أزول بريس – تناولت الندوة الإلكترونية التاسعة لمشروع “لن أبقى صامتة”، التحديات والدروس المستفادة من التجارب الأفريقية فيما يتعلق بالتحرش الجنسي وطرق مواجهته. وذلك في إطار هدف المشروع الأساسي لخلق بيئة إعلامية آمنة وجامعة من دون إقصاء أو تمييز بناء على الجنس أو النوع الاجتماعي أو اللون أو العرق أو الدين أو الفكر أو المعتقد
“لن أبقى صامتة” هو مشروع ممتد لمدة عام، أطلقته شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) بالشراكة مع برنامج فيسبوك للصحافة، وبرنامج النساء في الأخبار من منظمة وان ايفرا، والمؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة ، ومؤسسة أيركس . وبرعاية وزارة الخارجية الألمانية
واستضافت الندوة التي عقدت إلكترونيًا في 3 مايو/آيار 2021، الصحافية المختصة بالتحرش الجنسي ومديرة برنامج النساء في الأخبار- أفريقيا، جين غوديا. وأدارتها د. ربى الحلو، أستاذة التواصل السياسي والجندر في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة اللويزة اللبنانية
في بداية الجلسة التي استمرت على مدار ساعة ونصف الساعة، نوهت غوديا إلى أن التحرش الجنسي هو مشكلة عالمية غير مقيدة بمنطقة جغرافية أو حالة اجتماعية أو غيرها، موضحة أن التحرش موجود بشكل عميق في أفريقيا، لكنه محاط بستار من الصمت
وأشارت غوديا إلى أن التحدي الأول الذي تواجهه الناجيات من التحرش الجنسي في أفريقيا هو عدم القدرة على إثبات الواقعة، ما يؤدي إلى أن تطبع الضحية مع التحرش الجنسي. في الوقت نفسه ينشغل صناع القرار بالأسئلة عن البيانات والإحصائيات وعدد الشكاوى والبلاغات
وقدمت المدربة المختصة بالتحرش الجنسي في أفريقيا دراسة حالة عن رواندا، بدأت بتقدم إحدى الناجيات ببلاغ عن تعرضها للتحرش في إحدى المؤسسات الإعلامية، حيث قررت الإدارة الاستماع لها وتصديقها، ومن ثم توالت الشكاوى التي بينت وجود مشكلة حقيقية في بيئة العمل. وكانت النتيجة هي تبني المؤسسة لسياسات وخطة عمل للتعامل مع شكاوى التحرش الجنسي، جعلتها في النهاية بيئة خالية تمامًا من التحرش الجنسي
وعرضت غوديا أيضًا نسب التحرش الجنسي التي توصلت إليها دراسة بحثية من إعداد برنامج النساء في الأخبار تقارن بين التحرش الجنسي في أفريقيا وبين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017، والتي أشارت إلى أن 29% فقط من النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي في أفريقيا قد أبلغن عن الواقعة
وشددت مديرة برنامج النساء في الأخبار في أفريقيا على أهمية رفع الوعي بالتحرش الجنسي، ليس فقط لأنه ما زال يشكل تحديًا لمعظم الأفراد على مستوى الأمن والسلامة، لكن بالإضافة إلى ذلك فإن تأثيراته الجسدية والنفسية تحول دون إنجاز المرأة في العمل. ودعت إلى تدريب كل من الموظفين/ات وأرباب الأعمال على قضية التحرش الجنسي لضمان إمكانية كل من الطرفين إلى وضع بروتوكولات حماية ضد التحرش في العمل
وألقت غوديا الضوء على المسؤوليات التي تقع على عاتق أصحاب الأعمال لمواجهة التحرش الجنسي، والتي شملت كل من: الالتزام بخلق بيئة عمل خالية من التحرش وإدراك حجم المشكلة والعوائق التي تمنع الناجيات من الإبلاغ، بالإضافة إلى ضرورة تبني سياسة معلنة لمناهضة التحرش الجنسي وتدريب المديرين على مسؤولياتهم تجاه الأمر. وكذلك ضمان وجود الموظفين/ات في بيئة عمل إلكترونية آمنة وإزالة أي شيء قد يجعل بيئة العمل عدائية
وحول أهمية سياسات مناهضة التحرش، أوضحت أنها توفر حماية لكل الموظفين/ات، حيث أنها ترسي بوضوح المسؤوليات والواجبات والأدوار لكل الأفراد داخل المؤسسة، كما أنها تشكل أداة للمساءلة وتجنب الخلاف
في الندوة المقبلة بتاريخ 17 مايو/ آيار 2021، تناقش الصحافية فتحية الدخاخني، كيفية التعامل مع قضايا الخصوصية والتشهير عند الابلاغ عن التحرش الجنسي. ستعقد الجلسة إلكترونيًا ويمكن التسجيل من خلال الرابط
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.