جانب من مقابلة محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مع قناة الحرية للمقاومة الايرانية (سيماي آزادي) بخصوص سوريا.
قال سيد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في معرض رده على سؤال هل تصبح إيران سوريا ثانية؟: إن النظام الإيراني واللوبيات التابعة له على الصعيد الدولي الذين ساورهم الخوف من انتفاضة الشعب الإيراني والعزلة الدولية التي يعيشها النظام، ويرون بوادر سقوطه في الأفق، ومن أجل إخافة المواطنين والأطراف الاقليمية والدولية، يروّجون فكرة، مفادها أن إيران ستصبح سوريا أخرى في حال سقوط النظام. يقولون انظروا إلى اليمن وسوريا وإذا أردتم أن لا تصبح حال إيران حال سوريا واليمن، فلا تقوموا بتغيير الوضع الحالي. فهذه السفسطة والحيلة الحقيرة المستخدمة من قبل النظام، ليس بالأمر الجديد، بل كان نظام الشاه يستخدمه أيضا وكان يقول إذا سقطت إيران الشاه، فان إيران ستتجزأ وتصبح «إيران ستان»! والآن ونظرا إلى حساسية المنطقة يسعى النظام أن يروّج هذا الكلام بجدية أكبر.
وهنا النظام يحاول في هذا الظرف استخدام سوريا لغرضين: أولا هذا النظام هو من حوّل سوريا إلى وضعها الحالي، وفي الوقت نفسه يخيف الآخرين من سوريا ويقول حذار أن تصبح إيران، سوريا ثانية. هذا الكلام، هو كلام هراء ولا مبرر له لسببين مهمين: أولا التركيبة الوطنية والدينية للمجتمع الإيراني والبنية القومية المتشكلة في إيران لا يمكن مقارنتها بسوريا ودول المنطقة الأخرى.
ثانيا والأهم أن النظام هو من جعل الوضع في سوريا والعراق واليمن في هذه الحالة السيئة. انه قد فرض أعمال القتل على سوريا. ولو لم يكن النظام الإيراني يرسل قواته في عام 2013 إلى سوريا، لما حصل الحال إلى ما هو عليه الآن وكان بشار الأسد قد سقط. وهذا ما يقوله مسؤولو النظام أنفسهم. الحرسي همداني – الذي قتل في الحرب في سوريا – قال «كان بشار الأسد مصاباً بالإحباط وأراد أن يرحل من سوريا، ولكن خامنئي أوعزنا وقال اذهبوا وانقذوه ونحن قد ذهبنا». ولو لم يكن هذا التدخل الإيراني لما كان داعش بهذه الأبعاد ولا تشريد 12 مليون من السوريين و6 ملايين لاجئ و… ولو لم يكن النظام الإيراني لما كانت هذه الأعمال والمجازر في سوريا. إن السبب الرئيسي لهذه المجازر وأعمال الإبادة هو هذا النظام الحاكم في إيران. كما الحال في العراق أيضا. الآن في العراق الكل أدركوا أن الحرب كانت أمرا خاطئا منذ اليوم الأول. أكبر خطأ استراتيجي أمريكي كان فتح أبواب العراق على النظام الإيراني. والآن نرى أن المنطقة كلها يعاني من وجود هذا النظام.
في ديسمبر 2003 وبينما لم يكن النظام يهيمن بعد على المنطقة، قالت السيدة مريم رجوي: «إن خطر تدخلات النظام الإيراني في العراق هو أخطر مئة مرة من خطره النووي». لذلك نرى أن النظام الإيراني إذا سقط، فلا تصبح إيران سوريا، بل تتحسن الأوضاع في العراق واليمن وسوريا أيضا. وإذا كنا نريد أن تتصلح الأمور في سوريا واليمن والعراق و.. فهذا هو طريقه. فجميع مشكلات هذه الدول سوف تتغير بوصلته بسرعة في حال عدم وجود النظام الإيراني.
والعامل الثالث هو وجود ودور بديل لإيران. ففي سوريا والعراق لم يكن بديل. وكان خطأ أمريكا عدم اهتمامها بهذا الموضوع. ولو أن غزو دولة أخرى والهجوم عليها أمر مرفوض في ذاته، ولكن هل كان لمن قام بذلك لديه بديل في العراق؟ هل كانت هناك قوة وطنية وشعبية في هذا البلد، حتى ذهبتم وأسقطتم النظام هناك حتى تعوضون به بدلامنه؟ لم يكن في العراق بديل. وحتى الآن ورغم مضي 15 عاما بعد سقوط العراق، فلا توجد هناك قوة سياسية تستطيع مسك الوضع هناك. وفي سوريا أيضا لم يكن هناك بديل وبعد أن صارت انتفاضة جماهيرية أخذ يظهر بديل تدريجيا. ولهذا السبب أن النظام الإيراني أخذ يصول ويجول في هذه الدول.
ولكن في إيران هناك بديل. قوة سياسية، ومسؤولة وملتزمة لها امتدادها التاريخي تحظى بقاعدة شعبية وبرامج ومشاريع محددة لا تسمح أن يتحول الفراغ في السلطة إلى أزمة وحرب أهلية. لا تسمح بأن يحدث فراغ في السلطة. ان مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وبرنامج الحكومة المؤقتة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بهذا الصدد، هو وجود برامج لنقل السلطة من نظام الملالي – بعد السقوط – إلى حكومة شعبية منتخبة. في الوقت الذي لا توجد امكانية انتخابات في إيران الحالية فتأتي الشرعية من المقاومة. من يقاوم فلديه المشروعية. وإذا سقط النظام غدا، وتكون هناك امكانية انتخابات حرة، الحكومة المؤقتة التي أوردها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في برامجها، عملها هو تهيئة الظروف ومتطلبات الأمر لنقل هادئ للسلطة إلى ممثلي الشعب. في برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تم التأكيد على هذا الموضوع بأن عمر الحكومة المؤقتة هو 6 أشهر كأقصى حد. وهذه الحكومة من واجباتها إجراء انتخابات حرة لكي يقوم المجلس التأسيسي بصياغة الدستور. ولهذا المجلس واجبان مهمان للغاية:
أولا صياغة دستور لجمهورية جديدة. .. ثانيا إدارة شؤون البلد بشكل مؤقت.
وبعبارة أخرى هناك مجلس يتم تأسيسه بأصوات الشعب وهم يشكلون حكومتهم المؤقتة. أي يختارون حكومة مؤقتة تحت اشراف المجلس التأسيسي لإدارة شؤون البلد. وفي الوقت نفسه يقوم المجلس التأسيسي بصياغة الدستور الجديد ثم يتم إجراء استفتاء عليه ويدلي الشعب صوته. الحكومة المقبلة والانتخابات التالية سيتم تشكيلها واجرائها حسب الدستور الجديد.
وبذلك نرى أن بعد سقوط النظام، سيتم نقل السلطة بشكل هادئ وقانوني إلى الشعب. كما أننا وعندما نتحدث عن مريم رجوي بصفتها رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة بعد السقوط، هي العامل الكفيل لعملية نقل السلطة الهادئة من غداة السقوط حتى صياغة الدستور وتشكيل جمهورية جديدة. ان الدستور الذي يقوم المجلس التأسيسي بصياغته سيدخل حيز التنفيذ بعد أصوات ايجابية نتيجة عملية استفتاء عام.
لذلك قلنا هناك ثلاثة أدلة: أولا إيران تركيبتها تختلف من الأساس ولأسباب ثقافية ودينية مع الوضع في سوريا. ثانيا النظام الإيراني هو من فرض هذا الوضع السيئ على المنطقة وسوريا وثالثا هناك في إيران بديل لا يسمح بحدوث هكذا حالة في إيران إطلاقا.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.