إهداء إلى أسماء أوبو : السّوسيّات لا يرْكعن إلاّ في صلواتهنّ..

يوسف الغريب

 إهداء إلى أسماء أوبو

قد يكون الصوت الغائب وسط هذا الضجيج والثرثرة الإعلاميّة  المرافقة لما يسمّى بفضيحة كسر الأقفال وتغيير المفاتيح.. هو صوت من تعرض مكتبها لهذا الشطط بمؤسسة يفترض أن تكون مرآتنا في الخارج ولدى الأجانب..

وأخال صوت هذه الغائبة بإحدى زوايا منزلها بين صفحتي كتاب بقدر ما تفاجئت يميناً  حد الدّهشة بهذا الكم الهائل والنوعي من التضامن والمؤازرة من فعاليات المدينة وخارجها بقدر ما تنظر شمالاً  بعين الحسرة والأسى لاسلوب التشهير والتبخيس والحط من الكرامة من طرف شخص من المفترض فيه ان يكون أكثر نضجاً في تدبير هذا الحدث داخل مؤسسة تحت رئاسته.

أخالها وهي تتأمّل هذه الإساءة خاصة ما يتعلّق بالكفاءة المهنية  وهي تتساءل هل كان الأمريكيون في فرع الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي  (أوسايدي) بالمغرب على خطأ وهي على  رأس وإدارة مجموعة مشاريع  هيكلية لعل أهمها ذاك النصيب باسم  المديرة التنفيذية  لبرنامج توظيف ودعم استخدام تكنولوجيا المعلوميات في التدبير العصري…

وكيف استطاعت بشهادة الوكالة نفسها أن تحقق نجاحاً باهراً في أجرأة وتطبيق المشروع وبسرعة واحترافية  في بعض الهيئات المهنية والمراكز الجهوية للاستثمار،  وبعض المحاكم المغربية أيضاً.

هل كان الأمريكيون أغبياء وهم يحاولون بكل الإغراءات استقطاب أوبو للعمل في مواقع جد متقدّمة من مراكز المسؤولية وبامتيازات مالية وغيرها..

أم هي على خطأ وهي ترفض مساراً آخر من النجاح خارج التراب الوطني وفضّلت  الرجوع إلى خدمة مدينة طفولتها والجهة التى تجدّرت بها عائلتها وأسرتها الكبيرة.

لا هذا وذاك سيدتي..

فقط جئت في زمن الردّة بهذه المدينة يعتبر فيها الانبطاح والتملّق معياراً للكفاءة..أما الكبرياء وعزّة النفس وكاريزما الشخصية المهنية مع مثل هذه النمادج من المسؤولين  فتتعرض أقفال مكاتبها للهجوم والكسر كامتداد لكسر نفسيتك وتدميرها..

هي المفارقة  بين شعارات الإقلاع السياحي وبين طرد الكفاءات مثلك  وبشهادة جامعية عليا في “التسويق والتدبير التجاري ورصيد مهني جعلك تلقبين بسفيرة أكادير  المعتمدة لدى مختلف المطارات ووسط أغلبية الشركات السياحية العالمية وعنوانا لمجموعة من مضيفات الطيران..

طفلة حي تلبرجت

بنفس الحضور القوي لطفلة حي تلبرجت والقدرة على التواصل باربع لغات إلى جانب العربية والأمازيغية  بمختلف المعارض السياحية  الكبرى الدولية فمن معرض “طوب تيريزا” الباريسي الذي اعتادت على حضوره في شهر شتنبر، إلى معرض لندن ( وورد ترافل ماركت) في شهر نونبر، ثم معرض “فيستيفيتاس” في مدينة ميلوز ، إلى معرض برلين العالمي في شهر مارس، ثم معرض “ميت موسكو”… دون الحديث عن الحضور في المعارض والملتقيات السياحية ( وورك شوب) ذات الطابع الإقليمي ، والتي تهم مناطق جغرافية محددة في القارة الأوربية ، مثل البلدان الاسكندنافية ، أو بعض بلدان وسط وشرق أوربا.

ضريبة حب المدينة..

سيدتي أنت لم تؤدي إلاّ ضريبة حبّك للمدينة… وكأزورية سوسيّة نعرف أنّك ستمنعين هذا الحب من أن يهين كرامتك لأن السوسيّات لا يركعن إلا في صلواتهنّ خشوعا ومحبة في الله.. وانت سليلة وبنت أسرة فقهية سوسية بصمت المنطقة باجتهاداها في مجالي التشريع والقضاء..

هذا صوتك..

وتلك بصمتك..

وما يؤلمك اليوم.. لن يكون إلاّ مصدر قوّة لمواجهة تحديات الغد ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد