بقلم محمد الغيداني //
تجربة مهنية جديدة تنتظر الكفاءة الإعلامية المتميزة صباح بنداود ، حيث تم تعيينها في منصب مديرة مكلفة بالإذاعات الجهوية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، صباح راكمت تجارب هامة في الميدان كصحافية ومنتجة برامج ومسؤولة ومدرسة ، كل ذلك يؤهلها لتكون في مستوى مهمتها الجديدة ، فالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يتوفرعلى 11 إذاعة جهوية تغطي كل أنحاء المملكة ، وتقوم بأدوار تستجيب لما تتطلبه خدمة المستمع إعلاميا ، ومهام تنموية على مستوى مختلف الواجهات في إطار الجهوية المتقدمة .
المسار العلمي والمهني لصباح بنداود حافل بالعطاء ، فموازاة مع دراستها الجامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط شعبة التاريخ والجغرافيا ، تخصص ”تاريخ” ، كانت الاعلامية صباح بنداود تتردد على الاذاعة المغربية كمتعاونة ، وبعد التخرج التحقت بشكل رسمي للعمل بقسم الانتاج بالاذاعة ، حيث بدأت مسارها الاعلامي بتقديم البرنامج اليومي ”صباح الخير ” هذا البرنامج الذي تناوب على تقديمه ثلة من الصحافيين والمنتجين الاذاعيين ، وهو من البرامج الصعبة الذي تمتحن فيه قدرات الصحافيين اعتبارا لخصوصياته ، فبالاضافة لوثيرته اليومية على مدى ثلاثة ساعات ، فهو برنامج متنوع الفقرات الاخبارية والثقافية والفنية والخدماتية، لم تنتظر صباح طويلا حيث ابتسم لها الحظ ،حيث غاب احد الزملاء عن تقديم احدى حصص البرنامج السينمائي ، فتم تكليفها لملإ الفراغ ، فوجدت ضالتها وتوفقت في المهمة ، لكون نوعية وخصوصية البرنامج يدخل ضمن اهتماماتها وطموحها في تقديم برنامج متخصص في الفن السابع ، ومن هنا كانت الانطلاقة الاذاعية لها .
كان طموح صباح وهي شابة متابعة دروسها الجامعية في الصحافة ، لم يسعفها الحظ في اجتياز مباراة معهد الصحافة ، ولكن حبها للمهنة وطموحها مكنها من الالتحاق بالمعهد في فترة لاحقة، وهذه المرة لاستكمال دراساتها العليا في الصحافة ، بالمعهد العالي للاعلام والاتصال، الذي تخرجت منه بعد مناقشة رسالة التخرج في موضوع:”الحملة الإنتخابية للأحزاب السياسية المغربية لإنتخابات يونيو1993”وبعد حصولها على شهادة التخرج ، التحقت مرة اخرى بالاذاعة المغربية ، حيث تم تعيينها مسؤولة على مصلحة البرمجة بالاذاعة المركزية ، وبعد مدة ، وفي 22 سبتمبر 2003 ، تم اختيارها مسؤولة على إذاعة طنجة ، وبهذا التعيين تعتبر صباح أول امراة تتحمل مسؤولية تسيير إذاعة جهوية في المغرب ، هذه الاذاعة ذات التاريخ الاعلامي المتميز ، والذي خلذته أسماء اذاعية طوال سبعة عقود ، فمنذ 1946 أيام كانت طنجة تحتضن أربعة اذاعات حرة ، شهدت منافسة شديدة بين هذه الاذاعات لاستقطاب المستمعين وذلك لجلب مداخيل الاشهار، وبعد الاستقلال وبعد لم شمل كل صحافيي هذه المحطات في اذاعة واحدة ، شهدت اذاعة طنجة تنافسا حادا بين عدد من الاسماء الاذاعية، جعلت منها اذاعة نموذجية في مجال الابداع الاعلامي السمعي في المغرب، ومسؤولا يكون في مستوى الأسماء الاذاعية التي تعمل بهذه الاذاعة ، ولهذا فقد كانت مهمة صباح كبيرة لمسايرة مهام المحافظة على الصيت والارث التاريخي لاذاعة طنجة ، خاصة وأن صباح كانت خلفا لأحسن سلف وهو امحمد البوكيلي الذي خلف هو أيضا أحد أبرز الاذاعيين في المغرب وهو خالد مشبال .
عادت صباح بنداود مرة أخرى الى الاذاعة المركزية في وضعيتها القانونية الجديدة الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة سنة 2006 ، لتتكلف بمهمة خلية التعددية السياسية ، في إطار احترام الاذاعة لدفتر تحملات متفق عليه بموجب عقد البرنامج بين الحكومة والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ، وهكذا فقد تكلفت صباح بمتابعة مرور مختلف الشخصيات السياسية الحزبية والنقابية في مختلف البرامج الاذاعية والاخبارية ، واعداد احصائيات شهرية وسنوية ، حول مدة مرور هذه الشخصيات في الاذاعة ، وتزويد الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري . وبالموازاة مع هذه المهمة تنجز صباح برنامجا أسبوعيا يحمل شعار ” نقطة الى السطر ” برنامج يتابع القضايا السياسية الوطنية يطرح مواضيعها للنقاش بمشاركة مجموعة من الفعاليات الوطنية .
حققت صباح بن داود طموحها ، حيث كانت مولعة بالاذاعة منذ الصغر، فقد كانت معجبة بصوت:”ليلى أبو زيد”وشاء القدر أن تستضيف صباح الأديبة والصحفية ليلى أبو زيد في عدة مناسبات منها برنامج بقلب مفتوح . وقامت بإنجاز مجموعة من البرامج الاذاعية وخاصة التي تتناول بالعرض والتحليل القضايا السينمائية الوطنية والدولية ، وفي سنة 2007، تفرغت لمتابعة ملف التعددية السياسية والنقابية على امواج الاذاعة .
اما تخصصها في تقديم البرامج المهتمة بالفن السابع ، فقد جاء ذلك من خلال اهتمامها ومتابعتها للانشطة السينمائية وطنيا وعربيا وعالميا . استثمرت صباح بن داود تجربة مسارها بالإذاعة المغربية، وذلك لنقل تجربتها للأجيال الحالية بتدريس مادة الراديو لطلبة المعهد العالي للإعلام والإتصال بالرباط ، تلقنهم خصوصيات الكتابة الاذاعية ، وتقنيات تحرير الخبر الاذاعي ، والأشكال البرامجية المتعارفة، معتمدة في عملية تلقين طلبتها على الدروس التطبيقية . حاولت صباح إظهار أهمية الإذاعة ودورها ومكانتها بين وسائل الإعلام الجماهيرية الأخرى ، وتقول ان دورالاذاعة سيتقوى نظرا لقوتها كوسيلة إعلامية ، فقوة حضوها يتجلى في سهولة التقاطها تقنيا ، فالخطاب التي تحمله الإذاعة هو خطاب إعلامي واضح و معروف، يتقوى كلما زادت حاجة الدولة لها كمؤسسة لإعلامها السمعي، وكلما زادت حاجة المتلقي لخطاب مسؤول. ودورنا ومسؤوليتنا كعاملين في المجال الإعلامي تقول صباح، تزداد بإزدياد حرية التعبير و حضور الرأي الآخر، يجب على الإذاعة أن لا تخاف من منافسيها وأن ترى أمامها الطريق،وأن تكون السباقة للخبر ما دامت تاريخيا ولوجيستيكيا وبشريا قادرة على ذلك.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.