يا مفكري المغرب اتحدوا ضد الخوف

يحملنا الحنين الى زمان كنا نتلقى تعليما بالعربية والفرنسية، في العربية قرأنا امهات الكتب من الادب العربي، كتب العقاد احمد امين طه حسين وقاسم امين وادباء لبنان جبران خليل جبران ومخيائل نعيمة وغيرهم من فطاحل الادب العربي ودرسنا مصادر الاسلام كالغزالي وابن رشد وكتب البنا وتاريخ الاسلام والفرق الاسلامية والفكر الاسلامي كابن خلدون وقرانا على كبار المفسرين السيوطي.

 هل قرأتم المهذب للسيوطي يا من يدافع عن العربية؟ هل تعرفون أن القران اكثر تفتحا منكم. لقد اعد السيوطي مئات الكلمات ليست عربية منها كلمات بالامازيغية والعبرية …. افتحوا عيونكم واقراؤا وانهلوا من امهات الكتب . كما درسنا الادب الاوربي والفلسفة كروسو وفولتير وراسين وديدرو والبير كامو ومونيسكيو ومفكري الالمان كهيكل وماركس وغيرهم. وكان التعليم المغربي يسير بتقدم كبير وكان رجال التعليم يشكلون بحق طليعة المجتمع المغربي وقيادته نحو التحرر الفكري والتنوير . ولما كان التعليم مشعل التنوير كما يدل على دالك غلاف هدا الكتاب المدرسي. بدأ يهدد الطبقات المحافظة والتي لا تريد التغيير، بدات بكسر التعليم واهانة المعلم واحتقار القدوة ، ثم تم اغلاق مصادر مواد التنوير منها اغلاق معهد الفلسفة وتغيير برامج التعليم ليكون التعليم يوقف العقل النقدي وتم التركيز على صنمية النص واهمال المواد التي تربي العقل النقدي وتم توسيع دائرة مواد المقدس لتربية الجهل المقدس وبدا ذالك مند سنة  82 وتم التراجع عن التدريس بلغات التفتح وتم تعميم التعريب ليتم ربط جميع المواد بالفكر المقدس واختلط على التلميد الحابل بالنابل والغث والسمين واختلطت عليه التربية البدنية مغ التربية الدينية.

واصبح النص محور العملية التربوية بدل التلميد وعليه ان يتكيف مع النص وليس العكس. واستمر امر التعليم كدالك يفرخ العقول النصية والتواكلية لتتحول الى الرغبة في بلوغ المقدس باقسى سرعة وفي اي مكان ليصبحوا ضحية الشعبوية والغوغائية. الان جيل كامل تخرج من المدرسة المغربية المغدورة يشكل جيشا احتياطيا للشعبويين والغوغائيين ومادة خصبة لممتهنيي السياسيوية والشعبوية، مستعدون للذهاب ابعد مما نتصور. وصادف دالك وجود وسائل الاتصال الاجتماعية ليجدوا الطريق سهلا لنشر الفكر الاسفافي والحثالة مغلف بالمسحة الدينية والمقدس حتى لا يجرؤ المرء على معارضته بسهولة واصبحت دائرة الفكر الرعاعي منتشرة وتتوسع باستمرار حتى تحقق تراكما معرفيا حثاليا يصعب على الفئة المتنورة في المجتمع ان تفككه وبالتالي انسحبت من الصراع والتي كان من المفروض ان تقود المجتمع الى بر التنوير والحداثة والعقلانية كما حدث في اوربا عصر الانوار. وبدا المجتمع يسير نحو نفق يقل فيه النور وتكثر فيه الظلمات. جيل فقد البوصلة الوطنية ليرتمي في الوطنية الوهمية جيل فقد التضحية الوطنية ليرتمي في الانتحار الجماعتي والانتحار المقدس خارج الوطن. جيل يقدس كل شى الا الوطن يخاف من كل هو مغربي يخاف من سماع كلمات مغربية في المدرسة، يخاف من ترسيم لغة مغربية اصيلة لا هي شرقية ولا غربية، جيل يخاف من المغرب يهرب عن المغرب نحو الشرق يرتمي في البحر خوفا من المغرب ، جيل يفضل السجون عن الحلول . جيل يفضل الظل عن العمل. حين يعين مفكرو البلد قبورهم قبل موتهم فاعلم ان الوطن في خطر. يا مفكرو المغرب اتحدوا ضد الخوف.

محمد حنداين

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading