أكادير: الحسن باكريم//
أصدرت الجمعية الجهوية لمدرسي اللغة الامازيغية بجهة سوس ماسة تقريرا صادما حول التراجع الكبير الذي عرفته وتعرفه عملية تدريس اللغة الامازيغية بجهة سوس ماسة، وهي نفس الحالة بأغلب جهات المغرب، نقدم أهم ما جاء فيه، على أن نعود للموضوع في العدد المقبل.
وهكذا قال التقرير، الذي حصلت آخر ساعة على نسخة منه، أنه مضت أزيد من 13 سنة على بدء عملية ادراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية بالمغرب، وكم كان أمل الجمعية كبيرا بتحسن وضعية هذه اللغة، خاصة وأن الدستور المغربي سنة 2011 أقر اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد. إلا أن الواقع الميداني يكذب كل المزاعم والادعاءات، وأن إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية لا يزال بعيدا عن المستوى المنشود، تتوالى عليها مختلف المشاكل والإخفاقات والمعيقات.
وبأسف شديد، يقول التقرير، سجلت الجمعية خلال الموسم الدراسي 2016\2017 ، مثله مثل المواسم الماضية، أن موضوع تدريس هذه المادة وإدماجها في المنظومة التربوية ما زال يعرف مجموعة من الثغرات والتراجعات، من سلوكات الميز التي تعترض مدرسي ومدرسات اللغة الأمازيغية بمجموعة من المناطق و لا زال أستاذ(ة) الأمازيغية (خصوصا الوافدين على المديريات الاقليمية عن طريق الحركة الجهوية أو الوطنية) يشكل الحل الأسهل والحلقة الأضعف لدى بعض المسؤولين على القطاع لمعضلة الخصاص الذي تعاني منه جل المؤسسات التعليمية بتكليفهم لتدريس مواد أخرى غير آبهين لتخصصهم الأصلي وتكوينهم الرسمي. بالإضافة إلى الغاء تكليفات العديد من الأساتذة الذين قضوا سنوات في تدريس اللغة الأمازيغية رغم وجود مذكرة لوزارة التعليم (950\12) تؤطر هذه العملية.
ومن خلال الاحصائيات الرسمية (الخاص بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة نموذجا) يتبين أن المديريات الإقليمية بكل من تزنيت، طاطا وانزكان أيت ملول، تشكل استثناء لعدم تسجيلها أي تراجع بخصوص هذه النقطة مع تحقيق امتياز ملحوظ للمديرية الإقليمية بتزنيت باعتبارها الوحيدة التي قامت بتفعيل مضامين المذكرة الوزارية 952\12 الخاصة باعتبار أستاذ اللغة الأمازيغية معطى قار في البنية القارة للمؤسسة التعليمية أو المديرية الإقليمية والحفاظ على هذا المكسب إلى حدود الموسم الدراسي الحالي. في حين سجلنا تراجعات بالنسبة للمديريات الإقليمية الأخرى.
ومن هذه التجاوزات كذلك ، يضيف التقرير، عدم إدراج معطى التخصص في اللغة الأمازيغية في البوابة الالكترونية الخاصة بمختلف الحركات الانتقالية الوطنية، الجهوية والمحلية. وبسببه تم اسناد اللغة العربية أو الفرنسية للعديد من الأستاذات والأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية والمستفيدين من مختلف الحركات الانتقالية ضدا على تخصصهم في اللغة الأمازيغية وتكوينهم الرسمي بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين.
وعدم تخصيص مناصب لتدريس الأمازيغية في مباراة التوظيف بالتعاقد بالتعليم الابتدائي، بموجب المذكرة 16-866 بتاريخ 1 نونبر 2016 في شأن التوظيف بموجب عقود من طرف الأكاديميات الجهوية لمهن التربية والتكوين والتي -أي المذكرة- تعد في حد ذاتها اجراء تراجعيا لضرب الاستقرار في الشغل واقبار الوظيفة العمومية.
وعدم تسوية الوضعية الادارية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، تخصص اللغة الأمازيغية في حين يتم تكليف أساتذة غير متخصصون لتأطير المادة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وفروعها الإقليمية.
وعدم وضوح وضعية تدريس اللغة الأمازيغية ضمن الرؤية الاستراتيجية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني 2015-2030، يؤكد أن القطاع الوصي على التعليم في بلادنا لا يأخذ بعين الاعتبار مكانة هذه اللغة في الدستور المغربي بوصفها لغة رسمية، ولا يتوفر على أي مخطط محدد زمانا، مكانا ولوجستيكيا ومدقق المعالم والأبعاد خاص بالإدماج الفعلي للغة الأمازيغية في المنظومة التربوية.
وأشار التقرير أنه ضمن “المنهاج الدراسي المنقح للسنوات الأربع الأولى للتعليم الابتدائي- يونيو 2015” في شقه المتعلق بتدبير الغلاف الزمني الأسبوعي إلى أن عدد الساعات الأسبوعية للتلميذ تبلغ 27 ساعة وتتضمن 3 ساعات لتدريس اللغة الأمازيغية أو الدعم المؤسساتي أو التكويني الذاتي، يجعل من تدريس الأمازيغية مسألة اختيارية، وتم تسجيل العديد من التراجعات بسب تخصيص هذه الساعات الثلاث للدعم أو التكوين حتى بالنسبة للذين كانوا يدرسون اللغة الأمازيغية وتلقوا تكوينا فيها.
كما لوحظ خلال السنة الدراسية الماضية 2017\2016 إسوة بالسنوات الأخيرة أن مدرسي التعليم الابتدائي لم يستفيدوا من أية دورة تكوينية، مع العلم أن الإدماج الطبيعي لهذه اللغة، يستدعي تكثيف دورات تكوينية منتظمة.
وبعد عرض التقرير لعدد كبير من الاختلالات والتراجعات، التي أبرزنا العديد منها، التي مست تدريس اللغة الامازيغية كلغة رسمية يقرها الدستور المغربي، قدمت الجمعية الجهوية لمدرسي اللغة الامازيغية بجهة سوس ماسة في تقريرها عدد من الاقتراحات والحلول سنعود اليها في العدد المقبل من ملحق الامازيغية بتفصيل.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.