نظمت المديرية الإقليمية للتربية و التكوين بتنغير بتنسيق مع منظمة تاماينوت فرع تنغير يوم السبت 03 مارس 2018 ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا بمقر المديرية يوم دراسي حول “واقع وآفاق تدريس اللغة الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية”، بحضور كل من السيد المدير الإقليمي زايد بن يدير و السيد موحى ألحاج رئيس منطمة تاماينوت فرع تنغير، و رؤساء المصالح بالمديرية، و كذا السادة المفتشين و مدراء المؤسسات التعليمية، إضافة إلى السادة الأساتذة المصاحبين، و السيدات و السادة الأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية.
و يأتي هذا اليوم الدراسي حسب ما اعلنته مديرية تنغير “في إطار أجراة المجال الأول من حافظة مشاريع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح المتعلق بتحقيق الانصاف وتكافؤ الفرص، وتفعيلا لبرنامج عمل المشروع المندمج رقم 7 “تطوير النموذج البيداغوجي”، الذي من بين أهدافه التمكن من اللغات، وتحقيق الادماج الفعلي للثقافة في المدرسة المغربية، وتطوير وضع اللغة الأمازيغية في المدرسة”.
و قد أعطى السيد المدير الإقليمي انطلاقة أشغال هذا اليوم الدراسي بكلمة رحب فيها بالمشاركين و المشاركات ونوه بالمجهودات التي يبذلها السيدات والسادة نساء ورجال التعليم بالإقليم، كما شدد على أهمية تظافر الجهود الرامية إلى تطوير تدريس اللغة الأمازيغية بالتعليم الابتدائي، وتقاسم الممارسات الناجحة عبر آلية المصاحبة والتكوين بين مختلف الفاعلين التربويين لمواصلة مسيرة تدريس اللغة الأمازيغية وفقا لمنهاجها والمذكرات الوزارية الصادرة في هذا الشأن. ليتناول الكلمة بعده السيد رئيس منظمة تاماينوت الذي أكد على أن مسؤولية تطوير تدريس اللغة والثقافة الأمازيغيتين هو من صميم اهتمام المثقفين المحليين، و هي فرصة نوه فيها السيد موحى ألحاج بالمجهودات التي يبذلها النسيج الجمعوي من أجل الرقي بوضع اللغة الأمازيعية.
لتبدأ أشغال اليوم الدراسي بمداخلة السيد كمال أقا الباحث بمركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية IRCAM تمحورت حول “إسهامات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، من إعداد الحوامل الديداكتيكية و التكوينية إلى البحث التربوي”، من خلال الإشارة إلى المبادئ و الغايات و الاختبارات و التوجيهات العامة المؤطرة لإعداد منهاج اللغة الأمازيغية، ثم إلى العدة البيداغوجية المنجزة من طرف المعهد، ثم مساهمة هذا الأخير في تكوين الموارد البشرية، ليختم مداخلته بمحور IRCAM و أسئلة المستقبل. تلتها مداخلة المفتش التربوي السيد أمحمد اعليلوش تناول فيها موضوع “تدريس اللغة الامازيغية بالمغرب بين المنهاج و الممارسة”، حيث ذكر بالسياق العام و أن تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية تم عبر ثلاثة مراحل: من 1994 إلى 2001، من 2003 إلى 2011، من 2011 إلى الآن، و حدد خصوصيات كل مرحلة على حدة، كما أشار إلى العوائق التي تقف أمام تنفيذ المناهج الجديدة و يتعلق الأمر بكل من القصور الذاتي، الشعور بالخوف و عدم الاطمئنان من الجديد، القصور في القيادة، فقدان الحوافز النفسية و المادية المشجعة على تبني المنهاج الجديد و أخيرا غموض أهداف المنهاج و ماهيته. ثم العوامل المساعدة على نجاح المنهاج و عددها خمسة و تتمثل أساسا في عوامل بشرية، عوامل نفسية، عوامل اجتماعية محلية ثم عوامل شكلية مادية. ثم مداخلة للأستاذ علي الدرويش موضوعها “آفاق تدريس اللغة الأمازيغية على ضوء النصوص التشريعية الحالية”، ذكر من خلالها في مرحلة أولى بالمذكرات الوزارية الصادرة في هذا الشأن، ثم محور التكوينات في مرحلة ثانية، ثم قدم قراءة في أهم ما جاءت به مضامين الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 فيما يخص تدريس اللغة الأمازيغية، ليختم مداخلته بالتذكير ببعض مقتطفات من مشاريع قوانين تهم الأمازيغية.
بعد استراحة شاي تم توزيع المشاركين إلى ورشتين:
الورشة الأولى: التكوين والتتبع؛ من تنشيط الأستاذ علي درويش و تقرير الأستاذ حسن أبراهيم.
الورشة الثانية: تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة الابتدائية، من تنشيط الأستاذ عثمان عوي و تقرير الأستاذ مصطفى مروان.
ليتم بعد ذلك عرض نتائج و مخرجات الورشتين و رفع توصيات و التي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 – تكوين وتأطير الموارد البشرية المتخصصة؛
2 – تفعيل المذكرات والنصوص التشريعية المرتبطة بتدريس اللغة الأمازيغية؛
3 – تحفيز البحث والتجديد في مجال تدريس اللغة الأمازيغية؛
4 – تنظيم دروس تجريبية ودورات تكوينية من طرف أساتذة التخصص من أجل تقاسم التجارب؛ عقد شراكات مع المجتمع المدني المهتم بالثقافة الأمازيغية.
ليختتم اليوم الدراسي الذي كان مثمرا و ناجحا بتوقيع كتاب”تدريس اللغة الأمازيغية بين المنهاج والممارسة” للأستاذ أمحمد اعليلوش.
التعليقات مغلقة.