بكل بساطة وبلغة الخشيبات او الخيبات لوكانت القمة العربية ناجحة ومبهرة بالفعل لما استيقظت أغلبية الصحف الجزائرية على موضوع واحد اسمه ناصر بوريطة..
وعلى مسافة ثلاثة أيام تمّ نشر ما يقارب 13 مقال حوله إلى جانب يوميات المسمّى ( بن سديرة) ليتبيّن من خلال ماكتب عليه والأسلوب المعتاد طبعا دالّ على أن الوزير المغربي ترك غصّة الإنتصار في حلق ساكنة قصر المرادية وثكنة عبلة.
طبعاً من يقرأ بعض العناوين سيصاب بالدوران والدوخة امام عنوان وبالبنض الكبير : ( الملك غاضب من بوريطة بسبب الجزائر) وانت تتابع بعد يومين من عودته يتلوا آيات بينات من الذكر الحكيم وامداحه النبوية تحت أنظار جلالة الملك بمناسبة ذكرى الترحم على مبدع المسيرة الخضراء المرحوم الحسن الثاني..
ولنفرض انها جريدة ولها الحق في أن تدبلج ما تشاء.. فلا يستقيم هذا الافتراض مع وكالة الأنباء الرسمية الناطقة باسم الدولة كما هو متعارف عليه دوليا..
لا يمكن ابدا التجاهل.. بل الأمر متعمد عبر إطلاق صفّارة الهجوم على السيد بوريطة كتعويض على الفشل الحقيقي لانتظارات العسكر والنظام من قمة صارت بعناوين أخرى بعيدة عن أهداف الطغمة العسكرية.
لتذهب الاسهم حول تسفيه والتشكيك في الدعوة الملكية للرئيس تبون لزيارة المغرب تحت عنوان ( السيد بوريطة يسوّق الوهم..).
نعم وكأنك الأمر بهذه السهولة والميوعة لمسؤول دولة معروفة بالرزانة والصرامة ومصداقية أفعالها وتصريحات مسؤوليتها وفي كل المواقع..
ليبقى السؤال محرجاً لهذه الوكالة الرسمية في مصدر الخبر وهو لم يتجاوز اثنين بين الرئيس تبون ووزير خارجيتنا..
ولوكانت فعلاً وهميا كما تدّعي الوكالة الرسمية أليس من الأجدر والأصوب ان يأتي خبر التكذيب عبر بيان للرئاسة الجزائرية المعنية أساساً بالدعوة.. وتتكفل الوكالة وبقية الابواق التعليق على ذلك ولكم واسع النظر في اختيار لغة القاع كعادتكم..
كاختيار مقال بدون توقيع وبهذا الهراء الفضيع الذي يؤكد مرّة أخرى ان الحذاء العسكري للجنيرال شنقريحة جاثم على رؤوس هذه الأقلام..
ورغم تعوّدنا على هذه الفضاعة فإن أكثر ما استفزّني هذه المتاجرة بالقضية الفلسطينية والمقال يتحدّث عن إتهام نظامنا بخدمة الأجندة الإسرائيلية واللوبي الصهيوني داخل القمة بالجزائر كل ذلك من أجل التستّر على فضيحة أخلاقية بامتياز هو سهولة إنقلاب هذا النظام العسكري على شعار فلسطين ظالمة أو مظلومة و التي لا يتوقف الإعلام الرسمي في البلاد عن الترويج لها كخيار حياة أو موت…
ذلك أن السفيرة الأمريكية نشرت على صفحتها الرسمية صورة جمعتها من داخل قاعة الاجتماعات الرسمية للقمة، مع الدبلوماسي الأول في الجزائر “رمطان لعمامرة” ،
ولم تنشرها الخارجية الجزائرية و لا الرئاسة في قصر المرادية، و لم يعلن أي موقع رسمي أن السفيرة الأمريكية رفقة ضيفة وازنة زارتا مقر القمة و وصلا إلى أبعد نقطة حيث ستعقد الاجتماعات المغلقة،
تلك الضيفة لم تكن إلاّ وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط “يارل ليمبرت”، اليهودية التي تشتغل داخل السلك الدبلوماسي الأمريكي بالسفارة الأمريكية بالقدس العربية المحتلة.
و لكم أن تقرؤوا حجم الرسائل التي أرادت الولايات المتحدة الأمريكية إيصالها إلى تل أبيب عبر سفيرتها بالجزائر، التي هي في الأصل مسؤولة سابقة في المخابرات الأمريكية، و عنوانها الأبرز:
“الجزائر تحت السيطرة” دبلوماسيا و سياسيا و مخابراتيا، و وجود “رمطان لعمامرة” رفقة “يارل ليمبرت” داخل القاعة الرسمية الفارغة تماما، له تفسير واحد، أن مجريات الحوارات المغلقة وصلت إلى واشنطن و تل أبيب تعبيرا من الجزائر عن حسن نواياها،وكرمها في الإنبطاح للوبي الصهيوني العالمي..
لماذا لم تعلّق الدبلوماسية الجزائرية على الصورة.. ولماذا ألجم لسان المسمّى بنسديرة الذي ما زال يواصل نباحه
للأمر تفسير واحد هو أن النظام نفسه لم يرفع شعار فلسطين ظالمة او مظلومة منذ المقبور هواري بومدين إلا بعد توقيع المغرب اتفاقية عودة مكتب الاتصال مع إسرائيل
فالقضية في الأصل لم تكن إلاّ وسيلة تصريف هذا العداء الدفين لدى حكام الجزائر لذلك انبطحوا وانقلبوا بسرعة..
أما ناصر بوريطة فقد عاد إلى الرباط وفي جيبه إعتذار رسمي للمغرب وبيان توبيخي للنظام الجزائزي..
عاد بعد أن أدخل النظام الجزائري إلى حظيرة الكبار كما جاء في جرائدهم.
هي الحظيرة.. أو الزريبة مع فارق بسيط هو ان بعض الحيوانات الطبيعية ألطف وأنظف من حظيرة هذا النظام وأبواقه.
التعليقات مغلقة.