ليبيا تبدأ أول خطواتها نحو دمقرطة الدولة
ليبيا منذ أقدم العصور التاريخية مرت ومازالت تمر بتفتح كامل على الثقافات والحضارات الإنسانية مرحبة دائمآ بصدر رحب بالتلاحم وزيادة الإثراء الثقافي لليبيا الوطن. والتاريخ يعلمنا أن الليبيين لم يرحبوا بالوافدين الفينيقيين فحسب بل تداخلوا معهم حتى ثقافيآ وكونوا الدولة الپونيقية “Punician”.
وتفاعل الليبين مع إغريق أثينا وبالذات في برقة كما كان الحال في قورينة وسوسة حيث كانت جامعات “قورينا”الليبية آنذاك منارات الفلسفة والعلم تشع على ضفاف البحر المتوسط ؛ ويّذكرنا التاريخ أن فيلسوف أثينا “أفلاطون” وغيره من الفلاسفة وعلماء الرياضيات في ذلك الزمان كانوا كثيرو التردد على قورينة لمناقشة الأمور المختلفة منها الفلسفية ومنهاالعلمية والذات في علوم الرياضيات مع فلاسفة وعلماء قورينا الليبين من أمثال الفيلسوف ” أنيكيريس القوريني” و الفيلسوف”ثيودور القوريني” اللذان عاشا ما بين القرن الرابع والثالث قبل الميلا*.
وهكذا تفاعل الليبين مع روما حتى أن إمپراطور روما “سيپتيموس سيڤيروس” كان ليبيآ من أبناء مدينة “لپتيس ماغنا Leptis Magna”.
ولاشك أن الليبين تفاعلوا وتداخلوا مع العرب عندما جائوا بالإسلام وأصبحوا مسلمين. اليوم يثمن أمازيغ ليبيا القرار الجريئ والشجاع** الصادر في 28.05.2020 الذي أقر:
“إضافة اللغة الأمازيغية،مقرونة باللغة العربية الرسمية للدولة للشعار والأوراق الرسمية لمجلس النواب الليبي”.
ولا شك أن هذا القرار هو خطوة صحيحة في الإعتراف بفسيفساء المجتمع الليبي المتعدد الإثنيات وهو أيضآ خطوة أولى في بداية الإعتراف باللغة الأمازيغية في ليبيا أتكون في المستقبل القريب مثل دسترة اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية الرسمية في المغرب منذ 2011 والإعتراف في الجزائر باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية الرسمية.
هذا في حد ذاته يعد بداية الطريق نحو التعددية والذي أرجوه أن يكون بداية إلغاء الأحادية والمضي قدمآ لبناء ليبيا الوطن المفتوحة لكل الليبيين ومعترفة لهم بحقوقهم الوطنية الكاملة.
محمد شنيب /طرابلس يونيو 2020//
* كتاب الأستاد عبد السلام بن ميس “مظاهر الفكر العقلاني في الثقافة الأمازيغية القديمة” الطبعة الثانية وكتاب “كوكرا في الميثولوجيا الأمازيغية” من تأليف الأستاد “محمد أوسوس”
** مرفق قرار المجلس النيابي الليبي
التعليقات مغلقة.