جلالة الملك نجح في جعل المملكة منفتحة على الحداثة
أجرى الحديث ..سمير لطفي
أكد مدير معهد العالم العربي بباريس، جاك لانغ، أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك عظيم، حيث نجح جلالته، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، في الوقت نفسه، في صون تراث المملكة، وتاريخها، وتقاليدها، وأن يجعل هذا البلد الرائع منفتحا على الحداثة، والتنمية الاقتصادية والإشعاع الثقافي”.
وأضاف السيد لانغ، في حديث لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس حمل روحا جديدة، وقوة، وشبابا، وطموحا جديدا”.
ورأى أن جلالة الملك يقوم بعمل “كبير جدا”، يشمل كافة المواضيع، من قبيل تعميق الديمقراطية، من خلال الدستور الجديد.
وقال إن “عمل جلالة الملك يتضمن العديد من النجاحات، بدءا ب’ثورة ثقافية’ حقيقية في جميع أنحاء المملكة، وخاصة من خلال تأهيل التراث والنهوض به، وإحداث متاحف كبرى”، والتي تتولى تدبيرها المؤسسة الوطنية للمتاحف، التي يوجد على رأسها السيد المهدي قطبي.
وعبر السيد لانغ، باعتباره رجل ثقافة، عن إعجابه الكبير بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا أن “جلالة الملك يظهر شغفا كبيرا بالفن، والفنون (..)، وأنا مندهش بسعة معرفته، وبإعجابه وبروحه المنفتحة على جميع أشكال التعبير والفنون”.
وأضاف السيد لانغ أن “إحدى نقاط المملكة الأكثر قوة تتمثل في هذا التوفيق المغربي بين المعتقدات، والذي هو في الآن نفسه عمل يعود إلى تاريخ المغرب، ولكن أيضا إلى عمل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والطريقة التي نجح من خلالها جلالة الملك في المزج بهذا البلد بين الثقافات، والأديان، والارث الروحي”.
واعتبر السيد لانغ أن “هذه الروح التي يتضمنها دستور المملكة بشكل واضح، تجد ترجمتها في الواقع. ولعل أقوى مثال على ذلك هو طريقة تجذير وتثمين اليهودية كجزء لا يتجزأ ، بشكل كامل وتام، من التاريخ، والثقافة، والفن والتقاليد بالمغرب”، مذكرا بأن هناك العديد من المبادرات في هذا الاتجاه، ومن بينها، على الخصوص، إحداث متحف الثقافة اليهودية بفاس، وإدراج تاريخ اليهودية المغربية في الكتب المدرسية.
وقال بنبرة من التفاؤل والاعتزاز إن “هذا الأمر يبقى متميزا والذي لا نجده في أي بلد آخر عبر العالم. فإذا بحثنا عن بلد يسود فيه التسامح بشكل كبير، فهو المغرب”، واصفا هذا النهج بأنه “اختيار” من قبل المملكة تتبناه بكل اعتزاز، وفي تناغم تام مع التقاليد المغربية العريقة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أبرز السيد لانغ التطور الذي يعرفه المغرب، كما تشهد على ذلك الانجازات والمشاريع الكبرى التي أنجزت في شمال وجنوب المملكة.
وتابع أن جلالة الملك الذي انخرط شخصيا لكي يتحقق هذا الاقلاع الاقتصادي الذي تعرفه المملكة، حمل هذا الأمل في التغيير الاجتماعي والاقتصادي، والذي امتد ليشمل حتى المناطق التي تعتبر نائية.
وفي معرض رده على سؤال حول المكانة المتميزة التي يحتلها المغرب على الساحة الدولية، أكد السيد لانغ أن جلالة الملك أعطى للمغرب إشعاعا استثنائيا وثقلا جديدا، وخاصة تجاه افريقيا، حيث أمن جلالته حضورا “غير معتاد” للمغرب، عبر الانخراط شخصيا في هذا العمل.
وذكر بأن “جلالة الملك خصص زيارات طويلة للعديد من البلدان الافريقية، واستقبل بحماس من قبل المواطنين الأفارقة”، معتبرا أن المغرب يعد اليوم من بين البلدان الأكثر احتراما والتي تحظى بإعجاب كبير في العالم.
وقال إذا قارنا المملكة مع بلدان أخرى، فيتعين التأكيد والإقرار بأن المغرب يبقى نموذجا للاستقرار، والديمقراطية والانفتاح، في حين تعرف بعض البلدان، للأسف، حالة جمود وانتكاسة ديمقراطية.
وبخصوص العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وسبل تعزيزها وتطويرها أكثر في المستقبل، أكد السيد لانغ أن المملكة تتوفر على العديد من المؤهلات في هذا الاتجاه.
واستشهد، في هذا الصدد، بتصور الإسلام المتنور والمعتدل الذي صاغه جلالة الملك وعززه بتكوين أئمة، ومحاربة التطرف والظلامية، وحتى بكلمة جلالة الملك بالمغرب وخارج المملكة، معتبرا أن هذا يظهر بجلاء إلى أي حد يبقى المغرب بلدا يحترم كثيرا الثقافات، والديانات والمعتقدات.
وقال “أقدر عاليا هذا النص الرائع الذي يتمثل في تمهيد دستور 2011، وهو نص فريد من نوعه في العالم”، مسجلا أن المغرب يبقى ذلك البلد الذي يقر في دستوره بتنوع إرثه الثقافي، والروحي والفكري.
وتابع أن هذه السمعة باعتباره بلد التسامح والانفتاح والاحترام تتجاوز حدود المغرب، وتفسح المجال لاحترامه من قبل كافة البلدان، بما فيها بلدان الاتحاد الأوروبي، وافريقيا، وفي قارات أخرى، معربا عن الأمل، في هذا الاتجاه، في أن تحذو بلدان أخرى حذو المغرب.
وعلى صعيد آخر، وفي معرض حديثه عن تدبير المغرب الناجح للأزمة الوبائية المرتبطة ب(كوفيد-19)، أشار السيد لانغ إلى أن المغرب شكل، في هذا الصدد، نموذجا، حيث تعاطى مع الجائحة بذكاء كبير.
وقال إن “غالبية البلدان لم تكن تتوفر على الأقنعة الواقية غداة ظهور الأزمة الوبائية، خلافا للمملكة التي تكيفت بسرعة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مع هذا الوضع الجديد، عبر توجيه صناعتها نحو تصنيع هذه الأقنعة، ليس فقط لتلبية طلبها الداخلي، ولكن أيضا لتلبية حاجيات بلدان أخرى أوروبية وافريقية، من خلال فسح المجال لتصدير إنتاجها”.
وأشار، في السياق ذاته، إلى المثال البليغ المتمثل في إقامة المغرب لمصنع لتعبئة اللقاحات (المضادة لكوفيد، ولقاحات أخرى)، بإرادة وفعالية معتبرتين.
وقال السيد لانغ إن المغرب يقدم مثال بلد يأخذ بزمام الأمور حينما تظهر صعوبة ما، وينخرط ويتحرك بسرعة وفعالية لمواجهتها.
وأكد السيد لانغ، في الختام، أن “عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس يتميز، في الوقت نفسه، بروح جديدة، وروحانية قوية ورائعة، ولكن أيضا بحب العمل، على الصعيد الاقتصادي، والصحي، والثقافي، وكذا الدبلوماسي”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.