- منى الحلوي //
استضافت مدينة قرطبة الإسبانية، في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024، لقاء أدبيا مميزا بعنوان “لقاء المنارة: ساحة النور – لقاء الكتاب المغاربة والأندلسيين”، نظمته جمعية الصداقة الأندلسية المغربية وجمعية كتاب الأندلس. هذا الحدث الشعري لم يكن مجرد مناسبة أدبية، بل كان منصة تفاعلت فيها أصوات الشعراء من المغرب وإسبانيا، لتعزيز الحوار الثقافي وبناء جسور التفاهم بين ثقافتين لهما إرث مشترك.
اللقاء حمل رسالة مفادها أن قوة الكلمة قادرة على إزالة الحدود الوهمية والحقيقية، وأن التفاهم بين الشعوب هو السبيل للسلام والتعاون. وقد عبّر أعضاء الوفد المغربي عن تضامنهم مع ضحايا الفيضانات في فالنسيا، معتبرين أن تنظيم هذا اللقاء في هذه الظروف الأليمة هو انتصار للشعر والحياة على الموت.
الحدث تضمن ثلاث محطات رئيسية: الأكاديمية الملكية لقرطبة، جامعة قرطبة (كلية علوم التربية)، ورئاسة الجامعة. وقد وصف الشاعر والناقد خوسيه ساريا، رئيس جمعية الصداقة الأندلسية المغربية، اللقاء بأنه نجاح باهر، سواء على مستوى الحضور أو التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي. وشهد حضوراً وتفاعلاً مكثفاً، حيث ضم الوفد المغربي شعراء ونقاداً بارزين مثل ثريا ماجدولين، عبد السلام المساوي، خالد الريسوني، عزيز التازي، وعبد العزيز كوكاس. ومن الجانب الإسباني، شارك شعراء ونقاد كبار، مما أضفى على الحدث بعداً ثقافياً متميزاً.
وحظيَ اللقاء بترحيب خاص من عمدة قرطبة، خوسيه ماريا بيّدو، وعضوة مجلس الثقافة، إيزابيل ألباس، في لقاء رسمي تم خلاله تبادل الأفكار والمقترحات للأنشطة المستقبلية.
وضمن فعاليات الحدث، نظمت جلسة تفاعلية مع طلاب كلية علوم التربية وعلم النفس بجامعة قرطبة، حيث تفاعل الطلاب مع القراءات الشعرية للشعراء المغاربة، وتلا ذلك جلسة نقدية في اليوم التالي، حيث تعرف الحضور على الشعر المغربي والأندلسي المعاصر من خلال ورقتين نقديتين، قدم عبد السلام المساوي مداخلة حول المتخيل في الشعر الأندلسي المعاصر، بينما استعرض فرانسيسكو موراليس لوما نماذج من الشعر المغربي المعاصر.
ومساء الأربعاء 6 نوفمبر تم تكريم الوفد المغربي في الأكاديمية الملكية لقرطبة، بقراءة قصائدهم مترجمة إلى الإسبانية، من طرف شعراء قرطبة، تلتها جلسة تقديم الأنطولوجيا المعاصرة “المنارة”، التي ضمت 32 شاعراً وشاعرة من البلدين، واختتمت فعاليات هذا اليوم بقراءات شعرية للشعراء المشاركين.
وفي نهاية اللقاء، يوم الخميس 7 نوفمبر قام الوفد المغربي، مرفوقا برئيس جمعية كتاب الأندلس، السيد مانويل كاهيتي، بجولة ثقافية في المدينة، شملت زيارة المسجد الكبير والأحياء العتيقة، حيث يوجد تمثال ابن رشد وابن حزم، في إشارة إلى التراث الغني الذي يجمع البلدين.
جدير بالذكر أن جمعية الصداقة الأندلسية المغربية، من خلال منتدى ابن رشد الذي يضم فروعاً في الرباط وفاس ومراكش والدار البيضاء وطنجة، تهدف إلى تعزيز الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين المغرب وإسبانيا، ودعم قيم العيش المشترك والتفاهم المتبادل.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.