أزول بريس – يوسف غريب //
كانت منصّة النقاش العمومي التي دأبت مجلة نبض المجتمع والمقهي الثقافي كابريس حول قضايا وطنية ومحلية فرصة لممثلي السكان محلّياً وجهويّاً أن يدافعوا عن الشعار الجديد للمدينة من خلال الجواب عن بعض الأسئلة والملابسات التي رافقت هذا التغيير للهوية البصرية للمدينة التي تفاجأت ساكنتها به وعبرت بشكل واضح عن رفضها وعلى مستويات متعددة..
لكن للأسف الشديد والمحزن أيضاً سجّل المتتبعون هذا الغياب المطلق لممثلي ساكنة المدينة حدّ أن وصف البعض هذا الغياب بالعجز الفاضح والرهيب..
لذلك فضّلوا الهروب الجماعي عبر تقنية الإعتذار في آخر لحظة..
والحقيقة أنْ لا بديل لهم سوى الهروب كحلّ وبأسوه.. أحسن بكثير من إبراز هذا الضعف والوهن عبر المباشر لعموم المتتبعين والمهتمّين بالشأن العام المحلّي..
لأن الموضوع في آخر المطاف تبيّن أن لا أحد لحدّ الساعة خرج إلى العلن وبصفته الرسمية كي يعترف بمسؤولية اقتراح تغيير هذه الهوية البصرية التي نجهل هويّة من اقترحها..
من هنا نفهم هذا الهروب الجماعي لممثلي السكان من منصّة النقاش العمومي حول الموضوع لأنهم يجهلون أو يتجاهلون حيثيات وملابسات هذه القضية..
لكن قمّة السوريالية هي أنّهم مستعدّون للتصويت على الشعار الجديد ضمن دورة أكتوبر الجاري..
هذه المفارقة في عمقها تسيء إلى التجربة الديمقراطية وإلى المشروع الحداثي الديمقراطي بقيادة عاهل البلاد.. ونحن نتابع هذا الإفراغ الرهيب لمؤسسة المجلس الجماعي من اختصاصاته التي من بينها – ولا جهة أخرى – اقتراح تغيير شعار المدينة عبر المساطر والقوانين المؤطرة لذلك..
هذا الإفراغ يضر بمشروعنا المجتمعي عبر مكتسبات نضالية مشرعنة بدستور 2011 في أفق تطويرها عبر آليات وقوانين تعزز قيم التشارك في صناعة القرار المحلي والوطني مع فعاليات المجتمع المدني أيضاً..
وأعتقد أنّ مؤسسة السيد الوالي هي السلطة الوصية على الجماعات المحلية والحريصة على احترام المساطر والقوانين في مجال اختصاصاتهم التي يخوّلها الميثاق الجماعي..
لذلك يبقى السؤال الجوهري في كل هذا النقاش العمومي هو من إقترح هذا الشعار.. ووفق أية مسطرة..
الإجابة عنه.. سيحدّد مسؤولية كل طرف في من يملكون سلطة القرار بالمدينة عموما
.تلك المسؤولية التي عبّر عنها المجتمع المدني بالمدينة وهو يرفع عريضة توقيعات وبكامل شروطها القانونية ووزنها الاعتباري لعموم الموقعين عليها في أن يتمّ تدراك الموقف وفتح النقاش حول شعار يهم ساكنة المدينة الآن وغدا.. محترما في ذلك مسألة الإختصاص.. وآخذاً
بعين الاعتبار شفافية الإعلان عن المسابقة بين الفنّانين والمبدعين بشكل واسع وعريض بعد إعداد ورقة تأطيرية من طرف لجنة أكاديمية ومثقفي المدينة..
في ذلك احترام للمؤسسات.. للساكنة ولتاريخ المدينة كعمق جهوي يتوسط المملكة..
هذا هو مفتاح المدينة التي يطمح إليها صاحب الجلالة.. عبر الشراكة والتشارك…
وهذا هو السؤال الحقيقي للمدينة اليوم..
غيرها هو هروب إلى الأمام والرهان على الوقت كي يقتل الوقت
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.