د. حسن العماري:المغرب في عيون آسيا نموذج للتعايش والتسامح رغم بعد المسافة

حاوره الحسين ابليح

 

يكشف مؤسس الجمعية المغربية للتعاون والصداقة بين الشعوب، الدكتور حسن العماري عن انحيازه للعمل الديبلوماسي الموازي عبر بوابة الفعل التكويني والتأطيري لنخب منتمية إلى القارة الآسيوية وأوربا الشرقية.

حضور لافت بمنطقة غير تقليدية بالنسبة للمغرب، نتيجة عمل دؤوب اعتمد فيه الرجل على العلاقات الخاصة التي ربطها مع عدة مسؤولين من هذه البلدان سعيا إلى المساهمة في تقوية هذه العلاقات.

  • هلا حدثتمونا، دكتور حسن، عن الدوافع التي جعلتكم تؤسسون جمعية نشيطة في ميدان الدبلوماسية الموازية؟

إن تأسيس الجمعية المغربية للتعاون والصداقة بين الشعوب لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لتجربة طويلة راكمتها عندما تقلدت عدة مسؤوليات إدارية عليا سواء كمستشار للوزير الأول، او كرئيس ديوان وزير. من هذا المنطلق نشأت عندي فكرة تثمين هذه الخبرة الطويلة ووضعها رهن إشارة بلادي، فقمت بتأسيس، رفقة مجموعة من الأطر والفعاليات جمعية هدفها الرئيسي المساهمة في توطيد العلاقات بين بلدنا المغرب ومجموعة من الدول، خاصة في آسيا او أروبا الشرقية، وكنت دائما أستحضر توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي ما فتأ يحث المغاربة على أن يكونوا خير سفراء لبلادهم بالخارج. وتجدر الإشارة في هذا الصدد للدور الهام الذي يقوم به المجتمع المدني في دعم الدبلوماسية الرسمية.

المغرب يحظى بسمعة طيبة في الخارج، سيما في مجموعة من دول آسيا الوسطى وشرق آسيا، فهذه الدول تكن كل التقدير والاحترام للسياسة الرشيدة لصاحب الجلالة ويعتبرون المملكة المغربية بلدا نموذجيا للتسامح والتعايش. فقد لاحظت من خلال لقاءاتي الكثيرة والمتنوعة مع مجموعة من مسؤولي وأطر هذه البلدان،  أنهم دائما يعبرون عن اعجابهم بالمغرب كبلد عريق وأصيل ومنفتح على مختلف الثقافات.

  • ماهي أهم الأنشطة التي قامت بها جمعيتكم في هذا الصدد منذ نشأتها؟

لقد قامت الجمعية منذ تأسيسها بالقيام بمجموعة من الأنشطة وبربط مجموعة من العلاقات مع مجموعة من المؤسسات والجمعيات والجامعات مع هذه الدول، فعلى سبيل المثال قامت جمعيتنا بتوقيع شراكات مع مؤسسات علمية وتعليمية عليا من أجل تشجيع التعاون الأكاديمي وتبادل زيارات الأساتذة وتسجيل الطلبة، وأشير في هذا الصدد الشراكة التي أبرمتها جمعيتنا وكل من جامعة محمد الخامس وجامعة القرويين من جهة وجامعة كوالالمبور بماليزيا من جهة أخرى والتي توجت بتسجيل عدد من الطلبة الماليزيين بهاتين الجامعتين المغربيتين.

كما قامت الجمعية بتنظيم زيارة لوفد ماليزي رفيع المستوى يضم حوالي خمسين شخصية قاموا خلالها بجولة سياحية لمدن مراكش و الدار البيضاء والرباط وفاس حيث اطلعوا خلالها على غنى وأصالة الثقافة والمعمار المغربي، كما كانت مناسبة لزيارة مجموعة من الجامعات، . واعترافا بالمجهودات التي تقوم بها الجمعية من أعمال وأنشطة تهذف إلى المساهمة في تمتين العلاقات بين البلدين، حضيت باستقبال ملكي من طرف صاحب السمو الملكي التانكو محرز بن المرحوم التانكو منور ملك نجري سامبيلان خلال  احتفال نظم بالقصر الملكي بماليزيا، بحضور شخصيات تمثل الأوساط السياسية والأكاديمية والشؤون الدينية.

و لقد قام سموه بتوشيحي  بأعلى وسام سام بدولة ماليزيا بالإضافة إلى ذلك تم منحي لقب ” داتو ” و هو أرفع درجة.

كما أشرت إلى ذلك سابقا، المغرب يتمتع بسمعة طيبة بالخارج ويحظى باحترام وتقدير من طرف العديد من الشخصيات والمسؤولين الذين التقيت بهم في مناسبات عدة. وقد عبر العديد منهم عن إعجابه ببلادنا وبتاريخها وبقيمها وتعدد روافدها الثقافية.

  • انطلاقا من العلاقات المميزة التى تربط جمعيتكم بدولة ماليزيا، كيف ينظر الماليزيون للمغرب؟

ما لاحظته عند الماليزيين هو أنهم يعتبرون المغرب كنموذج للتعايش والتسامح ورغم بعد المسافة الجغرافية، فبلدنا قريبة إليهم من الناحية الوجدانية والفكرية ودائما ما يشيرون في أحاديثم عن المغرب بعراقة تاريخه وتنوع رصيده الثقافي.

  • ماهي الاسباب التي جعلت الجمعية تركز أنشطتها على دول دون غيرها؟

جمعيتنا لها تواجد في مجموعة من الدول خاصة في أروبا الشرقية ودول شرق ووسط آسيا. فهذا الحضور جاء كنتيجة لعمل دؤوب اعتمدت فيه على العلاقات الخاصة التي ربطتها مع عدة مسؤولين من هذه البلدان التي تربطها علاقات مميزة مع المملكة المغربية، وكإحدى مكونات المجتمع المدني، كان هدفنا ولا زال هو المساهمة في تقوية هذه العلاقات، سيما وأن هذه المنطقة من العالم، عكس أروبا الغربية مثلا، تشكو نوعا ما من قلة الفعاليات الجمعوية التي يمكن لها أن تقوم بمبادرات هادفة في مجال ما يسمى الدبلوماسية الموازية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد