الرباط: الحسين أبليح
نفت الاعلامية “فالنتينا نيكولي” من صحيفة Il Manifesto الشيوعية الإيطالية مزاعم نسبت للساني نعوم تشومسكي بأن “الادعاء بأن فيروس كوفيد 19 قد انتشر عمدا” وقالت الصحافية أن قول تشومسكي في هذا الصدد ” ليس صحيحا وغير موثوق.”
تشومسكي ذهب إلى أن “هذه الأزمة الصحية هي دليل آخر على فشل السوق ، ومؤشر كذلك على كارثة بيئية. وقال اللسني إن “الحكومة الأمريكية وشركات الأدوية المتعددة الجنسيات تعرف منذ سنوات أن هناك احتمالًا كبيرًا لحدوث جائحة خطيرة” ، ولكن بما أنه ليس من المربح الاستعداد لهذا الاحتمال ، لم يتم القيام بشيء يذكر “.
وقد بثت eleSUR ، القناة الإخبارية التي تم إنشاؤها بمبادرة من الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز ، تقريرا حول Covid-19 في 20 مارس المنصرم تم الاستناد فيه على “تحليل” اللسني والناشط المناهض للإمبريالية نعوم تشومسكي.
وكان الموضوع يتحدث عن اتهامات لتشومسكي الولايات المتحدة أنها شنت حربا بيولوجية”. وبحسب تيليسور ، فإن تشومسكي زعم أن “الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى إيقاف وتأخير الاقتصاد الصيني” ، وتحقيقا لهذه الغاية ، “وافقت وكالة المخابرات المركزية ومنظمة بيلدربيرغ و إسرائيل وقوى عالمية أخرى على بدء حرب بكتريولوجية منخفضة الشدة عن طريق نشر فيروس كوفيد 19 على الأراضي الصينية “.
هنا ملخص لحوار نعوم تشومسكي مع احدى قنوات اليوتوب :
«كورونا» تعبير عن فشل اقتصاد السوق
عرّت أزمة «كورونا» النظام النيوليبرالي على الصعد كافة. فهي أظهرت هشاشة الأنظمة الصحية في تلك الدول، فضلاً عن تدنّي القيم الإنسانية والاجتماعية، وأخيراً الانهيار اللاحق بالأسواق المالية. في آخر مقابلة له، يُشرّح المفكّر الأميركي نعوم تشومسكي الأزمة الحالية، مؤكّداً أنّ الوباء العالمي مؤشّر إلى وجود مشاكل أساسية في النظام الاقتصادي والاجتماعي، والذي يزداد سوءاً عبر «وباء النيوليبرالية»
يصف تشومسكي «كورونا» بالوباء «الخطير للغاية ولا يمكننا أن نستهين به، ولكن علينا أن نعي أنه جزء صغير من أزمات الطبيعة المقبلة، التي قد لا تُعطّل إلا أنها ستهدّد مصير الجنس البشري، وقد ستندلع في المستقبل غير البعيد». هي إذاً مشاكل عدّة يجب التعامل معها، كما يُخبرنا الرجل التسعيني.
ماذا عن دور «رأس المال» في أزمة «كورونا»؟
«الجانب المُضيء، أنّ الوباء قد يدفع الناس إلى التفكير في نوع العالم الذي نُريده»، يقول تشومسكي، مُتسائلاً: «هل نُريد عالماً يؤدّي إلى هذا النوع من الأزمات؟». يستوجب ذلك العودة إلى الأصل: «لماذا توجد أزمة كورونا؟». جوابه أنّها «تعبير عن فشل هائل لاقتصاد السوق، ويعود سببه إلى جوهر هذا الاقتصاد، الذي دفعته النيوليبرالية الوحشية إلى زيادة حدة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العميقة». قبل فترة طويلة، «كان معروفاً احتمال تفشّي الأوبئة، وكان متوقّعاً أن يكون الوباء التالي من نوع كورونا، مع تعديلات طفيفة على وباء «سارس» الذي انتشر قبل 15 عاماً. في ذلك الزمن، تمّ التغلب عليه. الفيروسات تم التعرف إليها، وجرى ترتيب تسلسلها، واللقاحات كانت متاحة». لماذا لم تعمل المختبرات حينها على تطوير الحماية من الأوبئة المحتملة؟ «إشارات السوق كانت خاطئة. سلمنا مصائرنا لشركات الأدوية، وهي ديكتاتوريات اسمها المؤسسات الخاصة، والتي لا تخضع للمساءلة. في هذه الحالة، نتحدّث عن كبريات شركات الأدوية (Big Pharma). بالنسبة إلى هذه الشركات، صناعة كريمات جديدة للجسم أكثر ربحية من إيجاد لقاحات تحمي الجنس البشري من الزوال». يصف تشومسكي الوضع الحالي بأنّنا «نعيش تحت وطأة إيديولوجية كان يُجسّدها رونالد ريغان. كان يقرأ خطابات يتسلّمها من أسياده أصحاب الشركات الكبرى، ويقول مع ابتساماته المشرقة، إنّ الحكومة هي المشكلة دعونا نتخلّص منها، ما يعني تسليم القرارات إلى ديكتاتورية خاصة لا تخضع للمساءلة». على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، «كانت (مارغريت) تاتشر (رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة) تُعلّمنا أنه لا يوجد شيء اسمه مجتمع، بل يوجد فقط أفراد، يُرمون في السوق، ليحاولوا البقاء على قيد الحياة». العالم يعاني منذ سنوات، «وقد وصل إلى حدّ أن الأمور التي من الممكن إنجازها بتدخّل حكومي مباشر يُمنع القيام بها لأسباب إيديولوجية».
بغياب دواء، حتى الساعة، فعّال لعلاج «كورونا»، بات خيار الدول شبه الوحيد هو العزل. «ما علينا أن نتذكّره هو أننا شهدنا في السنوات القليلة الماضية نوعاً من أنواع العزلة الاجتماعية المؤذية جداً»، يقول تشومسكي، شارحاً كيف أنّه «أدخل إلى مطعم ماكدونالدز، على سبيل المثال، وأنظر إلى عدد من المراهقين يتناولون الهمبرغر. ما تلاحظه هو حصول حوارين متوازيين، حوار سطحي بينهم، وحوار يُجريه كلّ واحد على حدة على هاتفه الذكي مع شخص يتحدث معه عن بعد». هذه الظاهرة «عزلت الناس عن بعضهم البعض بطريقة مذهلة. فكرة تاتشر عن عدم وجود مجتمع تبرز في أنّ الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل جعل من الناس كائنات معزولة بعضها عن بعض، خصوصاً الشباب. وهناك جامعات أميركية تكتب على رصيفها «انظر إلى فوق»، لأنّ كل الشباب يمشون في الشارع ملتصقين بشاشات هواتفهم. وهذا نوع من العزل الاجتماعي (المقرر ذاتياً)».
ما الذي نتعلمه إذاً من أزمة «كورونا»؟
بالنسبة إلى تشومسكي؟ «قد نعتبر أنّ الأزمة تنبيه ودرس لنا في التعامل مع أزماتنا اليوم لمنعها من الانفجار والتفكير في جذورها، وكيف أنّها ستقودنا إلى المزيد من الأزمات الأشدّ سوءاً».
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.