نبرة دينية محافظة تستهوي السواسة وراء اكتساح العدالة والتنمية بسوس
بقلم: محمد ادامغار
——————————
أفرزت انتخابات 4 شتنبر 2015 واقعا جديدا على مستوى اغلب الجماعات الترابية بجهة سوس ماسة سمته الأساسية هو فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية في جل الجماعات الحضرية التي تضمها الجهة وكذا حصوله على أغلبية المقاعد على مستوى مجلس الجهة.
ومن وجهة نظري فان مؤشرات هذا التحول السياسي في الجهة كانت سابقة على هذا التاريخ ولم تعمل انتخابات 4 شتنبر سوى على تأكيد واقع بدت معالمه منذ انتخابات25نونبر2011 حين فازت بالعدالة والتنمية بعدة مقاعد برلمانية في الجهة(3 في انزكان ايت ملول و2 في اكادير اداوتنان و1 في شتوكة ايت بها و2 في تارودانت…) .
ما أطلقت عليه الصحافة والمتتبعون اكتساحا هو في رأيي يعود أساسا إلى القوة التنظيمية للحزب وقدرته على خلق انضباط داخلي وفق مسطرة ديمقراطية خاصة به إضافة إلى استعانته بخطاب سياسي تتخلله نبرة دينية محافظة تستهوي أوساطا مختلفة داخل المجتمع السوسي الميال إلى المحافظة كما تجب الإشارة إلى أن انخفاض نسبة المشاركة كانت في صالح العدالة والتنمية الذي يمتلك قاعدة انتخابية منضبطة دون أن ننسى أن فوز العدالة والتنمية يرجع كذلك إلى تشتت قوى اليسار وتنازعها وعدم قدرتها على تمثل التحولات السياسية والاجتماعية الراهنة .
إن الدرس الأساسي المستفاد من انتخابات 4 شتنبر 2015 هو أن هناك حاجة ماسة لبروز يسار حقيقي حداثي ديمقراطي شعبي ملتزم بقضايا الوطن ومنفتح على المواطنين(ات) قادر على إعادة التوازن لحياة سياسية تتجه بسرعة كبرى نحو التقليد والمحافظة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.