إلى الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة :عدْ إلى بلدك المغرب فالوطن غفور رحيم

أزول بريس – يوسف الغريب //

أنت  الآن مرميّ هناك في ضواحي العاصمة في آخر مراحل عمرك وبدون رعاية طبية من دولتك تناسب وضعك الصحي ودرجة الإعاقة الملازمة لك.. حتّى أخاك سعيد ذكرهم بوضعيتك ذات محاكمة مؤخراً..

وأنت بهذه الوضعية الآن – ولا شماتة – سننسى كمغاربة أنّك من أكبر المهندسين الحققيين في خلق جمهورية الوهم وأحد الفاعلين دبلوماسيّاً قصد الإعتراف بها دوليّاً.. ووو
سننسى كل ذلك وأكثر.. ونتذكر كل قيمنا الإنسانية المختزلة في شعار إن المغرب وطن رحيم بكل أبنائه وخاصة المتشردون فيهم..
وأكيد أنك ستتذكر هذه الصورة أعلاه
كي تبدأ عملية استرجاع لشريط حياتك الذي انطلق بتاريخ 02مارس1937 كما هو مثبت برسم الولادة داخل مصالح البلدية بوجدة…

ستتذكر المسيد وأنت تردد بصوت جماعي تلك السور القصيرة مع أقرانك ذاك الوقت …ثم المدرسة الابتدائة سيدي زيان وأنت تحارب أميتك اللفظية وتملأ شوارع وجدة وأزقتها بالشغب الطفولي….ويافعا يستعد لاجتياز الباكالويا بثانوية عبد المومن بوجدة دائما …….وكيف تركت الشهادة لتنخرط في جبهة التحرير الجزائرية التي يوجد بها العديد من الزعماء المغاربة وعلي رأسهم المرحوم أحمد بنبلة ابن منطقة سيدي رحال بقلعة السراغنة … سيتذكر أيضا وهو يتأمل الصورة أن الآلاف المؤلفة من المجاهدين المغاربة من الريف وقبائل بني ايزناس هم النواة الصلبة لهذه الجبهة.

حفريات في الذاكرة العميقة لكم كعبد العزيز بوتفليقة هذا الاسم الحركي الذي عوض به اسمك الحقيقي عبد القادر البالي من دوار اولاد البالي وهي فرقة من بني عمير قبيلة اولاد معمر بتافوغالت اقليم بركان ولاية وجدة …مثلما غير محمد بوخروبة اسمه الى الهواري بومدين……

لكن ما يستغرب له الاشارة ونحن نستعرض هذه الملاحظات ان ما من رئيس جزائري من أصل مغربي الا وأصبح عدوا لوطنه الأم أكثر من بعض المسؤولين الجزائريين أنفسهم وقد فعلها بن بلة في حرب الرمال 1963دون أن يستحضر مواقف المسؤولين المغاربة ومساهمتهم في تحرير الجزائر وخصوصا المغفور له محمد الخامس حين رفض ترسيم الحدود معها قبل تحرير الجارة الجزائرية …..وصولا إليك .. ومااجتهدت إلاّ في ملف واحد ووحيد وهو معاكسة المغرب عبر شعار الدفاع عن مبدأ تقرير مصير الشعوب …

لا يجد هذا الشعار من ترجمة له سوى استخدام أداة اسمها جبهة البوليزاريو من اجل شن حرب استنزاف على المغرب بحجة وجود مشكلة في الصحراء..مع الوقت صارت هذه الحرب على المغرب.على جميع المستويات والأصعدة ..ويكفي أن نعرف أن في عهد صاحب الصورة تأسست قنوات إعلامية ومنابر واقلام متخصصة في المغرب إلى درجة أن السنة الماضية كتب اكثر من 1605مقالة حول المغرب بمعدل خمسة عناوين كل يوم إضافة إلى حرب ما يسمى عقاقير الهولسة (القرقوبي) وغيرها …ولا يمكن تفسير ه الحرب الاوسيلة لتصديرأزمتها الداخلية وتعلق شماعتها على المغرب ….

الان….وقد بلغت من العمر عتيّاً (83 سنة) أصبحت رهينة بيت صغير تفتقر للحد الأدنى من معاملتك كرئيس دولة سابق  أقيل من مهامه على كرسي متحرك… إذ تظهرك الصور واللقطات القليلة المسموح بها منهك القوى بعينين منطفئتين بالكاد تحرك إحدى يديك…
كان ذاك المنظر آنذاك يثير الشفقة
فكيف هو الحال اليوم..

وهو ما يدفعني اليوم إلى التأمل من جديد في صورك القديمة بمدينة وجدة مقر شهادة ميلادك كى تفكر في العودة إلى المغرب بلدك الأصلي وهو اختيار أحسن من هذا الاحتجاز الذي تخضع له من طرف الطغمة العسكرية هناك بل علينا نحن المغاربة أن نطالب بفك الحصار عنك كمغربي محتجز تماما كمطالبتنا برفع الحصار عن اخواننا المحتجزين بتندوف….

أدعوك إلى التفكير في العودة إلى بلدك مادام باب التوبة مفتوحا وان لا تحس بأي إحراج وأنت تستحضر كل المكائد التي خططتها وفشلت فيها ضد المصالح الحيوية للمغرب فالبلد الذي احتضنك وأنت صغير قادر على أن يوفر لك الأمن والطمانية والحماية في شروط انسانية أحسن من تلك التي تعرضك اليوم لكل أنواع الاهانة والتبخيس..

أدعوك بكل جدية إلى التفكير في الموضوع فالوطن غفور رحيم…

لكن قبل أن تتحقق هذه العودة وقبل البدء في المطالبة برفع الحجز عنك في المحافل الدولية أود أن أسالك لماذا حين كنت رئيساً لا يشير الموقع الرسمي للرئاسة الجزائرية إلى مكان ولادتك؟

سأرفع الحرج عنك ولن يكون ذلك شرطاً لقبول طلبك.. لكن أرغب في أن تتذكر معي تصريحا لك لجريدة الشرق الأوسط مباشرة بعد أعتلاء الملك محمد السادس العرش :

أنّ “محمّد السادس كان طفلا حينما كنت دبلوماسيا محنّكا”.

ومملكة محمّد السادس مستعدّة لايوائك والإحسان إليك كعجوز انتهى به المطاف على قارعة الطريق.. أيها الرئيس.. فقط عليك بكتابة طلب صغير في الموضوع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد