مدير أكاديمية جهة سوس ماسة: أعددنا خطة جهوية تشاركية لتنظيم امتحانات الباكالوريا (حوار)
أجرى الحوار: حسن هرماس //
أكادير: في حوار لوكالة المغرب العربي للأنباء، يجيب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، الأستاذ محمد جاي منصوري ، عن خمسة أسئلة حول التحضير لامتحانات الباكالوريا في سياق احترام التدابير والإجراءات الخاصة بتفادي الإصابة بفيروس “كوفيد 19″، بما في ذلك احترام إجراءات التباعد الاجتماعي، وحصيلة التعليم عن بعد وكيفية تطويره،
كيف يتم تدبير ملف التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا؟
منذ اعلان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي امام أعضاء مجلس المستشارين يوم 12 ماي 2020 عزم الوزارة تنظيم امتحانات الباكالوريا ، عقدت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة عدة اجتماعات تحضيرية أشرف عليها مدير الاكاديمية، وحضرها المديرون الاقليميون ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية.
ونظرا للظرفية التي تمر بها بلادنا في ظل جائحة “كوفيد 19 “، فان تدبير ملف امتحانات الباكالوريا هذه السنة يتم وفق رؤية شمولية لتنزيل خطة جهوية مستحضرة المستجدات الصحية والمتمثلة في تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث يتم الاشتغال وفق التوجهات الكبرى للوزارة، والمتمثلة أساسا في تقوية وسائل التحضير للامتحانات عبر الانكباب على تعزيز دور التعليم عن بعد في هذه المسألة، واستغلال ما تتيحه التقنيات الحديثة لتأطير تلميذاتنا وتلاميذنا، وتمكينهم من مقومات النجاح الذي نطمح له. كما نشتغل جهويا على ضبط مضامين الدروس الحضورية والمشاركة في إعداد الأطر المرجعية التي ستعتمد في إعداد مواضيع الاختبارات وطنيا.
كما عملت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة على تشكيل لجنة جهوية للتتبع والاشراف المباشر على العمليات، وعلى مستوى إعداد مراكز الاجراء. وفي إطار توجه الوزارة دائما، تم اعتماد فضاءات مفتوحة لما توفر من شروط السلامة الصحية للمترشحين والأخذ بالتدابير الوقائية.
كما قامت الأكاديمية بالتنسيق مع جامعة ابن زهرـ أكادير، حيث تمكنا من إعداد سيناريو اعتماد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، والقطب الجامعي وكلية الشريعة بمدينة أيت ملول (عمالة إنزكان أيت ملول)، والكلية متعددة التخصصات بتارودانت، كمراكز لإجراء الاختبارات الكتابية. وعلاوة عن ذلك، تمكنا بفضل التنسيق مع المجلس الجماعي لأكادير من اعتماد كل من القاعة المغطاة “الانبعاث”، والقاعة الرياضية محمد الزرقطوني، كفضاءين مناسبين لإجراء الاختبارات، هذا بالإضافة إلى المؤسسات الثانوية بكافة المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية.
ما هي الإجراءات المتخذة لاحترام معايير التباعد الاجتماعي خلال إجراء الامتحانات؟
كما يعلم الجميع، ان امتحانات الباكالوريا هذه السنة ستتم في ظروف استثنائية يغلب عليها الطابع الاحترازي في ظل التقيد بالإجراءات الاحترازية للوقاية والتصدي لجائحة “كوفيد 19” حفاظا على سلامة مترشحات والمترشحين، وكذا جميع المتدخلين. ولهذا الغرض أعدت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لسوس ماسة خطة جهوية تروم الى:
ـ إعداد مراكز الاجراء، باعتماد فضاءات مفتوحة خارج البنية التحية التعليمية لما توفر من شروط السلامة الصحية للمترشحين، والأخذ بالتدابير الوقائية، مع الحرص على مبدأ التباعد الاجتماعي.
ـ توفير وسائل الحماية لكافة المترشحين والمتدخلين عبر اقتناء الكمامات ووسائل التعقيم وتوفيرها بكل فضاءات مراكز التصحيح والاجراء.
ـ التنسيق مع السلطات المختصة قد تعقيم القاعات والمرافق الإدارية قبل إجراء كل مادة، وبشكل يومي طيلة الاختبارات.
ـ ستعقد اجتماعات مع رؤساء المراكز بهذا الصدد، وسيتم التركيز على التدابير المزمع اتخاذها عند كل مراحل الاجراء، خصوصا في مجال تفعيل قواعد السلامة الصحية.
ـ وفي مجال التوعية والتحسيس بأوساط المترشحات والمترشحين، سيتم انتاج مجموعة من الموارد الرقمية ( كبسولات – ملصقات … ) تهتم بالجوانب المتعلقة بالسلامة الصحية والوقاية.
عدد المترشحين للامتحان الوطني للباكالوريا في الجهة وتوزيعهم حسب الأقطاب؟
جهة سوس ماسة من بين الجهات التي تعرف اعداد كبيرة للمترشحين لامتحانات البكالوريا بحكم اتساع مساحتها الجغرافية، حيث بلغ العدد الإجمالي للمتمدرسين 27948 ، منهم 2978 بالتعليم الخصوصي، أما عدد المترشحين الأحرار هذه السنة فقد عرف ارتفاعا حيث بلغ 8036 مترشحة ومترشحا.
ستعرف الفترة الأولى حضور كافة المترشحين الأحرار لاجتياز الاختبارات الجهوية، أي 8036 مترشحة ومترشحا،
فيما ستعرف الفترة الثانية حضور 14906 من مترشحي الشعب والمسالك الأدبية والأصيلة المتمدرسين والأحرار، لاجتياز مواد الاختبار الوطني يومي 3و4 يوليوز، أما بالنسبة للفترة الأخيرة، فستتميز بحضور 21078 من مترشحي المسالك العلمية والتقنية والمهنية لاجتياز مواد الاختبار الوطني أيام 6و7و8 يوليوز.
ما هو تقييمكم لحصيلة التعليم عن بعد على مستوى الأكاديمية خلال جائحة كورونا؟
بداية لا بد من الإشارة الى القرار الذي اتخذته الوزارة القاضي بتوقيف الدراسة جراء جائحة كورونا، وهو القرار الذي يهدف الى صون صحة المتمدرسات والمتمدرسين. إلا ان هذا التوقف لا يعني توقيف الدراسة، حيث عمدت الوزارة الى إقرار الاستمرارية البيداغوجية عن طريق التعليم عن بعد بجميع المستويات التعليمية.
وبهذا الخصوص نشير إلى أنه على صعيد جهة سوس ماسة تم انتاج ما مجموعه 959 موردا رقميا متعلقا بالدروس والتمارين ومضامين خاصة للاستعداد للامتحانات الى حدود متم شهر ماي 2020، وهو ما يعد إنجازا غير مسبوق وعملية تجند لإنجازها فرق جهوية بلغت 20 فريقا مشكلا من 128 إطار تربوي من مفتشين وأستاذات وأساتذة، دون احتساب المضامين التي تم انتاجها محليا بالمديريات الإقليمية أو المؤسسات التعليمية.
وتجدر الإشارة إلى أن أكاديمية جهة سوس ماسة تكلفت بإنتاج المضامين الرقمية للسنة الأولى ابتدائي والسنة الثانية باكالوريا شعبتي الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل. ولا تزال الفرق مشتغلة لإنتاج المضامين التي يتم عرضها على منصة “تلميذ تيس”، والقنوات التلفزيونية
كما تم إحداث اقسام افتراضية بالمؤسسات التعليمية حيث بلغ عدد الأقسام المنشأة 65652 قسم افتراضي، بنسبة تغطية تصل إلى 97.47% ، في حين بلغ هذا العدد بمؤسسات التعليم الخصوصي 7948 قسما افتراضيا، بنسبة تغطية وصلت إلى 69.88 في المائة.
وبالموازاة مع ذلك عملت الأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية على إطلاق عدة مبادرات فردية من أجل التواصل المباشر مع التلاميذ باستعمال المتاح من وسائل التواصل الاجتماعي . كما عملت الأكاديمية على انجاز دراسة ميدانية جهوية حول الاستمرارية البيداغوجية والتعليم عن بعد، أظهرت تحقيق نتائج مهمة ولو أنها غير كافية نظرا لما عرفته من اكراهات موضوعية وصعوبات تمثلت أساسا في وجود تفاوتات بين التلاميذ في الاستفادة من هذه التجربة لغياب الوسائل الداعمة (الحواسب – الأنترنيت…)، علما أن هذه الإشكاليات تعرفها معظم الأنظمة التربوية في العالم.
إلا أنه لا بد من التأكيد على أن هذه التجربة مكنت من ربح كفاءات عالية ساهمت في إنتاج الموارد الرقمية والتي لا بد أن تكون لها كلمتها في المستقبل القريب.
هل تعتقدون أن نمط التعليم عن بعد سيتواصل ما بعد الجائحة ؟ وكيف يتعين تطويره؟
كما تمت الإشارة إليه من قبل، فتجربة التعليم عن بعد بالمغرب تعد تجربة جديدة، ومن الطبيعي أن تكون محط انتقاد وملاحظة، وهو ما يحتم اخضاعها لتقييم شامل لمعرفة نقط القوة لترصيدها، والوقوف على مكامن الضعف لتجاوزها مستقبلا. ورغم ذلك، لا بد من التأكيد أن هذه التجربة ستعرف استمرارية في القريب المنظور لما أثبتته من دور كبير في ضمان الاستمرارية البيداغوجية لفائدة التلميذات والتلاميذ، كما أن حتمية الاستمرار في هذا النمط من التعليم معززة بعزم الوزارة على تنميته وتطويره كما ينص على ذلك القانون الإطار 51.17 في المادة 33.
وعليه، فيمكن القول إن تجربة التعليم عن بعد سيتم ترصيدها ودراسة نتائجها بهدوء وروية من اجل استخلاص الدروس، ومعرفة أوجه القوة، وكذا الجوانب التي تحتاج الى تطوير. وتبعا لذلك، فمن المنتظر مأسسة العمل بالتعليم عن بعد باعتباره مكملا للدروس الحضورية عبر اصدار مذكرات تنظيمية بهذا الخصوص.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.