اكادير: اختتام يومين دراسيين حول النهوض بالصحافة الجهوية

    //فاطمة خالدي ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته//

انطلقت صباح يوم الجمعة 2  ماي 2014 بمقر الغرفة الفلاحية اكادير فعاليات اليومين الدراسيين,  تحت عنوان”الإعلام الجهوي بين حرية الرأي والتعبير وأخلاقيات مهنة الصحافة” بتنظيم من المركز المغربي للدراسات والأبحاث بشراكة مع العديد من المؤسسات الفاعلة في المجال الإعلامي والحقوقي. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم هذين اليومين الدراسيين ” 2 و3 ماي”,  يأتي انسجاما مع اليوم العالمي لحرية الإعلام والصحافة الذي يوافق الثالث من ماي. وقد شارك فيه العديد من الشخصيات الوازنة (علي كريمي,عمر عبدو مصطفى طلال…)

تطرق المتدخلون خلال هذين اليومين  لعدة قضايا تهم الإعلام وحقوق الإنسان في علاقة بأخلاقيات مهنة الصحافة, من بينها ما جاء على لسان ممثل المنظمة الإسلامية لتربية والعلوم والثقافة المحجوب بن سعيد”لا يجب على الصحافيين استعمال حرية التعبير كذريعة للإساءة للأديان” في إشارة منه إلى الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول,  في ذات السياق يأتي تدخل الأستاذ مصطفى طلال، ليبين الفرق بين الإعلام الجهوي والجهوية  فالأول  انشأ منذ فترة الاستقلال لسد الفراغ ولم يحمل تلك المعاني الحقيقية للجهوية وهنا يضع شرطا أساسيا لنهوض بالإعلام المحلي: التحلي بكل المعاني التي تتضمنها  جهوية دستور2011( التدبير الحكيم للقضايا، النهوض بالجهة والقرب من المواطنين من اجل إسماع همومهم للجهات المسؤولة…)

وغير بعيد عن الموضوع ذكر الأستاذ مدعشا إطار عالي بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري  سابقا أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لم يضع أية قيود لحرية التعبير بل ترك كل دولة تتكفل بصك قوانينها في هذا المجال كل حسب خصائصها, هنا أيضا طرح المحاضر نوعا من المشاكل التي تحول دون تواجد صحافة جهوية تحترم الأخلاقيات وتعي بالحقوق ألا وهو مشكل انعدام الظروف الملائمة لتكوين  في مجال الإعلام، هذا ما افرز صحافة تتجرد من المهنية وتخلط حتى بين بعض الأسماء ذات الوزن الثقيل ”كافقيه البصري عبد الرحيم بو عبيد”هذا ما أكده من جهته الأستاذ الحسين بن عياش مستطردا ”من الصعب الحديث عن صحافة جهوية في ظل غياب الاستقلالية والمهنية”, وهنا يطرح سؤال جوهري إلى أي حد كان للصحافة الجهوية تأثير على وقف عمل هيئة ما على الصعيد الجهوي؟

في علاقة بالموضوع  وبالخصوص الإعلام  الرقمي  ميز- الأستاذ المختار الموحل المنسق البيداغوجي لماستر مهن الإعلام وتطبيقاته- بين الإعلام التقليدي والرقمي بكون الثاني يتميز بالفاعلية الآنية ويعطي للقارئ الحق في إعادة صياغة المقال بعد موافقة الكاتب الأول له وهذا ما يعطي مقالا يخضع لعدة تغيرات, أضف إلى أن هذا النوع من الإعلام افرز ما يسمى بالقراءة المفتوحة للمقال  وهذا يعني إمكانية قراءة المقال من أوله أو من أخره بقراءة التعاليق، كما أصبح يتيح إمكانية المزج بين ماهو مكتوب ومسموع وبصري إلا أن الإشكالية التي التي تواجه هذا النوع هو انعدام الثقافة الرقمية في المجتمع المغربي.

في نهاية الو رشات التي عقدت في اليوم الثاني من اللقاء خرج الفاعلون بالعديد من التوصيات التي تأتي على رأسها ضرورة تطبيق المقتضيات القانونية  الخاصة بأخلاقيات مهنة الصحافة, ضرورة العمل على توفير الظروف الملائمة للعمل الصحفي لأنه لا يمكن بل من سابع المستحيلات الحديث عن استقلالية الصحافة في ظل أجور غير محددة و زهيدة للصحفيين, الحرص على التكوين الجيد للفاعلين في المجال  بالمواكبة والتقويم والتقييم والعمل على الحد من مقولة ” الصحافة مهنة من لا مهنة له” و دعوة العاملين في الصحافة الرقمية إلى تنظيم عملهم في إطار أخلاقيات مهنة الصحافة في انتظار التطبيق الفعلي لمقتضيات الكتاب الأبيض الخاص بالصحافة الرقمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد