إنها بداية التغيير الحقيقي لذلك القِسم الحاضر المَنسي من العالم، ونهاية عقود من التخلف والبطولات والمسرحيات التاريخية القميئة!
باتت الدول العربية وما يحدث عليها عاراً على الخريطة الإنسانية وصمتا عالميا و دُوليا يشي بموافقة الجميع على قتل الإنسان في تلك الأرض!!
باتت الدول العربية لا تُورّث إلاّ الخزي لمواطنيها والتشرُّد وفقدان الإنتماء والشعور الدائم بالإستهداف من كل العالم؛ فضلاً عن وجود أرضية من التخلُّف والتعصُّب والإنغِلاق الفِكري ساهمَتْ كثيراً بالوصول لهذه المرحلة؛ حيث تَمَّ تفريغ هذا الشعب ولعقود من الزمن من كل تحليل منطقي موضوعي ومن أي رغبة بالتغيير، إنه نتيجة الإستبداد الفِكري والديني والسياسي؛ إنه نتيجة فراغ في الحياة السياسية وفي القانون والقضاء ورفض المجتمع والسُّلطات للشَّراكة والفِكر العِلماني!
ومع صحّة كل هذا، وبأنّ الشعوب تدفع ثمن خنوعها ورفضها للتغيير والتطوير والإلتحاق بباقي الأمم؛ فللموضوع شِقٌّ آخرَ أيضاً لا يجب إغفاله ولا بُدَّ من النظر برؤية شاملة وموضوعية للواقع حيث لعبة الدول الكُبرى ومصالحها تتصارع هناك في تلك الأرض، وما نحن/الشعوب العربية إلاّ وقودٌ لحروبِهِم جميعاً، وأنّ ثَمّة فعلاً قوة ما مُتمثِّلة بمصالح الدول لا تريد لتلك الشعوب أن تستنشقَ إلاّ هواء الموت!
هذا حالُنا وهكذا سيكون طالما قَبِلنا أن نكونَ دائماً مُتلَقِّيين للنتائج، للفِكر، للحَدَث باختلاف أنواعه ولسنا صانعينه، وطالما قَبِلنا أن نكونَ أرقاماً في دفاتِر ِ الجميع؛ فلن نكونَ أحراراً، لن نكونَ أحراراً!
ريم شطيح
كاتبة سورية، أستاذة علم النفس بالولايات المتحدة الأمريكية
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.