بمناسبة المغربية المتبرعة لانشاء مدرسة: يحيي ايدر..مؤسس كلية الشريعة بأكادير

استطاعت سيدة مغربية أن تخلق تميزا وسط هذه اللهفة بتوجيه تبرعها نحو بناء مدرسة ذات الطابع العمومي… وإذا كان الفعل الإحساني قد ساهمت منصات التواصل الافتراضية في تعميمه وانتشاره كنمودج للأعمال الموجه لوجه الله فأن الحدث نفسه قد جعل البعض منا يستحضرشلة من الأسماء تركوا وراءهم أثرا لا يقل أهمية مما سبق وفي صمت دون أن يكون أي اعتراف لهم بهذا الفعل الإنساني العميق..
ومن باب الإنصاف.. وضد النسيان أجد بالمناسبة ما يدفعني إلى إعادة تدوير مقال كتبته سابقا حول مؤسس كلية الشريعة بأكادير هو:  اسم شخص مركب من لغتين لمعنى واحد هي الحياة…فـ(ايدر) أمازيغيا تعني يحيى …وتعني بالضبط ذاك الشخص اليافع و القادم من منطقة ايت بعمران إلى اكادير الاوربية خلال العشرينيات من القرن الماضي…بل تعني أيضا ذاك العصامي الذي جعل لاسمه معنى ومسمى منذ الخطوة الاولى في هذه المدينة الكوسمونية ذاك الوقت إلى الرؤيا التي جاءته أواسط العقد السادس من عمره حسب أحد مجايله وهي أن يحول منزله الكبير بالمزار إلى كلية للشريعة ليست أضغات أحلام… هي واقع حقيقي الآن … بفضل دبلوماتها استطاعت مجموعة من اللأطر التعليمية أن تحسن من وضعيتها الاجتماعية والادارية.. كما هو الشأن أيضا بالنسبة لأغلبية أعوان القضاء بالمنطقة والعدول والائمة ..
بل إن الكلية الان تعتبر رائدة على المستوى الوطني بترسيخ القيم الاسلامية السمحة وترسيخ المناعة الروحيةالتي نحن بحاجة اليها اليوم أكثر من ذي قبل أمام هذا التسويق لنمودج اسلامي دموي داعشي … الكلية حولت المنطقة ذات الطابع القروي الفقير لكل شروط الحياة إلى نقطة جذب استهلاكية بامتياز لتواجد شريحة الطلبة بالمئات ولكم أن تتصوروا حجم الانفاق اليومي والدائم ..كل هذه الحياة بفضل هذا العصامي الذي لم يفتح عينيه على السبورة لكنه استطاع أن يفتح أعين الاخرين علي الحياة …
ألم أقل لكم بأنه اسم على مسمى ..إذ لم يحس بأية مفارقة في الإنفاق على طلبة في علوم الفقه والشرع وبين مصادر استثماراته.. لأنه بالفعل كان جزءا من هذا المناخ العام المؤطرة لرؤية المغاربة وتدينهم الذي لا يفصل بين الدين والدنيا… لذلك حين أراد أن يستثمر هذا العصامي أيام فتوته سلك مجالا مرتطبا بالصوت والصورة والحركة والخيال وكلها عناصرحياتية بامتياز…هي السينما وأطلال قاعاتها اليوم تشهد على امتدادتها الجهوية من تارودانت الى هوارة… انزكان.. تزنيت… واكادير…
قاعات بقدر ما احتضنت شغب أجيال وأجيال من شبيبة هذه الجهة بقدر ما لعبت تلك الأشرطة المعروضة دورا في الانفتاح على العالم كلغة وسلوك وتنمية لملكات التخيل والابداع …وليسمح لي شاعرنا الفرنكوفوني الكبير مصطفى حمير أن أحرج تواضعه وأنا أتذكر ما حكاه لنا يوما حول علاقته بالسينما وهو يافع وكيف أن أبناء الدرب ينتظرون خروجه من أجل أن يعيد الشريط بكل تفاصيله بل وتقليد حتى المؤثرات الصوتية . الايمكن أن نعتبر هذا التدريب على التخيل احدى أهم الركائزالاساسية في عملية الابداع ..أجل… جئت بهذا المثال وغيره كثير فقط من أجل التأكيد على دور الثقافة السينمائية في عملية التهذيب والتثقيف ومن أجل التأكيد أيضا على أن صاحب هذا المشروع كان بامكانه أن يستثمر أمواله في مجالات أكثر مردوية وفي وقت توفرت فيه كل فرص الربح السريع بل والفاحش هو اختيار اذن خصوصا اذا عرفنا أن ثمن التذكرة الى القاعة يختلف من مدينة الى أخرى بل وداخل المدينة الواحدة وكيف أسس سينما السلام باكاديرقرب الحي الصناعي لتكون تذكرتها هي الأرخص مقارنة مع سينما الصحراء أو ريالطو…. أين هي هذه القاعات التي كانت تعج بالحياة يوما ما ؟….
بل وما مصير قاعة سينما السلام التي أنقدت حياة المئات من المتفرجين الذين ولجوها تلك الليلة الغادرة من فبراير ليفاجأوا بعد الخروج أن الارض قد أخرجت أثقالها؟ …ألم تكن سبعة وعشرين ريال وهو ثمن التذكرة سببا في عيش مئات من الأحياء الى الان أطال في عمرهم ؟…
بل الم تكن القاعة ذاتها هي من احتضنت بداية تأسيس الكتلة الديقراطية بكل زعمائها من المجاهد عبد الرحمان اليوسفي الى الزعيم المرحوم علي يعتة الى بوستة والرفيق بنسعيد أيت ايدر ؟ .. بل أ لم تكن القاعة ضمن الماثر التي بقيت صامدة ضد الزلزال؟ ..بلى…ألايدخل كل هذا ضمن ما يصطلح عليه حاليا بالرأسمال اللامادي قاعات تعيش البؤس والموت وخصوصا قاعة سينما السلام…
وهي معطيات تسائلنا جميع أن اعادةالاعتبار لهذا الهرم السوسي المرحوم ايدر يحيى في حده الأدني هو تأريخ اسمه بالمدينة عبر شارع أومعلمة وغيرها… هو أيضا واجب أخلاقي بالنسبة لجامعة ابن زهر الذي التحقت به كلية الشريعة مؤخرا معربون منا التقدير والاحترام لهذا العصامي الكبير الذي عمل في صمت وانسحب في صمت.. وتسويقها لنمودج مثالي للأجيال القادمة شكرا أيها الأ ستاذ لقد أسعدتنا يوما وسنبقى نتذكر كل أمثالك الذين يؤمنون بان اعادة بناء هذه المدينة… .هو فقط اعادة بناء ذاكرتها.. و ليبدأ بتكريم هذا الاسم… بألف صيغة وصيغة..

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading