إنزكان: زواج الخليجيين ” الأبيض”سمسرة ثمينة لدى وسطاء ” النكاح الحلال”

//ياك لاباس – إنجاز- إدريس النجار- تصوير: إبراهيم فاضل//

 اعتقال” آدم وحواء” بإنزكان يكشف احتيال شركات أسست لتتاجر باسم الزواج الشرعي ، وزواج الخليجيين ” الأبيض”سمسرة ثمينة لدى وسطاء ” النكاح الحلال”والدرك الملكي بإنزكان يحجز مئات استمارات زواج، وإجراءات طلاق، وطلبات زواج سعوديين

رئيس شركة آدم وحواء للزواج الشرعي الاسلامي خلف القضبان بسجن ايت ملول، خبر تناقلته كل وسائل الإعلام في حينه، مند 20 يوما، وكان حدث الساعة بالمنطقة بامتياز، فكان لا بد من أخذ الطريق نحو التمسية بإقليم إنزكان لمعرفة ما يقدمه ” الحاج” رئيس هذه الشركة من خدمات هناك لنشر ” العفاف وتكثير سواد الأمة”.

فمجموعة من المدن تضم هذه المكاتب ، تؤسسة بذريعة الشركات الخدماتية، لتغوص في البحث عن علاقات مذرة للدخل، من بينها إبرام صفقات الزواج الأبيض، أو ما يعرف بالزواج المختلط، العابر للقارات من خلاله يبحث آدميو الخليح عن حوات المغرب”.

يباشر الوسيط كذلك إجراءات الطلاق سيما أن الزواج الذي يبنى على طمع وأساس مادي،لا يصمد طويلا، أو يتأسس بشكل موقوت، مجموعة من الباحثين عن شريك لقاء الحاجة  يلتجؤون لبعض هذه المكاتب لتسهيل عملية القران، وعملية فسخ العقدة دون ضرر أو ضرار.

كما تخصصت هذه المكاتب في تهجير الفتيات إلى دول متفرقة من بينها الخليج تحت مبرر العمل خدامات في البيوت، أصحاب هذه المكاتب يكثرون من التوجه إلى دول المشرق والخليج العربي، حيث يكثر التحايل لجلب حواء لآدم دون إثارة الانتباه.

في الطريق إلى واحة آدم وحواء

من إنزكان تأخذك الطريق الرئيسية نحو أيت ملول، لتسلك الطريق الرئيسية نحو جماعة التمسية، على طريق رئيسة تربط أكادير بتارودانت، على بعد حوالي 20 كلم من أكادير، هناك اختار ” الحاج الملتزم” أن يفتح شركة تحدثت مواقع التواصل الاجتماعي عنها بإسهاب، فقدمت خدمة مجانية لمشروعيقول جيرانه من أهل حي اسايس بأن فيه” كثير من وسائل الاحتيال على الناس والمتاجرة آىلامهم”.

الحال عشية حركة دؤبة بهذه المنطقة الحضرية، الشارع الرئيسي مليء بالمتسوقين، وعلى الطريق  انتصبت لوحة معدنية  بين ممر الدراجات وممر السيارات تشير بسهم إلى شارع حي الرشاد الموصل إلى مقر ” واحة آدم وحواء”. بإرشاد من السهم كان الدخول في عمق سويقة حي اسايس، وبعد حوالي مائتي متر، انتصب سهم جديد يشير بالدخول إلى الزقاق المقابل له، هناك بين البيوت استقر المقام ب” ظلال واحة آدم وحواء”. طردها الناس من متجر  موقوف على مسجد حي اسايس، ومن عقاراته الوقفية، فجاءت لتستقر بهذا الزقاق. مع ذلك استغلت واجهة الدكان الوقفي لتوجيه الناس إلى المحل الجديد من خلال ذكر العنوان الجديد ورقم الهاتف من أجل الاتصال.

” ما كاين لا آدم ولا حواء هنا كاين النصب على عباد الله” يقول رجل في عقده السادس بحي اسايس بهذه الجماعة ” آش من شركة هاذي راه ، وقع في مشاكل سابقة مع الناس، وحلها بلفلوس دون اللجوء إلى القضاء أو إلى الدرك الملكي بعين المكان” يفيد المتحدث ويضيف ” الناس تايحشمو ولا يرغبون أن يسمع عليهم، بأنهم التجؤوا إلى دكان لكي يبحث لهم مالكه عن عريس، ولكن هاذ المرا البيضاوية جابت ليه ثلاثة وضامة، ما عقلاتش عليه”.

الرجل يتحدث هنا عن واقعة اعتقال رئيس واحة آدم وحواء، القابع في السجن مند 14 ماي، متهم بتزويج عريس من ثانية رغم أنه مرتبط مند قرابة 38 سنة من امرأة أولى بيضاويةقررر الارتباط ببكر  في الثلاثينيات من العمر دون علم الزوجة الأولى أو موافقتها.

تفاحة آدم

مثل تفاحة آدم، علقت هذه الواحة في حنجرة الساكنة، يتساءلون من يسر لمالكها أن يؤسس شركة في المتاجر بعقد مقدس، ومن سمح لها بلأأن تستقر بداية بدكان تابع للمسجد، حيث الصلاة وحيث يقيم أتباع زاوتين. ومن سمح له باستغلال الطريق الرئيسية لينشر لوحاته الغشهارية لحد اليومن ومن سمح له بالاستمرار في فتح دكانه رغم أنه يقبع في السجن؟

الزائر لجماعة التمسية بإنزكان يفاجأ بالسخط الذي يكنه أهل المكان لهذه ” الواحة”. ” إيلا لقيتي في سجلاته اسم شي راجل أو مرا من هنا بقطيع الراس” يقول أحد شبان المنطقة، ويضيف حشومة وعيب وعار غير لي ما لقى ما يدير يمشي عندو يتفرج على صور لبنات حتى يعيا ويخرج فحالو بدعوى أن تايقلب على لمرا”.

مالك الشركة، كما يروي أهل المكان، من مواليد 1966 لحيته الطويلة غطت واجهة عنقه، يهوى التعدد، تزوج ثلاث نساء أنجب معهن 9 ابناء، طلق واحدة منهن، وأراد أن يعوضها بأخرى صغيرة بتزنيت أعجب بجمالها، وخطبها رفقة بعض ” إخوانه في الله” الملتحين، وعند قدوم والدها إلى التمسية بإنزكان علم بتفاصيل علاقته الخفية، فقرر التراجع عن هذه الخطوة.

” غير البراني هو لي تايستجل تماك، تايجيو الناس من أكادير، ومن مراكش وسطات..” يقول مقرب من السلطة بإقليم إنزكان، ويضيف تايضبر على وثائق العزوبة للكليان ديالو من بعيد، حيث معروف عند السلطة بإنزكان بكونه تايدير التخلويض”.

بخلاف هذه التصريحات، بدا صديقه  التاجر  متعاطفا معه ” شفتي هاذ التمسية لي درتي فيها ما يقبلوهاش منك، مقابلين غير التبركيك والحسد الله يحفظ” يقول بانفعال، وبعد هنية يضيف ” الراجل داير وراقو، صاوب الشركة، ضايقوه ومشا فتح في دارو” وتساءل صديقه ” واحد بغا يتجوج، وتلاقى معا وحدة عن طريق هذه الشركة  آش من شغل عهندهوم فهاد الشي”.

تشتغل الواحة في ظل القانون، تتوفر مند سنتين على سجل تجاري، وشهادة البتانتا،  وقانون يحصر أنشطتها في القطاع الخدماتي من بينه الوساطة في الزواج، كما تتوفر على محضر يشهد بعقد الجمع العام للشركة خلال يونيو من سنة 2012، وتم إيداع ملفها بمحكمة إنزكان الابتدائية.

لكن صورتها بين السكان مهزوة أولا لكون الوساطة في الزواج، اختص بها المقربون مثل الأم، والاقارب مستعينين ببعض نساء الدوار اللواتي خبرن هذا المجال بحكم التقدم السن، ارتبط الزواج بفعل الخير والنية والبحث عن “النقرة لي يغبر فيها نحاس الزوج” اما والحالة هذه ” ماكين غير البزنيس” يقول عمر نادل مقهى بواجهة الطريق الرئيسي، ” الحاج ضارب غيديه في الزواج المختلط، ولاراغبين في عقد زواج ابيض، ويتوسط حتى للخليجيين الباحثين عن فتيات للاشتغال حسب ما يام التصريح به” يضيف النادل بمنطق العارف ثم ينسحب بعدما وضع براد شاي على طاولة محدثه.

واحة آدم بحسب من تم اللقاء بهم “مجال للسمسرة في الناس، لا يهمه إلا الفلس يؤدي أتعاب الوساطة الرجل والمرأة كل من جانبه، غلى جانب سلك كل السبل من أجل تزويج، كل راغب في الحصول على أمرأة، ما أوقع المسؤول عنها في كثير من المزالق انتهت واحدة منها بالزج به في السجن.

حواء وآدم في قفص الاتهام

” الزواج قسمة ونصيب” يقول المغاربة” لكن تحول بفعل فاعل إلى تخطيط، وترتيب، فحكم على زوجين أن يقضيا جزء من شهر العسل بسجن ايت ملول، مسن من مواليد 1938 ، أراد أن يتذوق شهر عسله داخل القفص الذهبي، فقادته هذه الواقعة إلى قفص الاتهام، ليتذوق السجن خلف القضبان،أعتقل وشريكته الجديدة اياما قليلة بعد الاستقرار ببيته الجديد، لم يجد في السجن مضمون المثل الشعبي ” الحبس مع لحباب نزاهة” فتدهورت صحته البدنية والنفسية وارتفع ضغطه بسبب مرض السكري المزمن. انتفظ في وجه الحاج عند إجراء محضر مقابلة بينهما لأخذ أقوالهما، حمل كل مشاكله إلى الوسيط الذي جلب شهادة العزوبة من سيدي المختار بشيشاوة وتكلف بكل تفاصيل الملف.

 قدم الزوج من بلاد حب لملوك بصفرو، واستقر رفقة زوجته الأولى بالدار البيضاء، هناك أنجب حزمة ابناء، وهن عظمه بعدما طوى 77 سنة من كتاب حياته، فتسلل المرض إلى جسمه، ورغب في كائن أنثوي يهتم به أكثر من رفقية الدرب، لم يستطع أن يقنع شريكة حياته الأولى بالسماح له في التعدد فاختار طريق التمرد.

قادته الرحلة نحو سوس، حيث بنى بيتا بمنطقة أولاد داحو خفية عن زوجته وأبنائه، ثم شرع في البحث عن ” بنت لحلال”. طرق أولا باب ميكانيكي يحيل عليه سيارته ليعالجها كلما تسرب المرض إلى هياكلها،  يفهم في شؤون ” السيارات ولعيالات”، أشار عليه بأنه قادر على إصلاح أحواله الشخصية فحمله إلى زميله بائع المتلاشيات بإنزكان الصديق الحميم ل”مول واحة آدم وحواء”. دخل خاطبا راغبا في زوجة تناسب دوقه وسنه وحاجته للمساعدة اليومية، تفحص السجل وكان له ما أراد.

هناك جمعه حظه بجارة لها معرفة بشريكة حياته الأولى، اشعرتها بأن زوجها مرتبط بأولاد داحو بأخرى فقدمت إلى أكادير ورفعت شكاية ضد الزوج.استمع إليه الدرك الملكي بالتمسية وأحاله على وكيل الملك ومنه إلى قاضي التحقيق، هناك اعترف بتزوير شهادة العزوبة، وإبرام هذه الزيجة خارج القانون، فاعتقل الزوج الميسور، وشريكته الثانية، ورئيس الشركة والوسيطين في هذه العمليات.

 سنتان كانت كافية لتنكشف عورة ما سمي “واحة آدم وحواء” للزواج الشرعي الحلال بإنزكان، عاش على حساب الزواج والطلاق، وإبرام صفقات الزواج المختلط، انتهى رئيس شركتها بالإيداع بالسجن، بينما يتابع اثنان من وسطائه الباحثين عن ” الزوجة الحلال” في حالة سراح اعتمد التزوير في الجمع بين رجل متزوج، وامرأة ثانية دون علم زوجته الأولى فانفضح أمرهم وزج بهم في السجن.

فتحت هذه الشركة أبوابها بدكان موقوف على مسجد مركز التمسية بإنزكان، ومنه انتقلت إلى بيت بأحد الأزقة المفتوحة على حي الرشاد، مقسم إلى غرفتين إحداهما ، للكاتبة الخاصة للرئيس والثانية كتب عليها ” غرفة الرؤية الشرعية” مجهزة بأثاث تقليدي.

بشكل إداري تداوم الكاتبة على فتح ” المتجر” لاستقبال طلبات الزواج من الجنسين، يتم إيداع الملف بمائة درهم، وفي حالة الوساطة يؤدي كل واحد من الشريكين ثمن إبرام الصفقة، ووقوع اللمة حسب نوعية المتعاقدين وتوع تعاقدهما. الراغب في الزواج مطالب بملء استمارة تتضمن جميع المواصفات المطلوبة من حيث الشكل والوزن والطول، والسن، ولون العينين ومواصفات أخرى تتجاوز المستوى الثقافي، والخلقي لتغوص في تدقيق تفاصيل الجسد.

مئات استمارات الزواج وملفات طلاق، وطلبات سعودييين

من محجوزات الدرك الملكي بالتمسية طلبات باسم مواطنين من المملكة العربية السعودية، استغلوا فرصة تواجدهم بأكادير يقتقدموا بطلبات إلى هذه الواحة لينهلوا بفيضها، ويظفروا بحور العيون، وشقراوات سوس، غلى جانب آخرين من جنسيات أخرى، فضلا عن مئات الطلبات القادمة من مدن متفرقة من المغرب، لعل الواحة تجود عليهم بزوجات أو أزواج.

حجزت مصالح الدرك الملكي بالتمسية مئات استمارات البحث عن النصف الآخر، مودعة بسجلين ضخمين، وتتضمن الاستمارة اسم الباحث عن نصفه، صورته من أجل جلب الثقة وجذب الباحث عن نصفه، ولون بشرته، وزونه، ولهجته العامية، والخلو من الأمراض، إن كان اللباس المحتشم أو العصري شرطا، وإن كان الطرف متدينا أم لا، أو يحتسي الخمم ويتعاطي المخدرات، وشرط الالتزام الديني وأداء الصلوات، وشرط إن كان الراغب يبحث عن منقبة أو ملتحي، مع السؤال إن كانت الباحثة تشترط التعدد أم لا، غلى جانب الرغبة في السكن إن كانت الباحثة ترغب في السكن حيثما وجد أو في حي شعبي أو عصري- وهل يقطن الباحث عن الزواج وحده أم مع اسرته….صاحب هذه الشركة اعتبر في تصرؤيحات غلعايمة سابقة بأنه مارس هذه الصفة بشكل شخصي قبل أن “تتبادر إلى ذهنه فكرة فتح مقر وتاسيسي شركة للوساطة في الزواج الشرعي”.

إيداع الطلب بمائة درهم، وإجراءات الزواج في حالة التوسط تختلف أتعابها بحسب الصفقة، ومدى أهمية طرفيهاـ فقد وصلت 7 ىلاف درهما بالنسبة للقضية التي قادته إلى السجن.

تتكلف الواحة كذلك بفك ارتباط الزيجات اللواتي لم يوفقن في الاستمرار فيلجؤون إلى الشركة التي ” كانت حيلة وسباب” لكي تفصل بينهم متباشر إجراءات الطلاق، واسترجاع مؤخر الصداق…وبالطبع وفق أتعاب جديدة يتقاضي الوسيط.

ما رأي الأوقاف في سمسار الزواج

تعج مواقع التواصل الاجتماعي بهذا النوع من المكاتب والشركات، انتشرت بدول الخليج بشكل مذهل ودخلت هذه العادة إلى المغرب بشكل قليل، لتعوض دور الخاطبة في ظل مجتمع معلومات يعج بالمتانقضات.

عدة تساؤلات بقيت معلقة من قبيل كيف يسمح بإنشاء شركات، تتوسط في ” الزواج الشرعي” تحت عدة مسميات، وكيف تحول هذا الرباط المقدس، إلى مجرد وساطة وسمسرة، تبدأ باستمارة، وتنتهي بعقد يدفع كل طرف فيه أثعاب الوسيط؟

كانت زيارة لمندوبية الأوقاف بإنزكان خاتمة هذا الروبورطاج،  وفي انتظار تعيين مندوب جديد لها لا أحد داخلها تجرأ بالحديث في الموضوع، بعضهم أنكر أصلا علمه بموضوع واقعة التمسية، أو علمه بوجود هذا النوع من الشركات، مؤكدا أن المجلس العلمي هو من يملك صلاحية الحديث في الموضوع.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading