من ذاكرة  الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي 6/30 : أمريك (1971) بين “باريس” و”ءيموزّار” أو بين إرادة تعميق التكوين والحاجة إلى التكوين والتنظيم

أزول بريس – الحسين أيت باحسين //

“الذي لا ذاكرة له، لا تاريخ له”

 بول ريكور
الحلقة 6/30 : أمريك (1971) بين “باريس” و”ءيموزّار” (أو بين إرادة تعميق التكوين والحاجة إلى التكوين والتنظيم)
بعد مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية التي جمعت، من حيث التكوين والتنظيم، بين أنشطة في فضاءات داخلية وأخرى منفتحة على فضاءات جمعوية ومؤسسات جامعية، وبتجارب أولية في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات؛ وجدت الجمعية نفسها أمام ضرورة الاهتمام أيضا بالجانب التكويني والتنظيمي. ذلك أن جل المؤسسين للجمعية (أتذكر من بينهم علي صدقي أزايكو، أحمد بوكوس، أحمد أكواو، بوجمعة الهباز وعبد الله بونفور) قد التحقوا بالجامعة الفرنسية بباريس قصد إتمام دراساتهم الجامعية؛ وأن المنخرطين الجدد؛ خاصة منهم المنتمين لجامعة محمد الخامس بالرباط ولكلية آداب بظهر المهراز بفاس؛ قد كانوا حديثي العهد باهتمامات الجمعية. فتقرر أن تهتم الجمعية، إلى جانب الاهتمام باللغة والثقافة والهوية، بقضايا التكوين والتنظيم والتواصل، خاصة بين مجموعة الرباط ومجموعة فاس.
حين وصل الخبر الفقيد الدكتور عبد المالك حسين أوسادن؛ الذي انخرط في الجمعية سنة 1970، اقترح على الجمعية أن يتم ذلك في إقامته بإموزّار، ضواحي فاس. علما أن الدكتور عبد المالك حسين أوسادن يعتبر أول أمازيغي نال شهادة الباكالوريا في المغرب من ثانوية أزرو. وهو ينتمي إلى نفس قبيلة الأستاذ محمد شفيق، درس الحقوق في فرنسا ومن تمّ الطب وتعاون مع اللغوي أندري باسيه (André BASSET) آنذاك؛ وسيكون منزله، فيما بعد، محطة لكل شباب الحركة الأمازيغية. لقد كان صديق كل من محمد شفيق؛ مدير المعهد المولوي سابقا وأول عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومن مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والتهامي عمار وعبد الحميد الزموري الذي كان من بين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944.
لقد وضع الدكتور عبد المالك حسين أوسادن رهن إشارة المشاركين، في البرنامج التكويني المقرر، إقامته بإيموزّار في دجنبر 1971 لمدة خمسة أيام؛ كما كلف خادمة كنا نساعدها في تهيئ وجبات الأكل. لقد لا حظنا أنه يملك مكتبة شخصية جد مهمة؛ كما كان يستظيف، من حين لآخر، مجموعة من إنشادن لحفلة ليلية ويقوم بتسجيل أغانيهم وأشعارهم. ويتكون المشاركون في ذلك البرنامج التكويني من إبراهيم أخياط، الحسين أيت باحسين، عبد الله الرحماني الجشتيمي، الحسين أجكون (من الرباط)، ومن أحمد بوزيد، عمر أمارير، محمد فرح (من فاس) والدكتور عبد المالك حسين أوسادن الذي كان يقضي النهار في فاس في عيادته ويلتحق بالمشاركين مساء لكي نستمر في النقاش إلى منتصف الليل أو أكثر. وكان لذلك البرنامج التكويني والتنظيمي أثره الكبير في ما سيساهم به المشاركون من اهتماماتهم الجامعية والجمعوية وفي نقاشاتهم مع خصوم الأمازيغية، خاصة في تلك الفترة التي ساد فيها الاحتقان السياسي والثقافي. مستفيدين أيضا مما يصلنا من مستجدات يكتسبها مناضلو الجمعية في الضفة الشمالية في باريس وخاصة في إطار النقاشات التي كانت سائدة وحادة، وبصفة أخص بين اليسار ومناضلي القضية الأمازيغية في “دار المغرب” (La Maison du Maroc) بباريس.

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading