كانت الحركة الأمازيغية سباقة لطرح مراجعة مادة التربية الاسلامية

الكاتب مهدي مالك الذي تحدى الاعاقة من أجل ترويض الفكر بالكلمة
الكاتب مهدي مالك الذي تحدى الاعاقة من أجل ترويض الفكر بالكلمة

مهدي مالك//

مقدمة مطولة:                                                 

قرر الملك محمد السادس اثر المجلس الوزاري المنعقد في يوم 5 فبراير 2016 بمدينة العيون قرارا تاريخيا بمراجعة مادة التربية الاسلامية حيث من طبيعة الحال انني اشعر بالسعادة حيال هذا القرار التاريخي الذي طال انتظاره من طرف كل التيارات المؤمنة بالخيار العلماني و الرافضة جملة و تفصيلا لخيار اسلمة الدولة و المجتمع على النمط الوهابي او الاخواني باعتبارهما وجهان لعملة واحدة الا و هي السلفية الوحشية التي حاولت بكل درجاتها الايديولوجية و السياسية منذ سنة 1930 الى يومنا هذا اقبار قيمنا الاصيلة بالدعوة انها جاهلية بصريح العبارة اي تتعارض مع الدين الاسلامي بشموليته .

و  قلت في احدى مقالاتي لهذه السنة بان ظهير 16 ماي 1930 يعد محطة تاريخية بامكانها ان تكون في صالح الامازيغيين كتصور علماني اصيل للدين الاسلامي لقرون طويلة داخل ارض المغرب باعتراف المخزن التقليدي في ذات نفسه و حقائق تاريخنا الاجتماعي التي استعرضتها كاملة في كتابي الجديد حيث لم انطلق ابدا من الوهم الايديولوجي لدى حركتنا الامازيغية بل انطلقت من صفحات تاريخنا الاجتماعي الحقيقي التي مازالت بعيدة عن مقرراتنا الدراسية بعد 14 سنة من السياسة المخزنية الجديدة للشان الامازيغي عبر تاسيس معهد ملكي بغية جعل الامازيغية قضية ثقافية ضيقة للغاية من اجل تفادي النبش في تاريخ الحركة الوطنية الاسود تجاه الامازيغيين باعتبارهم السكان الاصليين لمنطقة شمال افريقيا و باعتبارهم مسلمين اسلاما على المذهب المالكي السلفي من طبيعة الحال غير ان هذا المذهب كان يراعي المصالح المرسلة و علمانية الامازيغيين الاصلية و نزوعهم الطبيعي نحو الديمقراطية المحلية الخ من قيم الامازيغيين المسلمين…..

 ان كلامي هذا حول المعهد الملكي للثقافة الامازيغية سبق ان قاله الاستاذ محمد بودهان منذ سنوات عديدة في مقالاته المنشورة في جريدته تاويزا المناضلة اي ان كلامي هذا ليس شيء جديد  في حركتنا الامازيغية ..

و بالاضافة الى ان هذا المعهد عندما رفض طبع كتابي الجديد في مارس 2015 فانه يتهرب من الخوض في الحقائق المنزعجة لدى بعض اطراف المخزن التقليدي من قبيل ان اهل فاس ارادوا تحطيم الامازيغيين تحطيما نهائيا على المستوى الرمزي و المستوى السياسي حيث اخترعوا اكذوبة الظهير البربري للاظهار في الداخل المغربي و العالم الاسلامي ان الامازيغيين اصبحوا مسيحيين بموجب ظهير 16 ماي 1930 و ان ثقافتهم هي ثقافة جاهلية كأن اجدادنا الكرام لم يساهموا من قريب او من بعيد في بناء حضارتنا الامازيغية الاسلامية كما اسميها داخل كتابي الجديد في شمال افريقيا و الاندلس و جنوب الصحراء الافريقية و لم يساهموا نهائيا في نشر اللغة العربية عبر المدارس العتيقة و الكتب الخ حتى اعتقد جل المسلمين اننا عرب بحكم ان اجدادنا كانوا يكتبون بالعربية عن حسن النية و عن تقديس للاسلام الذي امن به الامازيغيين طيلة 14 قرن من التفاعل الايجابي في شتى الميادين.

 ان اسلامنا الامازيغي المغربي هو سني في الظاهر لكنه في اعماقه هو شيعي بحكم ان المذهب الشيعي كان موجود ببلادنا فترة طويلة حيث استطاع  هذا الاخير ترك بصماته الواضحة على تديننا الامازيغي الى يومنا هذا من قبيل الاحتفال  بعيد عاشوراء كذكرى لها رمزتها في اوائل تاريخنا الاسلامي و من قبيل محبة اهل البيت النبوي و اطلاق اسماءهم مثل علي و فاطمة و الحسن و الحسين الخ من هذه البصمات الواضحة و التاريخية بحكم ان  الاسلام الامازيغي هو عميق و متجذر داخل هذه الارض منذ ما قبل الغزو العربي لمنطقة شمال افريقيا بشهادة الاستاذ الحسين جهادي اباعمران في كتابه حول الدولة البرغواطية المنسية في تاريخنا الرسمي .

الى صلب الموضوع :                                 

ان القرار الملكي السامي بمراجعة مادة التربية الاسلامية  انطلاقا من الخصوصية الدينية المغربية هو نتيجة طبيعية لمسار التحولات العميقة التي عرفها مجتمعنا المغربي منذ جلوس الملك محمد السادس على العرش في صيف سنة 1999 حيث من الطبيعي للغاية ان يقرر الملك ان يفتح ملف الحقل الديني الثقيل مجددا بعد مستجدات الدستور سنة 2011  من قبيل ترسيم الامازيغية .

و بعد ظهور ثمار النقاش العمومي الذي قاده الاستاذ احمد عصيد في سنة 2013 حول ضرورة تجديد مقرر التربية الاسلامية عبر اثارة  قضية اسلم تسلم التي خلقت غضب عارم من طرف كل التيارات المدعية الدفاع عن الاسلام بالمغرب غير انها تدافع فقط عن الاتجاه السلفي بحكم ان الاسلام منذ الفتنة الكبرى الى حدود الان ذو قراءات شاسعة و مختلفة حيث لا يمكن ابدا ان نختزل هذا الاسلام العظيم كله في فقه يعود بنا 1200 عام الى الوراء كاننا لا نملك  عقولا اجتهادية تستطيع مواكبة مستجدات القرن 21 الحالي …

و بعد تفكيك مجموعة من التنظيمات الارهابية ذات التوجهات الوهابية منذ سنوات في بلادنا حيث ان واقع الاسلام اليوم لا يدعو ابدا الى الافتخار خصوصا مع ظهور تنظيم داعش الوهابي الذي اصبح يهدد الاستقرار العالمي بشموليته علما ان ايديولوجيته الفكرية و السياسية هي موجودة فعليا داخل كتب التراث السلفي و موجودة فعليا داخل الخطاب الديني الرسمي لدى دولنا الاسلامية مثل مصر و قطر و السعودية و المغرب الخ بمعنى ان الوهابية العالمية  كما اسميها اصبحت حقيقة مع كامل الاسف الشديد منذ عقود طويلة بمعنى ان المغرب ليس بلدا معزولا في عالمنا الاسلامي بل هو قد تفاعل سلبيا مع تيارات المشرق العروبية و السلفية منذ ثلاثينات  القرن الماضي فكانت نتيجة طبيعة و حتمية هي قرار المغرب بعد استقلاله الشكلي ان اقبر الامازيغية بكل ابعادها  بغية الاتجاه الكلي نحو المشرق العربي دينيا و سياسيا و ثقافيا بهدف ارضاء اصحاب ايديولوجية الظهير البربري التاريخيين و ارضاء السلطة وقتها و بهدف ابادة الامازيغية بكل ابعادها و خصوصا بعدها الديني الاصيل…

ان مشكلتنا الجوهرية مع حقلنا الديني الرسمي بشموليته هي ان هذا الحقل ظل  منذ سنة 1956 الى الان تقوده ايديولوجية الظهير البربري المعادية لكل ما هو امازيغي  حيث قلت في كتابي الجديد عندما يتحدث فقيه معين الان عن الامازيغية بنوع من الاحتقار و الدونية و التحريم فانه ينطلق من الوعي الديني الموجود اصلا عند النخبة الدينية الرسمية أي الذين يعملون تحت اشراف وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية او الموجود عند مكونات تيارات الاسلام السياسي  منذ عقود بخلفية سلفية .

ان هذا الوعي الديني يتميز باعتباره لم ينطلق نهائيا من تاريخنا قبل الاسلام و بعده في عز الحضارة الامازيغية الاسلامية من طبيعة الحال غير ان هذا الاخير قام بفصل تام منذ سنة 1956 بين الامازيغية كهوية اصيلة لهذه الارض المباركة بقيمها و بناسها الكرام و بين الاسلام كدين عالمي امن به الشعوب العجمية كالشعب التركي و الشعب الايراني و الشعب الافغاني الخ من هذه الشعوب المسلمة ذات هويات ثقافية مختلفة.

فان هذا الوعي الديني قد تجاهل بشكل كلي و نهائي شعب اسمه الشعب الامازيغي المسلم منذ 14 قرنا من اسهاماته الضخمة في نشر الرسالة المحمدية و ترسيخها…

و قلت في مقام اخر ان منذ الاستقلال الشكلي ظل امازيغي المغرب يشعرون امام السلطة و اعلامها المخزني و امام نخبتها الدينية انهم غير مسلمين على الاطلاق او انهم مسلمين لكن بشرط ان يكونوا عربا في اللسان و في الانتماء الهوياتي.

ان مبادئ ايديولوجية  الظهير البربري هي سلفية بالاساس مع نزعة عرقية نحو العروبة حيث على امازيغي المغرب نسيان هويتهم الاصيلة بمختلف ابعادها نهائيا بدعوة انها نعرة جاهلية جاء بها الاستعمار الفرنسي للتفرقة بين المغاربة و تنصير البربر بمعنى ان منطق هذه الايديولوجية يقول اذا اراد أي امازيغي ان يكون مسلم حقيقي فعليه نسيان هويته و يلبس الطربوش الفاسي كما هو معروف لدى العامة الا ان هذا الطربوش اصلا هو تركي حيث نشاهده في المسلسلات المصرية التي تحكي عن تاريخ مصر مثل مسلسل ليالي الحلمية  بمعنى ان هذا الطربوش اصبح رمز وطني و ديني كغيره  من ملامح ثقافة المخزن التقليدي مثل الطرب الاندلسي.

و عليه ان يكون سلفي لكن على مقاس الحركة الوطنية بغية ان لا يتقدم نهائيا و يقدس المشرق و لا شيء اخر غير المشرق هوية و تقاليد و فكر ينظر من خلاله الى ذاته نظرة الاحتقار و التكفير بينما سلفية الحركة الوطنية تعايشت مع الدولة العصرية التي تركتها فرنسا و تعايشت مع مظاهر التغريب لكنها رفضت ان تعايشت مع امازيغية المغرب…..

ان نتائج ايديولوجية  الظهير البربري على الوعي الديني الرسمي هي كثيرة حيث غايتها المقصودة هي ابادة الامازيغية بكل ابعادها و بما فيها بعدها الديني الضخم من طبيعة الحال.

و قلت في مقام اخر  موضحا اسباب تخلف نخبتنا الدينية الرسمية حيث قلت اذن الذي اريد الوصول اليه هو ان اسباب تخلف نخبتنا الدينية الفظيع تتعلق اساسا بتراكمات ايديولوجية استطاعت البقاء و الرسوخ  لازيد من نصف قرن من الزمان في عقول نخبتنا الدينية حتى اصبحت غير مؤهلة نهائيا لاستيعاب و فهم سياقنا الحالي و المتميز بثورات الشباب في شمال افريقيا و الشرق الاوسط رافعين شعارات التغيير و الاصلاح العميق في كل مناحي الحياة السياسية و الاقتصادية و الثقافية.

و اصبحت غير مؤهلة نهائيا لاستيعاب و فهم ضروريات الانتقال الديمقراطي و من بين هذه الضروريات هي ترسيم الامازيغية  و تنزيل هذا الترسيم على ارض الواقع المجتمعي حيث لا يمكن لنا ان نكذب على انفسنا و نقول ان نخبتنا الدينية مستعدة لقبول الامازيغية كلغة اولا و كثقافة ثانيا و كقيم اصيلة ثالثا لان اغلب فقهاءنا و علماءنا مازالوا يعيشون ما قبل خطاب اجدير و مازالوا متخلفين عن مواكبة التطور الذي عرفه مجتمعنا المغربي بسبب جمودهم السلفي العميق..

 و انطلق في طرحي هذا من منطلق متابعتي المتواضعة لخطاب هؤلاء العلماء المحترمين عبر وسائل الاعلام كالاذاعات و القنوات التلفزيونية طيلة 12 سنة الاخيرة حيث لاحظت ان معظمهم لا يعترفون اطلاقا بالامازيغية كهوية اصيلة للمغرب ساهمت مساهمات كبرى في نشر الرسالة المحمدية في شمال افريقيا و جنوب الصحراء الافريقية و الاندلس الخ بل يعترفون بها كلهجات في احسن الاحوال.

 و اما في اسواء الاحوال فيعتبرونها تساوي الجاهلية او الالحاد أي الخروج من دائرة الديانات السماوية عامة و بالتالي يجب القضاء على هذه النعرة الجاهلية حماية لاسلام المغرب و يقصدون اسلام المخزن العتيق و ليس اسلام هذا الشعب الاصيل.

ان تخلف معظم العلماء عن واجبهم الوطني نحو هويتهم في هذه السنوات بعد خطاب اجدير التاريخي راجع ربما الى تأثير الافكار الوافدة من المشرق حيث نعيش في عصر الفضائيات الدينية ذات التوجهات الوهابية بحكم ان هذه الفضائيات الدينية تقدم لنا اسلاما بعيدا عن اسلامنا الحضاري من حيث العادات و الاعراف و الاجتهاد.

 فتلك المجتمعات لها تصوراتها الخاصة حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية كقضية المراة و قضية التعددية ببعدها الديني و الفكري بينما ان المغرب كبلد له اسلامه الخاص و تعدده الثقافي و الديني..

 و بوجود هذه النخبة الدينية بصورتها الحالية يستحيل لنا حسب اعتقادي المتواضع ان نتقدم و لو خطوة واحدة نحو تفعيل ترسيم الامازيغية على ارض الواقع المجتمعي و نحو ضمان ادماجها كثقافة و كقيم اصيلة تعادي السلفية بصريح العبارة و تعتبر الاسلام رصيدا فكريا و اخلاقيا يمكنه المساهمة في الحضارة الانسانية بشرط مسايرة علماءه لروح العصر و تحدياته العلمية و السياسية عوض الرجوع بنا الى عصر الاستبداد باسم الدين و فتاوى علماءه الرجعية.

و هنا استحضر بعض النماذج حيث عندما يحرم فقيها ذو النزعة السلفية الاحتفال بالسنة الامازيغية فانه ينطلق من تاويله  القائل ان المسلم يحتفل بعيد الفطر و بعيد الاضحى فقط بينما كان اجدادنا  يحتفلون بهذه الاعياد الدينية كلها أي بعيد المولد النبوي الشريف و بعيد عاشوراء  باعتبارهم مسلمين لكن مع ذلك فانهم يحتفلون بالسنة الامازيغية كعيد له بعد علماني اصيل في مجتمعنا الامازيغي القديم و يحتفلون بعادة بلماون في ثاني ايام عيد الاضحى  المبارك بمعنى ان هذا الفقيه لم ينطلق من واقع مجتمعه الحقيقي بل انطلق من فتاوى القنوات الدينية في السعودية و في مصر  .

و عندما يحرم هذا الفقيه الاسماء الامازيغية بدعوة انها غريبة  عن مجتمعنا فانه غير مدرك لتاريخ المغرب  الحقيقي بشكل تام سواء قبل الاسلام او بعده بالنظر الى تكوينه السلفي في التعليم الاصيل في سوس  او في القرويين بمدينة فاس حيث ان هذا التكوين لم يعطي الا المزيد من التعريب و  البعد عن معرفة أي شيء عن ثقاقة هذا الشعب العريقة.

انني اتذكر في اطار متابعاتي الشخصية للبرامج الدينية داخل الاذاعة الامازيغية او غيرها من وسائل الاعلام الوطنية استمعت مساء الجمعة 13 ابريل 2012 لبرنامج معروف على الاثير الامازيغي منذ 30 سنة حيث يقدمه الفقيه المحترم الحاج اعمون مولاي البشير الذي  لم يدرك بعد ان الامازيغية اصبحت لغة رسمية في دستور 2011.  و  قال اثر جوابه على احد اسئلة المستمعين ان الاسماء الامازيغية مثليوبا الخ حيث اعتبرها غريبة عن مجتمعنا المغربي ثم اضاف كلاما يوحي الى تحريمها في الدين. و ليست هذه المرة الاولى بل منذ سنوات طويلة و هو اعتبر الامازيغية كهوية  و كفنون مثل فن احواش و فن الروايس الخ من هذه الفنون تتعارض مع الدين الاسلامي بالرغم من اننا مسلمون منذ 14 قرنا من الجهاد والاجتهاد و الاخذ بعين الاعتبار الخصوصية  الامازيغية المغربية.

هذا قليل من كثير شرحته في كتابي الجديد الحامل لعنوان المرحلة بالنسبة لي الا و هو الامازيغية و الاسلام من اجل اسقاط ايديولوجية الظهير البربري نهائيا .

غير ان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية اعتبر ان  كتابي المتواضع هو مجرد تاملات سطحية لكن بالله عليكم هل نخبتنا الدينية الرسمية مستعدة الان لقبول الامازيغية كلغة و كثقافة اسلامية لكن في نطاقها العلماني المغربي ؟و هل مادة التربية الاسلامية الحالية تتحدث عن الامازيغية باعتبارها تاريخ اجتماعي يتميز بالعرف الامازيغي و يتميز بمكانة المراة داخل مجتمعنا الامازيغي و مكانة التعايش السلمي بين الديانات السماوية؟ و هل استحضر هذا المقرر الاسلامي امجاد الامازيغيين طيلة تاريخهم الاسلامي منذ ما قبل الغزو العربي الى مقاومة الاستعمار المسيحي؟ الخ من هذه الاسئلة العميقة التي يجب ان تطرح الان..

و اتكرر للمرة الثانية ان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية لم ينظم اي لقاء او اية ندوة فكرية طيلة 14 سنة حول موضوع الامازيغية و الاسلام او موضوع العلاقة بين العرف الامازيغي و  الشريعة الاسلامية الخ من هذه المواضيع التي لو اهتم المعهد بها منذ سنة 2003 التي شهدت احداث 16 ماي الارهابية فاننا اليوم سنصل الى الوعي الكافي للغاية بان قيمنا الامازيغية الاصيلة هي نفسها قيمنا الاسلامية المغربية الاصلية اي المعادية للتطرف الديني و الداعية الى مدنية الدولة و المجتمع.

انني احب الوضوح و اكره اللف و الدوران في  الكلام او السطور حيث لا اجيد النفاق لان الذي اؤمن به اقوله صراحة …

 ان مشروع مراجعة مادة التربية الاسلامية يعد فرصة تاريخية و ذهبية لتدارك الوقت الضائع و لفرض تصوراتنا بصفتنا حركة امازيغية اصيلة اي بنت هذه الارض المسلمة منذ 14 قرنا من الزمان حيث لا يعقل ان ظلت الحركة الامازيغية مقصية من مشهدنا الديني الرسمي الى الابد كانها ليست حركة مغربية الجذور و كانها لم ترجم القران الكريم و كتب التراث السلفي كما سماها الاستاذ صبحي منصور من السيرة النبوية و صحيح البخاري و الحديث القدسي الى اللغة الامازيغية دون اي دعم من وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية او دعم تيارات الاسلام السياسي .

 ان التيارات المدعية الدفاع عن الاسلام قد استعمرتنا ايديولوجيا و سياسيا بشكل بطيء للغاية منذ سنوات عديدة تحت غطاء الخطاب الديني الرسمي ثم تحت غطاء خطاب تيارات الاسلام السياسي كما تسمى اعلاميا حيث لازلت اتذكر  جيدا شهر مارس سنة 2000 عندما خرج اسلامي المغرب الى الشارع ضد الخطة الوطنية لادماج المراة في التنمية حيث انذاك كنت غارقا داخل مشاكلي العميقة مع ايديولوجية التخلف القروي اي لم اكن ادرك وقتها اي شيء بخصوص الامازيغية او الاسلام السياسي و مرت الايام و الشهور و السنوات حتى اصبح الاسلاميين القوة السياسية الاولى في البلاد بعد مرور موجات الربيع الديمقراطي فكانت النتيجة هي تعطيل المسار الديمقراطي و وقف تقدم الملف الامازيغي في التعليم و الاعلام بمعنى علينا التحرك و التأثير داخل الدولة و المجتمع من اجل فرض تصوراتنا و محاربة اسلمة الدولة و المجتمع حيث في هذا السياق اجتمع حزبنا الامازيغي الجديد تحت اسم تامونت اي الاتحاد في مدينة اكادير يوم السبت 5 فبراير الماضي حيث كان اجتماعا ناجحا و ذو الطابع التحضيري و اتمنى لحزبنا الجديد النجاح و تسريع وتيرة العمل السياسي الامازيغي .

انني الان احمل مشروع فكري متواضع يحمل عنوان بارز الا و هو الامازيغية و الاسلام من اجل اسقاط ايديولوجية الظهير البربري نهائيا حيث ارجوا ان يرى النور في هذا السياق بالذات قصد تعزيز معركة امازيغية المغرب كما قال لي الاستاذ عصيد عبر الايميل سنة 2014 و قصد قطع الطريق امام كل من يدمر شخصيتنا الاسلامية الوطنية…


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading