تواصل كلية الشريعة بفاس في الامتحانات الربيعية، التي انطلقت يوم الثلاثاء المنصرم، اعتماد تجربة المراقبة عن بعد لرصد وتتبع حالات الغش؛ وذلك من خلال قاعة مجهزة بالشاشات، تعمل على نقل ما يجري في قاعات الاختبارات باستعمال كاميرات دقيقة تراقب من كل الزوايا تحركات جميع المترشحين.
وتعتمد لجنة المراقبة تقنية الإعادة البطيئة، الشبيهة بتقنية حكم الفيديو “الفار” (VAR)، للتأكد من أي حالة غش، إذ يعمل الفريق التقني المشرف على هذه العملية، في حينه، على إخبار لجنة مراقبة الامتحانات التي تتحرك صوب القاعة التي يوجد فيها الطالب المعني، للعمل على حجز وسيلة الغش، قبل إحالتها على لجنة الإشراف لاتخاذ الإجراء التأديبي المناسب في حق الطالب المتلبس.
عبد المالك أعويش، عميد كلية الشريعة بفاس، أوضح لهسبريس أن الامتحانات الحالية للدورة الربيعية سبقتها استعدادات مكثفة، مثل تنظيم القاعات وترقيم المقاعد وترتيبها، وإعداد الأسئلة وجدولة الحراسة والمواد الممتحن فيها، مشيرا إلى أنه التحق حديثا كعميد بهذه الكلية ومعجب باستعمال تقنية “الفار” في مراقبة الامتحانات بها.
وأضاف أعويش: “هذه التقنية، التي تشاهدونها الآن، هي إبداع من كلية الشريعة، إذ تتم عملية المراقبة عن بعد من هذا البرج لكل للطلبة المترشحين داخل قاعات الامتحانات. وبفضل هذه الوسيلة تم تقليص ظاهرة الغش بشكل كبير، إذ لا تتعدى حالات الغش التي يتم ضبطها في اليوم ثلاث حالات أو أربع، وهو عدد ضئيل، خصوصا أن عدد الطلبة الذين يجتازون هذه الامتحانات يناهز 5 آلاف طالب، ضمنهم حوالي 50 طالبا أجنبيا”.
من جانبه، أوضح عبد الإله ممدوح، وهو تقني بمصلحة الإعلاميات بكلية الشريعة بفاس، أن مصلحة المراقبة عن بعد للامتحانات أحدثت سنة 2015، مبرزا لهسبريس أن الهدف منها هو إعطاء القيمة والمصداقية للشواهد التي يحصل عليها الطلبة.
“نحن نحاول عبر هذه التقنية أن نتفادى حالات الغش، فبفضلها تراجعت نسبة الغش كثيرا مقارنة مع باقي الكليات”، يقول ممدوح، موردا أن كلية الشريعة بفاس هي الوحيدة حتى الآن التي تعتمد هذه التقنية في ضبط الغشاشين في الامتحانات، وتجعل الحجة عليهم واضحة وملموسة حتى يتقبلوا عواقب سلوكياتهم.
إلى ذلك، أجمع طلبة كلية الشريعة بفاس ممن التقت بهم هسبريس بساحة هذه المؤسسة التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله عن ارتياحهم لتطبيق ما يشبه تقنية “الفار” في مراقبة الامتحانات، تقنية أكدوا أنها تنصف الجميع وتجعل الفرص متكافئة في ما بينهم، كما هو حال طالبة الإجازة كريمة تميمي، التي قالت لهسبريس إن تقنية المراقبة عن بعد أعطت القيمة العلمية للشواهد المحصلة من هذه الكلية.
“أجواء الامتحانات الربيعية بكلية الشريعة والقانون بفاس جد رائعة، خصوصا مع تطبيق وسيلة المراقبة بالكاميرات. وبالمناسبة، بعد الترحيب بالعميد الجديد للكلية، نلتمس منه العمل مع الجهات المسؤولة على منح خرجي هذه الكلية الحق في المشاركة في المباريات، خصوصا سلكا القضاء والمحاماة”، تقول الطالبة تميمي، متمنية أن يتم تطبيق تقنية المراقبة عن بعد في جميع الكليات، وفي امتحانات نيل شهادة الباكالوريا؛ لإعطاء قيمة ومصداقية للشواهد المحصلة.
رشيد كويرتي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.