قلنا بأن فرنسا هي الشريك الأول للمغرب، من زاوية الاستثمار ومن زاوية التبادل التجاري والمالي، وأننا بالصف الأول إفريقيا في استثماراتها الخارجية وتمويلاتها للمشاريع الصناعية والخدماتية الكبرى…وأن الدول تتقاتل من أجل جلب الاستثمارات، لأنها هي محرك الاقتصادات ومصدر خلق الثروة و فرص الشغل…أجابونا: إنها تستغل يدنا العاملة، وتتهرب من الضرائب في المناطق الصناعية الحرة…وبأن الذي يستفيد هو القلة القليلة من رجال الأعمال …ثم خرجوا بالفتوى الماسخة: فرنسا مستعمرة…نستطيع أن نكون مثل تركيا وسنغفورة وكوريا وجنوب إفريقيا …يجهل هؤلاء أن نسبة التبعية للاستثمار الأجنبي وللاقتصاد العالمي هي الأكبر لدى البلدان المتقدمة أنفسهم، ولدى بلدان جنوب شرق آسيا التي يتباهون بها…سنغفورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وماليزيا وأندونيسيا وتايوان كلها تقدمت بفضل الاستثمارات الخارجية اليابانية والصينية، ويدها العاملة تتقاضى أضعف الأجور في العالم، لا بل تأتيها الاستثمارات الكثيفة لهذا الغرض…لا أحد اشتكى ولا أحد تظلم، الكل منهمك في العمل ليل نهار …مع أن الصين واليابان استعمرت كل هذه البلدان ونكلت بها في زمن قريب فقط … يريدوننا أن نتجه باتجاه تركيا…تمسك غريق بغريق…وهل لتركيا الإمكانات كي تكون مستثمرا أجنبيا، وهي نفسها تغازل المستثمرين الأوروبيين، علهم يحولون جزءا من مصانعهم لديها…ومع ذلك، ف”مجمع الكلخ” لا يقيس الأمور هكذا…يقيسها بعقله الباطن المدمن على الدوران في الفراغ…قاليك: فرنسا لا تقوم بذلك لوجه الله؟…طبعا لا تقوم به لوجه الله…فاوض واستخرج منها ما استطعت ونوع شركاءك…من منعك…سيقولون لك: حتى لو أردنا، فرنسا لن تتركنا وأبناؤها هنا سيدافعون عنها؟…أنت تجيب و”مجمع الكلخ” يستخرج لك من كل جواب تبريرات فرعية لا تنتهي… ثم قاليك “إكس ليبان”؟…ياك إيكس ليبان وقعها الذين كانوا يطالبون بالاستقلال؟ اسألوهم لماذا وقعوا، وكيف وقعوا ومن أجبرهم على التوقيع، مع أن البدائل كانت موجودة؟..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.