أربعون الف شجرة زيتون مهددة بالجفاف والفلاحون الصغار يستغيثون بدوار السراحنة باقليم تارودانت

انطلق وفد الجريدة  يوم الأحد 23 مارس 2014 من مدينة تارودانت على الساعة التاسعة صباحا  بدعوة من الشبكة الجمعوية للتنمية المستدامة بتارودانت، صوب دوار السراحنة الذي يبعد بحوالي 40 كيلومتر عن إقليم تارودانت، استقبلنا السيد رشيد بوالصبع ابن الدوار و أستاذ مادة المعلوميات الذي قدم لنا معلومات عن الدوارالتابع ترابيا لقيادة إكلي دائرة أولاد برحيل رغم أن أقرب جماعة له هي جماعة إرزان التي لا تبعد سوى بحوالي5  كيلومتر مما  يزيد من معاناة الساكنة خصوصا مع الإجراءات الإدارية، و هذا موضوع آخر.

دوار السراحنة المعروف بجمال طبيعته و جودة زيت الزيتون التي ينتجها و التي تعتبر مصدر الرزق  الوحيد للساكنة المقدرة بحوالي 150 أسرة، يخفي معاناة مريرة لساكنى الدوار المتكون أغلبهم من الفلاحين الصغار الذي فضل بعضهم الهجرة خصوصا و توالي سنوات الجفاف. موارد طبيعية هامة تتمثل في الأرض الخصبة و وفرة المياه الجوفية، غير أن التكاليف الباهضة لإستخراحها زادت من معاناة الفلاحين خصوصا بعد انقطاع سد أولوز و تحويل مياهه إلى سبت الكردان.

الفلاح البسيط يؤدي مبلغ 50 درهما عن كل ساعة سقي

جمعية السراحنة لمستخدمي المياه لأغراض زراعية قامت بإمكانيات ذاتية تجديد مضخة بنيت منذ سنة  1983 كانت تسمى بئر المخزن، بمساهمة بعض المحسنين و قرض لم يسدد جله لحد كتابة هذه السطور، فالتكاليف الباهضة لإستخراج المياه و استغلالها لسقي الأراضي حالت دون إكماله، مما يرفع من فاتورة السقي  التي تصل إلى  50 درهم عن كل ساعة سقي، بالإضافة لعدة مصاريف أخرى، تثقل كاهل الفلاح البسيط الذي لا يسعى سوى لجمع محصول يعينه على العيش.

الدوار و المخطط الأخضر

لم تتمكن الجمعية من الإستفادة من المخطط الأخضر نظرا للإجراءات الإدارية المعقدة و المتتطلبات الباهضة التي لا يمكن للفلاح البسيط توفيرها، فلا يمكن لجمعية بالكاد توفر مصاريف المضخة الوحيدة بناء آبار أخرى و تزويدها بالمعدات اللازمة.

الماء موجود لكن ليطلعو ماكاين :

مطالب الساكنة لا تتعدى المساعدة على استخراج المياه المتواجدة على بعد 50 مترا تحت الأرض، بتوفير البنيات التحتية اللازمة من مضخة قوية و ربط المحرك بالكهرباء و الحد من استعمال قنينات الغاز المكلفة و الخطيرة.

التقينا شيخا في الخامسة و الثمانين من عمره سألناه عن أبرز مشاكل الدوار فأجاب بكل تلقائية و مرارة  الماء، الذي لا نملك له سبيلا رغم توفره، ” الماء موجود تحت الأرض لكن ليطلعوا ماكين “، مضيفا أن سبب عيشنا هو أشجار الزيتون إن يبست متنا.

خمسون ألف شجرة زيت الزيتون لم يتبقى منها سوى أربعون ألفا، رئيس جمعية النهضة السيد حسن أشتوك صرح لنا أن الدوار كان ينتج حوالي 900 مليون سنتيم من زيت الزيتون، غير أن توالي سنوات الجفاف أدى لوفاة العديد من الأشجار مما رفع من حدة  الهجرة نحو المدن.

لا يمكننا الإستمرار في ظل هذه الظروف :

أكد لنا السيد رشيد أيت محمد رئيس جمعية السراحنة لمستخدمي المياه لأغراض زراعية   بكل ألم أنهم لا يمكن أن يستمروا في ظل هذه الظروف و أن مستقبل الدوار  و مستقبل أبنائه مرتبط بإيجاد حل سريع لمشكل المياه، فلا نطلب سوى المساعدة على استخراجه يضيف بكل حرقة السيد رشيد.

أحلام النساء تكسر بسبب غياب الدعم

لم يفتنا التساؤل حول وضعية المرأة بالدوار لتجيبنا السيدة رشيدة رئيسة جمعية التضامن النسوي لدوار السراحنة أن النساء لهن رغبة في كبرة في التعلم غير أن ظروفهن المادية و الاقتصادية منعتهن من ذلك، إضافة إلى غياب الدعم الكافي لتأهيل المرأة و بنيات تحتية لإستغلال خيرات الدوار من زيت الزيتون و شجرة أركان.

وجعلنا من الماء كل شيء حي، آية كريمة  تجسدت بدوار السراحنة الذي كان إلى وقت قريب ينعم في الخيرات لكن انقطاع الأمطار و تنكر المسؤولين ينذر بواقع أسوأ.

تقرير خالد القهوي- تصوير : عبدالمجيد الترناوي – لحسن وحيد

ا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد