ليبيا : هل المصالحة والتسامح تعني تبرئة المجرمين؟
أزول بريس – محمد شنيب – ليبيا * //
ما يجري اليوم في ليبيا يتير أسئلة من الصعب الإجابة عليها. مجرمي الحرب والانقلابات وعدم احترام الوطن وعدم قبول الوطن ما زالوا يعيشون لا بل يطمعون في تخطيط وتسيير مستقبله.
هل هذا ما خطت له الدول المتحدة وممثلتها وهل هذا هو ما تبغي تنفيذه في هذا الوطن المتوسطي والشمال الأفريقي؟
ليبيا عانت بعد انتفاضة 17 فبراير 2011 والقضاء على الديكتاتورية الفردية القذافية من محاولات سيطرة الإسلام السياسي العميل الذي أراد أن يبيح ويسلم البلاد للبلدان الأجنبية.
ليبيا بعد انتفاضة 17 فبراير 2011 عانت من العسكريين أتباع حفتر الذي قالها حرفيا، إن الديمقراطية ليست لليبيين وأن ليبيا يجب أن تفتح لتستوعب الازدياد والتوسع البشري في مصر؛ ليس هذا فقط بل قام بالهجوم على العاصمة طرابلس بعد أن قام عقيلة صالح بترقيته من عقيد مهزوم إلى جنرال ومشير بل قام هذا الذي يسمي نفسه رئيس البرلمان الليبي بالاستنجاد بالبرلمان المصري ليعطي أوامره للجيش المصري بالتدخل لمساعدة هجمة حفتر لتركيع العاصمة لعصابات حفتر المجرمة.
نحن كليبيين عندما ننادي بالمصالحة الوطنية والتسامح من أجل بناء الوطن ليبيا (بعد الهزيمة النكراء التي تلقاها حفتر في ربيع السنة الماضية في هجومه على طرابلس) لا نعني بهذا التنازل عن الجرائم التي قام بها هؤلاء المجرمين في ليبيا.
نحن نعم مع المصالحة والتسامح وبدء طريق بناء الوطن على أساس صحيح ولكن لابد من أن نقوم بمعاقبة المجرمين سواء الذين يدعون بأنه ليس هناك من “هو معصوم على الخطاء” ولا الذين استنجدوا بالمرتزقة “الڤاغنر” و”الجنجاويد” والذين أقاموا المقابر الجماعية والتي مازلنا نكتشفها كل يوم.
هل هذه هي المصالحة والتسامح من أجل الوطن؟ وأكثر من هذا من هو الذي أعطى هؤلاء الساسة الحق بالقيام بهذا التصرف الذي هو ليس إلا إهانة لليبيين .
هل يستطيع الساسة الجدد في ليبيا اليوم تبرير ذهابهم إلى هؤلاء المجرمين ودماء أبنائنا مازالت ساخنة؟ هذا ليس مصالحة ولا تسامح ولن تتما إلا بعد أن تتخذ العدالة مجراها مع هؤلاء المجرمين.
*طرابلس فبراير 2021
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.