أكادير…أكبر من شارع مزدحم

يوسف غريب
يوسف غريب

بقلم يوسف غريب//

لا اعرف سبب احتجاج البعض على اقصاء الاغنية الامازيغية في مهرجان سموه منظموه هكذا التسامح والحال ان علينا جميعا نحن المتذوقون للفن والتراث الامازيغي بشكل عام ان يحمدوا الله على عدم ادراج اي لون موسيقي من المنطقة لان في ذلك اهانة وتبخيس لهوية مغربية ذات اصول ومعنى …استعارات ومجازات…الحان وايقاعات لذلك اجدني ممنون للجهة المنظمة باحترامها لهويتنا الابداعية في بعدها الامازيغي لكن في نفس الوقت اتساءل عن هوية هذا المهرجان الذي حولنا الى جمهور كومبارس نؤتث فضاء المسرح للنبلاء الذين يتابعون السهرة عبر اللايف بواسطة قناة فرنسية تعتبر الداعمة الرئيسية لتظاهرة بدأت الشكوك تحوم بالفعل حول اهدافها منذ الدورة الاولى ومدى خلفية اختيار تيمة التسامح كقيمة انسانية حضارية.

لقد بدا مع توالي الدورات ان كل ماروج حول المهرجان كوسيلة لتنمية السياحة بالمدينة من جهة والمغرب كارض للتعايش والتسامح ما هو الا تسلية وضحك على الذقون…. والا كيف نفسر عملية انزال كل ماهو لوجيستسكي من طباعة ونشر وترويج من خارج المدينة ….الاتيان بكل الاطر الفنية والادارية والمالية من خارج المغرب …حتى ان لغة الدعاية كانت أجنبية…هل المدينة فقيرة الى مثل هذه الخدمات ام مازالت نظرة الاستعلاء الى ماهو محلي تنخر عقول بعض المسؤولين وبمواقعهم المختلفة…

.ان قمة العبث في كل هذا الضجيج المرافق للمهرجان هو ان تجد من يدافع عنه وبصوت مرتفع بحجة ان التظاهرة تساهم في الترويج للمدينة من الناحية السياحية والحال ان من ينظر الى القيمة الفنية والوضع الاعتباري للاسماء المقترحة في البرنامج سيكتشف اننا امام فنانين غربيين من القسم الثاني لا تتجاوز سمعتهم وفي اكثر تقدير مدينتهم  وندعي وبوقاحة اننا نروج لا كادير المدينة التي سبقت البحر باسبوع ..اللهم اذا هناك من يفكر في سياحة العري وما شابه ذلك ولعل هذا مايفسراختيار المكان بخلفية مارينا ….

لكني – وبصدق – مازلت ابحث عن من يفسر حشد جمهور استعراضي وعلى الشاطئ وفي ليلة خريفية بكل ما  تحمل من طقس متغير وبارد وفى اقصى المدينة  مع ما يتطلب ذلك من استنفاربدرجة قصوى بطاقم أمني خرج للتو من استحقاق وطني …اليس في هذه المدينة عاقل واحد  يملك من السلطة ما يجعله يوقف هذا العبث …أالى هذا الحد  تم استرخاص كل شئ من الجبل والحجر والبشر

نعم متسامحون حتى النخاع ويكفي ان اكادير هي المدينة الوحيدة المتوفرة على مقبرة تتجاور فيها جثامين من الديانات الثلاث تماما كما كانت قيد حياتهم

 نعم متسامحون حتى النخاع …لكننا نقول وبصوت مبحوح …ليس حد الذل .

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد