قصيدة تحت عنوان: ” النداء الأخير “

بقلم حليمة تمسنى

أخبروني كيف لي أن لا أغازله؟ و هو من فتح لقصر العشق بابا بات القلب فيه عبدا مأمور

ما ظننت يوما قلبي سيحلق بعيدا ، و يغرد بنبضه كالعصفور

أصبحت أحب عقارب الساعة و تذاكر القطار و تعابير وجهه المبهور

شعره ينحني خجلا على جبينه ، يداعبه أمامي كطفل غيور

دعوني أخبره :كفاه فتونا بالقميص الأبيض، و كأن الزرار المفتوح على الصدر برؤياي مسرور

اه ما أجمل محطة القطار ! فذاك أنت و هذه أنا…

أنت القابع أمامي لاغيا كل الحضور

و أنا المتنائية بالأمتار و القريبة باللهفة و الشعور

أنا القسيمة بنقر كعبي العالي المغرور

بقفازاتي المشبكة و فستاني الأسود المأسور

لقد جن جنوني و حز قلبي فأضحى من الشوق أبثر مضرور

مللت لهفتي و تجشمي و إنتظاري المجهور

تلاعب الشوق بملامحي فلا تقترب، فعيوني لا تجيد إلا كشف المستور

اسمح لي أن أقول لك ، معتق بما يكفي و أشد من الخمر المخمور

بثنايا مسمعي لحن النداء الأخير للركاب ، ما أجمل النداء الأخير أليس كذلك ؟

أقسم لكم أني سافرت و أنا في مكاني كالصخور

سافرنا و شربنا القهوة ، مسكنا الأيادي و شممت فيه أجمل العطور

و أسمع قلبا تاب عن الهوى ما يقال في ليالي الغزل المتنور

أمعقول بالفصيح أكتب أشعاري ، و أمام عينيه أتلعثم بكلام معثور

أقسم أني سافرت و أنا لم أتحرك ، سافرت بين أحرفي و السطور

مهلا فالخطو منك جامح ، والقلب لم يعد له مقدور

أعد لي قلبي و كفاك تلبثا به ، فهواي يستوجب رجلا صبورا

 


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading