ظواهر تقلق راحة السياح بأكادير ومع ذلك لا من يحرك ساكنا

agadir choha

عبداللطيف الكامل//

ما تشمئز منه النفوس حقا وتتقزز هو أن تشاهد مكرها وبشكل يومي سلوكات مشينة ذات طبيعة جرمية بالمنطقة السياحية بأكادير، التي كانت بالأمس فضاء جميلا آمنا يوحي بالراحة،لكن من يقوم اليوم بزيارة خاطفة للمنطقة في أية لحظة ستنتابه ظواهر مشينة أساءت حقا لصورة السياحة المغربية بهذه الوجهة.

وأولى هذه الظواهر، انتشار المتسولين المحترفين هنا وهناك وقدوم جيش من المتشردين والمتشردات ليحتل كل مكان وخاصة بالمنطقة السياحية، مما يثير القلق على مستقبل هذه الوجهة، حيث نرى المشهد يتكرر يوميا ونرى جيشا من هؤلاء المتشردين الذين يختارون أمكنة قارة لهم:

 خلف النادي الملكي للتنس وداخل فندق عبر المحيط المغلق لمدة سنوات، وخلف الجدار الإسمنتي قبالة قصر بلدية أكَادير، وداخل معمل السكر سابقا بشارع الحسن الثاني (قبالة ملعب الانبعاث).

وخلف مطعم” نهار وليل” بكورنيش أكَادير، وخلف متحف التراث الأمازيغي بساحة أيت سوس وغيرها من الأمكنة التي يتواجد بها يوميا جيش كبير من المتشردين والمتشردات قادم من ضواحي مدينة أكَادير ومدن أخرى.

بحيث يستغل هذه الأمكنة الخالية للنوم والتواري عن الأنظار للقيام بأشياء يندى لها الجبين من ممارسة الشذوذ الجنسي وتناول مخدر الدوليا و اعتراض سبيل المارة ليل نهار،وسرقة ممتلكاتهم.

زيادة على انتشار ظاهرة اللصوصية بشكل خطير بالمنطقة السياحية، إما عبر الخطف بالقوة أو النشل أو التهديد بالسلاح الأبيض أو الخطف عبر الدراجات النارية..

وهذا ما يشكل خطرا حقيقيا على السياحة بأكادير، بالرغم من مجهودات أمنية تقوم بها الشرطة المكلفة بالقطاع السياحي من حين لآخر،لكن هذا العمل لا يكفي بل يحتاج إلى موارد بشرية مضاعفة وإلى تنسيق بين عدة أجهزة.

 وأيضا إلى جهود مضاعفة من كافة المتدخلين لجعل المنطقة آمنة ليل نهار لا من اللصوص ولا من المتشردين والمتسولين المحترفين القادمين من هوامش إنزكَان وأيت ملول والقليعة وغيرها ليحتلوا أمكنة قارة بهم منذ الصباح الباكر إلى منتصف الليل مستغلين أطفالا صغارا يكترونهم من أمهاتهم لهذا الغرض.

أما الظاهرة الثالثة التي تثير استغراب جميع الزوار المغاربة والأجانب هو انتشار الأزبال هنا وهناك في كل مكان وخاصة بالمناطق الخضراء بالمنطقة السياحية،وقد سبقنا أن نبهنا عدة مرات من هذه الصورة السيئة التي تعطي انطباعا مخالفا لما التزم به المغرب بشأن بيئة نظيفة.

لذلك سيلاحظ الزائر انتشار الأزبال على  جنبات الطرق و بالفضاءات المذكورة سالفا مما يطرح أكثر من علامة استفهام عن ترك هذه الأزبال التي يشاهدها السياح يوميا وأحيانا يلتقطون صورا للتدليل بها على قذارة المكان.

ويبقى السؤال المطروح الآن: ما دور المجلس البلدي لأكادير؟ وما دور السلطات الإقليمية؟ ودور جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة خصوصا؟إن لم يكن هناك تنسيق من أجل استعادة جمالية المناطق الخضراء بالمدينة وتنظيفها من الأزبال وجعلها محروسة.

وما دور المجلس البلدي والولاية في وضع حد لما يقع خلف مسرح الهواء الطلق وخلف متحف التراث الأمازيغي، ليل نهار، خاصة أن المتشردين والمنحرفين واللصوص يستغلون هذه الغابة الموحشة للتستر على جرائمهم.

مع العلم أن ساحة أيت سوس تصبح في وقت متأخر من الليل وأمام ضعف الإنارة وانعدامها أحيانا،ممرا خطيرا ومصيدة للصوص لنهب وسرقة ممتلكات المواطنين، ثم الاختفاء في جنح الظلام بعد أن تكون الغابة المجاورة خلف المتحف قد امتصتهم.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading