عَرّى صيف أكادير تَفَنُّن مهنيي السياحة وإبداعهم في صناعة تجارة الجنس بالمدينة، إذ حولوا العشرات من المطاعم إلى مصانع اللذة، تُعرض منتجاتها بأزيد من مائة ملهى ومرقص وكاباري تجلب إليها العاملات المشتغلات في الجنس. وتزدحم أكادير، كعادتها كل صيف، بالمئات من العاملات المشتغلات في الجنس، ينزحن إلى المدينة جماعيا، في رحلات وهجرة شبه منظمة، قادمات إليها من مختلف المدن والمناطق المغربية.
أوكار الدعارة “الاقتصادية”
تتحول شقق السكن الاجتماعي، وغرف المنازل المستقلة بالمدينة كل صيف، إلى أوكار للدعارة، خاصة بالمجمعات السكنية المجاورة للجامعة بأحياء الداخلة والسلام والمسيرة والقدس، التي عادة ما تعج طيلة السنة بالطالبات والعاهرات المستقرات بالمدينة، وبمجرد ما تُفْرغ طالبات العلم غرفهن وشققهن للعودة إلى سكنهن الأصلي، تمتلئ عن آخرها بطالبات الجنس.
وتفضل الفئة المتوسطة من الوافدات على أكادير المشتغلات في الجنس، أن تكون قاعدتها الخلفية للسكن، الأحياء المحيطة بالقطب الجامعي كالداخلة والسلام والمسيرة والهدى، لتوفرها على عمارات وإقامات وبيوت خصّص مالكوها غرفها للكراء الموجه للطالبات والطلبة خلال الموسم الدراسي، وللعاهرات أثناء فصل الصيف.
وتقطن بغرف هذه الأحياء بشكل ثنائي أو ثلاثي أو جماعي، لتأدية الكراء تضامنا بينهن، العشرات من بائعات الهوى، القادمات من جميع المدن والمناطق المغربية، من طنجة إلى الجنوب المغربي. ويخترن الداخلة والمسيرة والسلام لتوفرها على بنيات تساعد على الدعارة، كالصالونات ومحطات الطاكسيات ومقاهي الشيشة، التي تنتشر بها، عملا بشعار “تقريب الشيشة من العاهرات”. هذا، فيما تختار الفئة الشعبية من بائعات الهوى، الاستقرار بالأحياء الشعبية كالموظفين والنهضة وإحشاش والقدس والفضية والوفاء وتالبرجت وفنادقه والباطوار وسيدي يوسف والقصبة وأمسرنات والخيام والعزيب والحي المحمدي، نظرا لقربها إما من الشاطئ أو السوق، ويمكن تنقلهن إلى القطاع السياحي عبر الشوارع المؤدية إليه، على الأقدام، بحثا عن الزبائن. وتستقر فئة المدللات “الكلاص” من العاهرات، اللواتي يتوفرن إما على سيارات شخصية أو مكتراة من عند إحدى وكالات التأجير، بكل من حي الشرف وشارعي الجيش الملكي والحسن الثاني وفونتي وبالفنادق، بعيدات عن عيون عوام القوم، مستهدفين فئة خاصة من الزبناء.
مقاهي الشيشة
رصدت”الصباح”جملة من تدخلات الدوريات الأمنية، بأحياء المدينة وبالقطاع السياحي مترصدة أثناء الليل، تحركات الوافدات الجديدات، خاصة اللواتي يظهرن بالشارع العام وهن شبه عاريات، وفي وضعيات مخلة بالآداب والأخلاق العامة.
فالفرقة السياحية وفرقة الدراجين ودوريات الأمن تشن، منذ بداية الصيف، على المومسات والعاهرات حربا بلا هوادة، على اللواتي يشكل مظهرهن بالشارع العام، بؤرة جذب الباحثين عن اللذة. وقد أوقفت الشرطة خلال الأسبوع الأول، العشرات من المشتغلات بالجنس، تمت إحالتهن على القضاء.
ونفذت السلطات الأمنية، منذ بداية الصيف حملاتها الأمنية، كإجراء استباقي نهجه الوافد الجديد على الدائرة الخامسة، لتفكيك بنيات الدعارة ومحاربة مستنقعات الجريمة بهذه الأحياء التي تكون موضوع شكايات جمعيات المجتمع المدني والسانديكات، يطالبون حماية زوجاتهم وأبنائهم من مظاهر الدعارة، المتمثلة في محلات الشيشة وغيرها. وهمت مداهمة مقاهي الشيشة بالأحياء الشعبية، والتي تنشط في تقديم خدمات تدخين “المعسل”. ومكنت العمليات التي استهدفت 13 محلا، من حجز 121 قنينة نرجيلة ومستلزماتها. وتم تحرير مساطر قضائية في حق مسيري تلك المحلات العمومية، لزجرهم.
وأحالت الشرطة القضائية لولاية أمن أكادير على المحكمة الابتدائية في الأسبوع الأول من فصل الصيف، أزيد من 100 امرأة يشتغلن في الجنس، ويتحدرن من عدة مناطق مغربية، ومن مختلف الأعمار،
تم اعتقال ثلاث فتيات منهن داخل شقة معدة للدعارة، كن في حالة تلبس بالفساد وإعداد محل للدعارة. وأوقفت فرقة الشرطة السياحية وفرقة الدراجين ودوريات أمنية، العشرات من المومسات بالشارع العام، من أمام الملاهي والمراقص والبارات الليلية والفنادق.
دعارة الملاهي
إذا كانت اختيارات الوافدات الجديدات من بائعات الجنس مختلفة في السكن، فإن هدفهن موحّد، يتمثل في اقتناص الزبائن وتصيد الباحثين عن المتعة واللذة، إذ يتنقلن فرادى وجماعات بالقطاع السياحي، عبر مواقع صناعة الجنس، ويتجولن ما بين المقاهي والمطاعم والملاهي والمراقص الليلية والكباريهات المنتشرة على طول الشاطئ ومسار شارع 20 غشت.
وتقضي الفئات الثلاث، والفئة الرابعة المستقرة بالمدينة، الليل بأكمله بالمنطقة السياحية، يبحثن عن الزبناء الباحثين عن متعة الجنس، خاصة من السياح الخليجيين والمهاجرين المغاربة وأبناء المنطقة الجنوبية ومجموعات الشباب الذين يختارون أكادير للاستمتاع والتخلص من عبء السنة وقضاء وقت داخل ماكينة صناعة الجنس. فأكادير تحتضن ما يناهز مائة مصنع منتج لبضاعة “المتعة الجنسية”، توفر لمقومات ممارسة الدعارة شبه المنظمة، وبنيات استقبال تجار الجنس وصناعه. ويكشف صيف أكادير بجاذبية ملاهيه ومراقصه المغرية، عن أنه فضاء مفتوح للمتعة واللذة والراحة والاستجمام، ومركز للتسوق بالنسبة للباحثين (ات)عن اللذة، وسوق للتجارة الجنسية بالنسبة للباحثين والباحثات عن المتعة الجنسية، من المهاجرين والخليجين الذين أصبحوا يشكلون سوقا رئيسة لتجارة الجنس بأكادير.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.