لا احد يجادل في كون سوس ، شكلت دائما الامتداد الطبيعي و الحقيقي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، حيث كانت تنعت مدنها بالقلاع الحصينة والمنيعة للاتحاديين ، هذه الهيمنة وهذا العشق المتبادل بين الحزب وجدور هذه المنطقة الغالية من الوطن ، كان وراءه كتيبة من رجالات الاتحاد الاوفياء الذين شكلوا فسيفساء الانصهار بين السوسيين والاتحاد .
حسن حوس هو واحد من رجالات هذه الكتيبة الاسطورية التي وضعت احجار الاتحاد في كل ربوع سوس العالمة ، بل هو من اهم عناصرها واكثرهم مساهمة في هذا البناء ، فمناضلنا هو من الرعيل الاول للاتحاد حيث كانت بداياته الاولى في العمل النضالي سنة 1962 بمدينة القنيطرة ، كمناضل شاب بصفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، هذا الشاب السوسي سيكون على موعد مع التاريخ سنة 1963 حينما سيختاره الزعيم عبد الرحيم بوعبيد كاصغر مراقب له في اول انتخابات برلمانية يعرفها المغرب بدائرة القنيطرة ، ليشهد على كل صنوف الاستبداد و التزوير و الترويع والترهيب السائد انذاك .
حوس السوسي النبيل باخلاقه وبتواضعه الذي قل نظيره سينطلق في العمل السياسي عبر بوابة واجهة النضال الاولى “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ” سنة 1964 كمؤتمر بالمؤتمر التاسع لهذا الصرح الطلابي التقدمي ، لتشهد بعد ذلك ردهات الجامعة المغربية على نضالية واحد من اجود و انبل المناضلين الاتحادين المتشبعين بالفكرة الحزبية الاصيلة .
مسيرة مناضلنا ستاخد منعطفا اخر اكثر زخما ونضالية بعد التحاقه باسلاك التعليم ورجوعه الى احضان ارض اجداده و اصوله ” سوس”، ليلتحق مباشرة بالنقابة الوطنية للتعليم، و ليعيش معها ملحمات النضال التي سطرتها في الساحة النقابية المغربية .
عودة حوس الى سوس ستجعل منه جزء لا يتجزء من القيادة التاريخية للمنطقة ، حيث كان ضمن اول كتابة اقليمية للحزب بالمنطقة وبالجنوب ، اوكلت لها مهام حساسة وصعبة، كان اهلا لها وبدل في سبيل انجازها وانجاحها كل كيانه ، فهو مراسل جريدة التحرير في زمن كان فيه شراء هذه الجريدة وتصفحها يقود الى غياهب السجون ، وهو المدافع عن الاتحاد و الاتحادين وغير الاتحادين من اليسارين ايام الشدة والضيق ، وهو المكون والمؤطر والناكر للذات ، والمتفاني في حب حزبه و وطنه.
مسيرة حوس المحلية كانت امتدادا لتوهجه وطنيا ، حيث كان دائما حاضرا في اجهزة الاتحاد الاشتراكي الوطنية ، كعضو للجنة المركزية والادارية ، مساهما في كل القرارات المصيرية التي عرفها الحزب ، وصامدا ضمن كوكبة الصامدين الذين لم يبدلوا تبديلا، كما نال ثقة ساكنة اكادير كبرلماني عن دائرة انزا الشمال مابين سنة 1993 و 1997 ، ليعيش المرحلة الاولية لتشكيل التوافق بين الحزب والملك الحسن الثاني ، ضمن الفريق النيابي للحزب الذي قاد هذه المرحلة الهامة من تاريخ المغرب.
حسن حوس المناضل النبيل والمتواضع حد التصوف هو من بين جواهر الاتحاد التي صنعت مجده محليا ووطنيا، والتي يشهد لها الجميع بالنزاهة والاستقامة والنضالية ، ومهما كتبنا عليه اليوم سنبقى مقصرين في حقه وحق اسهاماته وتضحياته من اجل الحزب والوطن.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.