أين وصل الوعي الأمازيغي بعد 27 سنة على ميثاق أكادير؟

ان الوعي الامازيغي قد عرف تطورا عظيما في مختلف الاتجاهات على امتداد 27 سنة أي منذ ميثاق اكادير حيث استطاعت الحركة الامازيغية ان تحقق العديد من المكاسب الرمزية و الفعلية طيلة هذه المدة بمقارنة مع عهد الراحل الحسن الثاني حيث اعترف شخصيا ان تاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قد ساهم و لو بشكل نسبي في انتقال الامازيغية كلغة و كثقافة من الهامش الى بعض مؤسسات الدولة من قبيل المدرسة و الاعلام العمومي لكن اتساءل هل هذا الاسهام النسبي كافي لتحقيق حلم امازيغية المغرب؟؟

ان انتقال الامازيغية  من الهامش الى بعض مؤسسات الدولة قد خلق نوعا من وعي نسبي باهمية الامازيغية داخل شرائح محدودة من مجتمعنا حيث اصبح الامازيغي يعتز بهويته الام في عز النهار بمقارنة مع عهد الراحل الحسن الثاني ….

لكن هذا الوعي النسبي باهمية الامازيغية مبني في العمق على الخطاب الامازيغي ببعده الثقافي المقيد بشروط اكل الدهر عليها و شرب على كل المستويات و الاصعدة حيث ان اليوم لا يشبه الامس على الاطلاق لان الحركة الامازيغية اصبحت حركة سياسية منذ سنة 2005 بتاسيس الحزب الديمقراطي الامازيغي و بتاسيس لجنة تحضيرية لحزب تامونت للحريات في دجنبر 2015 ..  

 و لان مطالب الحركة الامازيغية اصبحت الان عديدة و متعددة مست كل القطاعات الإستراتيجية بما فيها الحقل الديني حيث اعتبر بكل التواضع الوحيد على الصعيد الوطني الذي طالب باعادة تاهيل حقلنا الديني الرسمي على اساس امازيغية المغرب من خلال كتابي الامازيغية و الاسلام و اسطورة الظهير البربري الذي لم يطبع بعد ربما ان موضوع كتابي لازال طابو سياسي ببلادنا لان ايديولوجية الظهير البربري مازالت لها جذور عميقة في حلقنا الديني الرسمي و في المجتمع مع سيادة النزعة السلفية بشكل فضيع لدرجة انني ارسلت امي لشراء بعض الكتب المهتمة بالشان الامازيغي الى مكتبة اموكار الكبيرة في عاصمة سوس اكادير فلم تجد و لو كتاب واحد عن الشان الامازيغي كاننا نعيش في وسط جزيرة العرب…

و كما قلت في بداية هذا المقال فان الفاعل الامازيغي بمختلف انواعه يتساءل الف سؤال عن وضعية القضية الامازيغية اليوم باعتباره يشاهد تعدد قضايا الشان الامازيغي بين السياسي و الديني و الحقوقي و الفكري الخ من هذه القضايا الكبرى حيث اعتبر ان ميثاق اكادير  هو لحظة تاريخية بالنسبة للحركة الامازيغية ببعدها الثقافي و الانطلاقة الفعلية للحركة الثقافية الامازيغية بالمغرب ..

 لكن مطالب هذا الميثاق قد تجاوزها الزمان و السياق الحالي بكثير لدرجة ينبغي حسب اعتقادي المتواضع التفكير بشكل جدي في اصدار ميثاق اكادير جديد يتضمن مطالب الحركة الامازيغية ببعدها السياسي و الثقافي امام التراجعات الخطيرة للملف الامازيغي بشموليته و امام عدم تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية و امام تفاعلات حراك الريف الاخيرة و الممثلة في الحكم على معتقلي هذا الحراك المبارك ب20 سنة سجنا و امام عودة سياسة التعريب و بالاضافة الى سياسة الاسلمة لحياتنا العامة بشكل تدجي كاننا لسنا مسلمين منذ 14 قرن او كأن تقاليدنا الامازيغية تتعارض مع مبادئ الاسلام الخالصة او تدعو الى وطئ الجواري و السبايا كما هو الحال بالنسبة للاعراب قبل اسلامهم و بعد اسلامهم في عز خلافتهم المسماة بالاسلامية زورا و بهتانا .

الكاتب مهدي مالك الذي تحدى الاعاقة من أجل ترويض الفكر بالكلمة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد