كله فإننا نرى أن هناك جانب إيكولوجي وراء ظهور هذا الوباء و هو لا محالة راجع إلى اختلالات في الأنظمة البيئية. و يقول أحد الإيكولوجيين بأن توسع العمران و المدن و تراجع المجالات الغابوية و اقتلاع الأشجار إلخ و التي كانت تتيح نوعا من التباعد بين الإنسان و الحيوانات و الطيور ساهم هو الآخر في خلق فرص لانتقال عدد من الفيروسات الحيوانية للإنسان. وهناك دراسات حول عدد من الامراض أصلها حيواني و انتقلت للإنسان.
و إجمالا فإن وباء كورونا لا شك في أن له أسباب إيكولوجية وراء ظهوره. و انتقاله من الحيوان إلى الإنسان. و السؤال ماذا عن عواقب ذلك مستقبلا ؟ و هل سيغير الإنسان من نمط حياته ؟ و يعيد التوازن المفقود للنظام الإيكولوجي للأرض و للطبيعة أم أنه سيتمادى في تدميره لها و بالتالي فإن المتوقع مزيدا من الجوائح و الأوبئة والكوارث..
إن الإنسانية أما هذا التحدي الوبائي مطالبة بجعل المشكل الإيكولوجي يحتل الصدارة وجعله مشكلا عالميا مشتركا بتعاون كل بلدان العالم لمواجهته. بما فيه مشكل التغيرات المناخية و تقليص الانبعاثات و حماية التنوع البيولوجي والقضاء على الغابات بما فيها غابات الأمازون و إيقاف التجارب للتلاعب بجينات الكائنات الحية. و تدمير بنوك الفيروسات التي يتم تخزينها في عدد من مختبرات العالم والتلويح بحروب جرثومية و فيروسية لاقدر الله إذا حصلت يمكنها أن تبيد البشرية مثلها مثل الأسلحة النووية وتضع حدا لوجود الإنسان على كوكب الأرض. و هذا هو المستقبل المخيف الذي لا نريده للبشرية و ينبه لمخاطره الإيكولوجيون و دعاة حماية البيئة والطبيعة.”


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading