بودهان يرثي بنعقية

ازول بريس// محمد بودهان

الدكتور حسن بنعقية يغادرنا إلى الأبد

خطف اليوم ( 19 يناير 2022) المنونُ الغادرُ روحَ الصديق والمناضل والعلّامة الدكتور حسن بنعقية، أستاذ الأدب الفرنسي واللغة الأمازيغية بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، بعد حياة كلها بحث وإبداع وإنتاج ونضال في سبيل الأمازيغية، التي كافح باستماتة لإحداث مسلك لها بالكلية المذكورة. ثم واصل الكفاح بعد إنشاء المسلك من أجل تحويله إلى شعبة ماستر مستقلة خاصة بالأدب واللغة الأمازيغيين. وهو ما تحقّق ابتداء من الموسم الجامعي 2021-2022. وقد أبى إلا أن يشرف شخصيا على افتتاح هذا “الماستر” الأمازيغي يوم 19 نونبر 2021 رغم أن حالته الصحية كانت سيئة جدا. وقد كان افتتاحه لهذه الشعبة الجديدة الخاصة بالأمازيغية أخر نشاط جامعي مهني يقوم به قبل أن يودّعنا الوداع الأخير.
لا أستطيع أن أصف حدّة الألم والحزن اللذيْن أشعر بهما إلا بنفس الحدّة من الألم والحزن اللذيْن انتاباني يوم فقدت ابني البِكر. بذهاب حسن بنعقية، فقدت صديقا عزيزا جمعتني وإياه شهريةُ “تاويزا” لأكثر من 15 سنة حيث كان من الكتاب المواظبين على النشر في الجريدة منذ عددها الأول إلى يوم توقّفها. فقد كان في الحقيقة المدير الثاني لهذه الشهرية التي خدَمها بكل تفانٍ وصدق، والتي أصبحت معروفة عند قراء كتاباته بإحالاته المتكرّرة عليها في تلك الكتابات، كما في كتابه الموسوعي الضخم (700 صفحة) المنشور بفرنسا (édition Harmattan) تحت عنوان “histoire de la pensée nord-africaine ” حيث سبق أن نشر بـ”تاويزا” غالبية الموضوعات التي تناولها في هذا الكتاب، والتي تخص المفكرين والكتاب الأمازيغ القدامى الذين كتبوا باللاتينية والإغريقية. لقد ترك لنا أزيد من 20 كتابا تضم كتابات بالفرنسية والأمازيغية، فضلا عن العديد من الدراسات والمقالات النقدية والتحليلية. كان يقرأ كثيرا ويكتب أكثر كأنه كان يعلم أن الوقت ضيق ولا يكفي.
إذا كان الفقدان يعني إضاعة شيء ذي قيمة بالنسبة إلينا، فسيكون الفقيد ليس أنت، بل أنا وكل محبّيك من الذين يعرفون قدرك ومكانتك. لكن إذا كنت ستغيب عنا ماديا فستبقى حاضرا بأفكارك وكتاباتك وإنتاجاتك الغزيرة التي دافعت فيها عن الأمازيغية علميا وإيديولوجيا. وهو ما يجعل منك حيا لا يموت وحاضرا لا يغيب ولا يختفي.
وداعا أيها العزيز الغالي.

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading