عرف الأوروبيون أكادير منذ فترة زمنية مبكرة، فالخرائط الجغرافية الأوروبية للقرنين 14-15، تحمل اسم Porto Mesguinum (أي ميناء القبيلة المحلية “مسكينة”) للدلالة على مكان أكادير. و هذه الفترة يمكن اعتبارها كبداية لتاريخ أكادير على المستوى الدولي.
في سنة 1505، استقر البرتغاليون بسفح التل المطل على خليج أكادير وبنوا به، في إطار بحثهم عن مسالك تجارية بحرية أطلسية، مركز تجاري وحصن عسكري أطلقوا عليه اسم سانتا كروز لرأس ايغيرSanta Cruz do cabo do Guer . وفي سنة 1541، بنى السلطان السعدي، محمد الشيخ، فوق قمة نفس التل، على ارتفاع نحو 230م، قصبة أكادير أوفلا، التي مكنت الجيش المغربي من هزيمة البرتغاليين وطردهم نهائيا من موقعهم سانتا كروز. و كانت هذه أول هزيمة للجيش البرتغالي بالمغرب، تبعتها هزائم أخرى في عدد من المواقع البرتغالية الساحلية.
كان للموقع الاستراتيجي لأكادير وغنى منطقته بمواردها البحرية والفلاحية والمعدنية، أن جعل منه هدفا لأطماع الأوروبيين، حيث تحول ميناء أكادير طوال القرنين 16م 17م ، إلى مركز تجاري كبير يرتاده تجار من فرنسا وهولندا والدانمرك وانكلترا والبرتغال واسبانيا. فقد أصبح هذا الميناء منفذا لبلاد السودان، خاصة ذهب السودان و سكر سوس مقابل المنتجات الأوروبية.
ورغم أهمية ميناء أكادير الإستراتيجية والاقتصادية، فقد تم في القرن 18 م إغلاقه في وجه التجارة الدولية وذلك لصالح ميناء موكادور (الصويرة) الذي حل محله. وبذلك تراجع دور أكادير الاستراتيجي والاقتصادي وطاله الإهمال، إلى أن ظهر من جديد على الصعيد الدولي في القرن 19م مع الوجود الألماني بسوس، خاصة مع الإخوة مانيسمان. ثم بعد ذلك في بداية القرن 20م ، مع ما يعرف بأزمة أكادير لسنة 1911، إبان الصراع الألماني الفرنسي حول الهيمنة على أكادير.
لازال تاريخ أكادير ومختلف الأدوار التي لعبها، إستراتيجيا و سياسيا وتجاريا، طوال القرون السابقة، غير معروفة بالشكل الكافي.
أظهرت الأبحاث الأثرية التي يقوم بها حاليا فريق علمي متخصص، أهمية البقايا الأثرية المكتشفة بالموقع، التي تعود إلى حقب تاريخية متعاقبة، تمتد إلى أكثر من خمسة قرون. لابد من توضيح أن المقصود من موقع أكادير أوفلا، لا يعني القصبة وحدها، بل هو مكون من مجموعات أثرية مكتشفة موزعة على مساحة واسعة تحيط بها.
كل هذه المعطيات التي ذكرت عن موقع أكادير أوفلا، من عمق تاريخي وأهمية أثرية، ستتناولها هذه الندوة، مما سيساهم في رد الاعتبار لهذا الموقع و ايلائه المكانة اللائقة به، كمعلمة تاريخية وطنية يجب المحافظة عليها و إدماجها في التنمية المحلية.
المحاور الرئيسية المقترحة التي يمكن تناولها في هذه الندوة هي: – الأهمية التاريخية و الأثرية لموقع أكادير أوفلا- مرفأ أكادير و الطرق التجارية البحرية الدولية خلال القرنين 16و17م.- أكادير و المبادلات التجارية بين أوروبا و إفريقيا ابتداء من القرن 16م- أكادير في المعاهدات التجارية بين المغرب و الدول الأوروبية منذ القرن 16 – التراث الطبيعي و الثقافي لأكادير أوفلا- أكادير أوفلا و تنمية السياحة الثقافية المحلية
اللجنة المنظمة للندوة: – ذ.محمد الملوكي- ذ.مبارك بوزاليم- ذ.علي دادون- ذ. أحمد الشيخي- ذ. محمد الحضري- ذ. محمد بوعجاجة- ذ. محمد مصطفى بودريلبة- ذ. عبد الواحد أومليل- بهيجة حيلات( طالبة في سلك الدكتوراه)- محمد لمريني( طالب في سلك الدكتوراه)- رضوان مانوز ( طالب في الدكتوراه)
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.