عرفت منصة شاطئ سلا، مساء يوم الأحد 23 يونيو 2019، لحظات مشرقة تمثلت في الإصغاء والاستمتاع بإيقاعات موسيقى وغناء فناني الطرب الحساني وموسيقى الراي، حيث أحيا كل من سفيرة الموال الحساني سعيدة شرف، ورائد الموسيقى المغربية المعاصرة جبارة، حفلا بهيجا قدماه في أبهى حلة لجمهور النسخة الـ 18 لمهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”.
وهكذا اعتلى المنصة المؤلف والملحن المعروف جبارة، بزي إفريقي خالص، وبنظارته الشمسية، ليداعب بأنامله أوتار القيتارة الكلاسيكية، ليهدي عشاق الإيقاعات المعاصرة معزوفات مغربية من التراث الإفريقي الأصيل تنهل من الريبيرتوار الغنائي الوطني، بأسلوب وإطلالة مغايرتين. وليبدع في رسم ابتسامات وفرحة عارمة على محيا الحضور بأغانيه الجميلة “بغيت نحيح” و”قيلونا من القيل والقال”، والتي يشير فيها إلى ضرورة التحلي بالبهجة والسرور في الهروب من مشاكل العمل والحياة اليومية. ليتحول بعد ذلك إلى الراي بأغنية “ما ميغ، يا الميما” التي تغنى فيها بالأم في جو حميمي ودافئ، استحسنته الأمهات ورقص على نغامته الأبناء والآباء، ثم إلى أغاني وطنية “يابلادي يا تسانو” ملتحفا بالراية المغربية، قبل أن ينضم إليه الرسام المغربي يونس السبيد الذي شكل لوحة، على أنغام “الكناوي” التي سطع فيها صوت “الكنبري” و”القريقبات”، لرائد الموسيقى الكناوية المعلم باكو.
وأمام جمهور غفير، أتحفت سعيدة شرف معجبيها بأغان من ريبرتوارها الشخصي، علاوة على أغاني لأسماء كبيرة بصمت الأغنية الوطنية، فعكست بالتالي مشهد الأغنية المغربية. وغنت سعيدة شرف أغاني مغربية مثل “كاتبيغيني ولا لا” و”سيدي حبيبي” و”دور بيها يا الشيباني”، وأخرى شرقية على إيقاعات الدبكة اللبنانية، مستخدمة خامتها الصوتية المتميزة وحركاتها الأنيقة في علاقة تأثير وتأثر جلية بينها وبين جمهورها، رفقة فرقة للرقص رافقتها طيلة الليلة.
ولم تستثن سعيدة شرف أي لون موسيقي، حيث لاقت أغنية “أصحاب البارود” تفاعلا أشعل لهيب المنصة التي تحولت إلى ساحة للرقص الجماعي، قبل أن توقع نهاية سهرتها على رقصات أنغام ناس الغيوان “الله يامولانا” و”العيون عينيا” حاملة علم المملكة، في جو وطني شجي ملؤه الحس والانتماء للوطن.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.