بمجرد إثارتي لموضوع تعثر مشروع الحسيمة منارة المتوسط، وتواصلي مع وسائل الاعلام حول موقفي من الأوضاع في مدينتي الحسيمة، خرج البعض بشكل مباشر أو بالوكالة يعبرون عن تضايقهم من كلامي، ولسان حالهم يقول: يا ليته ظل ساكتا.
لعلي آثرت الصمت بعض الوقت، لاعتبارات أوضحتها في مناسبات سابقة، ولا أعتقد أنه يوجد الآن من لازال يتساءل عن خلفيات ومبررات هذا الصمت، لأنني أوقفته فور تطور الأوضاع بالحسيمة إلى منحى مؤسف، وكان الأمر طبيعيا وضروريا، لأنني ابن المنطقة الذي يعرف مدينته ويهمه أمرها واستقرارها ويضع ذلك فوق الحسابات السياسية.
لست بحاجة للتذكير بأن معرفتي بالمنطقة لا تتم من خلال تقارير الإدارات أو المنتخبين أو غيرهم، بل هي معرفة نابعة من الانتماء والارتباط المتصل بعائلتي وأحبابي وأصدقائي المرابطين بالريف، ولازلت مواظبا على زيارة المنطقة، ليس كفاعل سياسي ومسؤول منتخب، ولكن لأن بيتي هناك، وفيه ذكرياتي وحياتي.
لقد أخذنا القرار للخضوع للمحاسبة، ونطالب بلجنة للتقصي، ونتشبث بإحالة الملفات المشكوك فيها على القضاء وعلى المجلس الأعلى للحسابات للتدقيق في الاختلالات التي شابت تنفيذ السياسات العمومية، سواء على يد الحكومة أو المجالس المنتخبة أو المؤسسات العمومية والمصالح الإدارية.
وإلى حين استكمال التحقيق واتخاذ الإجراءات المتعلقة بربط المسؤولية بالمحاسبة، سأستمر في الكلام، وليست هناك قوة كيفما كان حجمها ومصدرها، بإمكانها ابتزازي أو إرغامي على .السكوت، ولعل متزعم الحرب بالوكالة الذي جمعني به ذات يوم برنامج تلفزيوني، يعرف أكثر من غيره أنني لم أصمت حتى في الزمن الذي كان يؤدي فيه الكلام إلى حبل المشنقة
.أطمئن الجميع بأنني سأستمر في الكلام حتى ينال كل واحد جزاءه على قدر مسؤولياته، وكيفما كان موقعه، بمن فيهم عبد ربه إذا أذنبت أو قصرت في مسؤولياتي
.والساكت عن الحق شيطان أخرس
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.