إِمَازَّالْنْ، مسار فني يقارب العشرين سنة، يتوج بألبوم جديد بعنوان “ إڭودار“ قريبًا

منذ تأسيسها سنة 2005 رسمت مجموعة إِمَازَّالْنْ مساراً إحترافيا بعد بث أغانيها الخاصة على أثير الإذاعة الوطنية بأكادير والتي لاقت إستحساناً لدى جمهور نمط “تزنزارت” ومن ثم بدأ المشوار الفني والإنطلاقة في سماء الموسيقى.

كيما يعرف متتبعوا الفن الهادف بأن الإستمرار في جنس فني مثل نمط تزنزارت ليس بالهين نظراً لتطلبه الروحاني و التكوين الموسيقي والكتابة الهادفة وخاصة لمردوديته المادية الهزيلة مقارنة بأنماط تحظى بدعم مهم، ولا يسعنا سوى أن نشد بحرارة على أيادي أفراد هذه المجموعة الصامدة ليومنا هذا في هذا الطريق الصعب.

توجهت مجموعة إمازالن في العشر سنوات الأخيرة نحو التعريف بالموروث الفني على نطاق أوسع بمشاركتها في مشاريع فنية أهمها مع فرقة ” les Frères Jackfruit ” الفرنسية وهذا العمل عبارة عن أغنيتي Amazigh 303 و Tamagit Dub قبل صدور الألبوم الرسمي سنة 2023 بعنوان ” Souss System ”  وهذا العمل عبارة عن مزج إيقاعات مغربية أمازيغية و ألحان من تأليف إمازالن مع إيقاعات عالمية مثل,Musique de Fête, Electro, Dub تأكيداً على أن الإيقاع والموسيقى الأمازيغيين يمكن مزجهما معا أي ثقافة موسيقية عالمية.

ومن جانب آخر فمجموعة إمازالن إشتغلت على التعريف بالتراث الأمازيغي خارج المغرب، حيث حظيت بدعوات لإقامة عروض بأوروبا على وجه الخصوص بالدنمارك وقدمت في العاصمة السكندنافية و ضواحيها عشرة عروض شتاء 2016 وأبرزها    Global Copenhagen و Klaver Fabrikken  وعرض فني في المعرض المغربي  للسياحة بكوبنهاغن الذي لم يكن مبرمجاً، بمجرد علم إدارة المعرض بتواجد مجموعة موسيقية مغربية بكوبنهاغن تمت دعوتها ولقى العرض نجاحاً في الرواق المغربي حيث إعتمدت المجموعة على الإيقاعات المغربية البهيجة، واختتمت الجولة بسهرة لا يزال أعضاء المجموعة يتذكرونها حيث غنت المجموعة لنزلاء مخيم اللاجئين وأدفئت إيقاعات المغرب ليالي نايستفيد الباردة كما كتبت الجرائد المحلية على هذا الحفل.

ومن جانب آخر ولتوثيق مسار المجموعة عرضت على قناتها على اليوتوب والفايسبوك سلسلة “تاوادا نلخير” خطوات الخير وهو عوان إستقاه مخرج السلسلة الوثائقية رشيد بسام من المثل الأمازيغي “تاوادا نلخير تزضاي” أي فيما معناه أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ويتطلب الصبر كما يصبر الجمل في رحلته ليصل لمراده ويسقي عطشه، وهذا العمل نال إستحساناً لدى محبي المجموعة حيث قربها لجمهورها عبر كواليس ناذرة و تلقائية تروي قصص و خبايا يكتشفها الجمهور لأول مرة..

جديد المجموعة :

تستعد المجموعة الغنائية الأمازيغية المغربية “إمازالن” لإصدار ألبوم غنائي جديد قريبا، يتضمن 4 أغاني : إڭودار، تافوكت، أجديك، تيرا…

الألبوم بعنوان إكودار وهو نتيجة  مايقارب 8 سنوات من الأبحاث بالخصوص حول موضوع إكودار، حول هذه المعلمة التاريخية والثراتية التي تزخر بها مناطق الأطلس الصغير والكبير  إيمانا منا بالدور المحوري والهام الذي يضطلع به الفنان الأمازيغي المثقف في التعريف بثقافته وهويته وتراثه الأمازيغي المادي واللامادي؛وذلك بالنبش في الذاكرة الحية للمعالم الأثرية التي طالها النسيان من طرف المسؤولين ولتكون فرصة لفتح النقاش حول هذا الإرث الحقيقي الذي بدأ يندثر يوم بعد يوم ولا أحد يصونه من الخراب والزوال.

ومن هذا المنطلق أتت مجموعة إمازالن بهذا العمل المتميز والفريد من نوعه على الصعيد الوطني لتنفض الغبار عن هذه المخازن الجماعية التي كانت إلا وقت قريب تعد بمثابة “أبناك” يخبأ فيها الأهالي كل غالي ونفيس يملكونه خشية تعرضه للتلف أو السطو من طرف القبائل المعادية؛ أو السرقة من لدن اللصوص الذين تعج بهم الجبال والسهوب إبان زمن المجاعات.

وكذا للتعريف بها وتسويقها عالمياً كنوع من السياحة الثراتية للمغرب التي تستأثر بالإهتمام وتستوجب الزيارة؛وذلك في قالب فني موسيقي عصري يرتكز على مقومات الحداثة والأغنية الثقافية الملتزمة؛التي تتميز بها مجموعة “إمازالن” عن باقي المجموعات الغنائية الأخرى؛ مما يضفي عليها لمسة وطابعا خاصا بها؛ الشيء الذي مكنها من الريادة؛ وتمثيل المغرب في عدة ملتقيات ومنتديات وطنية ودولية كان آخرها بدولة الدانمارك،فرنسا،بلجيكا والسويد و إضافة إلى حصدها لإعتراف منظمة اليونسكو العالمية لتكون بذالك أول مجموعة أمازيغية ومغربية تحضى بهذا الإعتراف ويتم دمج إسمها في الخزانة الرقمية لبرنامج حاور المدعم من طرف اليونيسكو..

و الهدف من هذا العمل هو اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ وﻻدة ﻋﺼﺮ ﻓﻨﻲ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻦ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ وﺗﺮﺳﻴﺦ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺘﻨﻮع واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻠﻤﺸﺮوع واﻟﻮرش اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ و اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، حسانية، أمازيغية، عربية… واﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ إﻏﻨﺎء اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﻤﻞ وﻃﻨﻲ ﻣﺤﻆ .

نبذة حصرية حول تيمات الألبوم الجديد :

* أغنية إڭودار

 أغنية الهدف منها تحسيسي وتثقيفي محظ بأهمية إنقاذ تراث إكودار أو مايسمى بالمخازن الجماعية لكونها رمزا من الرموز المادية المؤرخة لتاريخ الأمازيغ بالمغرب، 

كما تطرح الأغنية سؤالا للأجيال القادمة عن مدى معرفتهم لقيمة هذا الموروث وحثهم على زيارته.

مقطع من كلمات الأغنية  

مانزا إيكودار ليد فلن لاجدود إيوياض

كولو مايلان أتيك أرتن سيسن تاوين

ح إيكا لوبان دإيمندي 

والا سول أراتن

أغنية تافوكت * 

أغنية روحانية تعالج موضوع التعلم وتثقيف الذات بتصوير المعرفة كنور الشمس وتصوير الجهل كسواد الليل، صورتان متضادتان كما تنتهي الأغنية بتوعية الجيل الصاعد على التعلم والمعرفة عوض الإتجاه للإنحراف . 

مقطع من كلمات الأغنية :

إغتروحت أتافوكت إيراديلول وايور

سوتلناس إثران إيفك تيفاوت إيواكال

أورنهول أيتيلاس غ توزكاك ن واضان

أورد كمين أتيفاوت أفوضنغ أطان

إيمال د العاقل إيتارون إيس نغوبان

أغنية تابرات *

حوار مونولوج مع الذات، حيث يعالج الشاعر كل القيم السلبية داخل الروح، كالتكبر و الكره وهي رسالة لمعالجة ومراجعة ذاتية للنفس وتنقيتها من الطاقة السلبية و التسرع في الحكم على الغير.

مقطع من كلمات الأغنية :

أدور تينيت أيخفينو إيس تلكمت

مقار تنيت هناغ أدور تامنت

إغاك توفيت أداك أور تامنت

ريغ أدهناغ ريغ أدراحاغ

أغنية أجديك *

أغنية تعالج تيمة التحولات التي تعيشها الثقافات الإنسانية، وضرورة ترسيخ قيم التضامن الإجتماعي والسامح بين الأعراق والديانات والأطياف، وتقبل وإحترام خصوصية الآخر بمكوناتها بعيدا عن الإختلافات السياسية والإديولوجيات، كما تطرق الشاعر للجانب الروحاني الذي يخلق توازنا بين الجسد والروح .

مقطع من كلمات الأغنية :

إيمغيد أوسغار نتاكانت إيرسول إيخلف

هان إيسوا أوجيك إيبوغلو إيلا فالعين

الحورمانك أربي تليتاسنت أسافار

فيما يخص كلمات الألبوم فجلها من كتابة الشاعر رشيد عباسي الذي سقى حوضه الشعري من تيرويسا خاصة المدرسة الكلاسيكية كالمرحوم الرايس بنيحيى أوتزناخت، والمرحوم جانطي، وساسبو… كما مد رشيد عباسي قصائده في الآونة الأخيرة لكل من مجموعة تاوسنا مثل : بابانو، تاماگيت، إيمال…

كما مد مجموعته الأم إمازالن بعدة قصائد على سبيل الذكر: تافوكت، غاصاد، تاوسنا،أفساي، تابرات، أسيف…و هذا العمل من تلحين وتوزيع العازف المجدد و صاحب الصوت الشجي موحا العدلي ورشيد بسام صاحب الفكر الثقافي والمتجدد و رشيد عباسي بمساعدة الفنان العربي أكتيب في التنسيق.