ازنزارن و ناس الغيوان…أية علاقة؟

الحسين بويعقوبي //
بداية أود أن أشكر اللجنة المنظمة للدورة الأولى لمهرجان تازنزارت بانزكان على دعوتهم الكريمة وأعتذر مجددا لعدم تمكني من المشاركة في الندوة المنظمة حول هذا الموضوع. ومن بين الأفكار التي كنت سأطرحها هو طبيعة العلاقة بين تجربة ازنزارن و تجربة ناس الغيوان خاصة وأن بعض المهتمين يميلون لجعل ازنزارن النسخة الأمازيغية لناس الغيوان وبتعبير أدق يحاولون جعل ناس الغيوان هي الأصل و ازنزارن فرعه و هو ما دفع مخرج برنامج تلفزي عن ازنزارن يفتتح برنامجه بتقاسيم موسيقية لناس الغيوان.
في رأيي المتواضع تجربتي ازنزارن و ناس الغيوان متشابهتين الى حد كبير لارتباطهما بنفس سياق انتاجهما, ولا يميزهما الا اللغة المستعملة, دون أن تكون الواحدة تقليدا للأخرى. فتجربة ازنزارن لايمكن فهمها الا بفهم التحولات العميقة التي عرفها المجتمع المغربي وخاصة منطقة سوس مند أواخر القرن 19 والتي أعطت بداية ظهور تجربة “الروايس” باعتبارها ثورة على الفنون الجماعية “أحواش”. واستمرارا لنفس الدينامية وبعد مخلفات التواجد الفرنسي لمة 44 سنة وتأثيراته المجتمعية العميقة وخاصة الهجرة القروية وظهور المدن وهوامشها الشعبية ستظهر بالدشيرة مجموعة تابغاينوست, التي هي بدورها ثورة على فن الروايس, فمزجت بين سخرية الأشكال الفرجوية الموروثة عن “امعشار” و “بيلماون” و “أعرابن ن لمزار” واستعمال الآلات الموسيقية العصرية التي بدأدخولها لسوس وهو ما أعطى فيما بعد تجربة لقدام التي تشكل النواة الأولى لما يعرف اليوم ب”تزنزارت” نسبة للمجموعة المعروفة “ازنزارن” المزدادة من رحم “لقدام”. كل هذه التحولات قامت بفعلها دون الحاجة لتجربة ناس الغيوان التي بدورها ظهرت كتجربة مستقلة بمدينة الدار البيضاء التي تعكس كل التحولات التي عرفها المغرب طيلة فترة الحماية الفرنسية.
الى جانب العوامل الذاخلية لا يجب نسيان السياق الدولي وظهور الحركات الثورية في العالم و مد حركة الهيبيزم ولكلا الحركتين تأثير على مستوى المجموعتين سواء من خلال الخروج عن الأوزان الشعرية التقليدية و مضمون القصائد والصور الشعرية المستعملة و كذا اللباس و تسريحة الشعر.
طبعا بعد تطور التجربتين سيظهر التأثير و التأثر بين المجموعتين و كنمودج قصيدة “الطبلة” المغناة بروعة في اللغتين الأمازيغية لدى ازنزارن و العربية لدى ناس الغيوان.