أزول بريس – احتفالا باليوم العالمي للمرأة واليوم الوطني للمجتمع المدني الذي يصادف 13 مارس من كل سنة، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة سوس ماسة ندوة علمية جهوية رقمية حول موضوع: “المقاومة النسائية المغربية وتجلياتها في ملحمة الكفاح الوطني لنيل الحرية والاستقلال”، وذلك بمشاركة ثلة من الأطر والدكاترة والباحثين المنتمين لفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بكل من بيوكرى وتارودانت وأكادير وتزنيت وطاطا وتفراوت وآقا. وذلك يوم الثلاثاء 09 مارس 2021 على الصفحات الرسمية لشبكة فضاءات الذاكرة التاريخية بموقعي facebook وyoutube .
وتأتي هذه الندوة في سياق الأنشطة العلمية التثقفية والتربوية التي دأبت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تنظيمها احتفالا بالمناسبات والأعياد الوطنية والأممية.
وتهدف هذه الندوة التي تضمنت 6 مداخلات علمية وسهر على تنسيق اعدادها الإطار الباحث أحمد الخطابي وزميله الأستاذ محمد أدونيس، إلى التعريف بما لعبته المرأة من أدوار هامة إلى جانب شقيقها الرجل في ملحمة الكفاح الوطني ضد الاستعمار.
وهكذا فقد سلطت الدكتورة ابتسام تملاين الإطار بفضاء الذاكرة التاريخية بتارودانت الضوء على موضوع “مقاومة المرأة الأمازيغية للمستعمر الفرنسي بالهوامش الصحراوية (عدجو موح أنموذجا)” معتبرة أن المقاومة النسائية بالمغرب ما تزال مغمورة على مستوى الكتابات الوطنية إذ لم يماط اللثام بعد على الأدوار الطلائعية التي لعبتها النساء إلى جانب الرجال في مجموعة من المعارك، وخاصة معارك صاغرو التي جرت وقائعها خلال الفترة الممتدة من 12 فبراير 1933 إلى غاية 24 مارس من نفس السنة.
وقد عملت الباحثة تملاين على إبراز حضور المرأة العطاوية من خلال بنود الاستسلام في معركة بوكافر. وقامت بالتعريف بالمقاومة الشاعرة الشهيدة “عدجو موح” كرمز للمقاومة النسائية العطاوية وسلطت الضوء على أدوارها وخصوصية مقاومتها للمستعمر الفرنسي بجبل بوكافر رفقة زوجها الذي استشهد قبلها.
كما قدمت الباحثة قراءة تركيبية في مقاومة المرأة للمستعمر الفرنسي ومآل تلك المقاومة في الذاكرة الجماعية في وقتنا الحاضر.
أما المداخلة الثانية فقد قامت بتأطيرها الباحثة بهيجة حيلات الإطار بفضاء الذاكرة التاريخية ببيوكرى، وقد تناولت موضوع: “دور المرأة المغربية في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الاستقلال” سلطت فيها الضوء على مجموعة من المغربيات الرائدات عبر العصور (كالأميرة كنزة الأوربية والسيدة زينب النفزاوية، والسيدة الحرة والسيدة خناثة بنت بكار والولية الصالحة لالة تعلات ….إلخ.) مرورا بالوقوف على مجموعة من الأدوار التي اضطلعت بها النساء زمن الاستعمار.
وتطرق الباحث الحسين بوتجكات الإطار بفضاء الذاكرة بتفراوت في مداخلته المعنونة ب: “مقاومة المرأة للاستعمار الأجنبي، حلقة من حلقات بناء تاريخ المرأة المغربية” إلى كون موضوع المقاومة النسائية للمستعمر الأجنبي، لم يحظ بعد بالاهتمام الذي يستحقه من قبل الباحثين على اختلاف تخصصاتهم، على اعتبار أن النساء المغربيات لعبن أدوارا مفصلية وحاسمة في معركة التحرير الوطني التي مرت من مخاض عسير إلى أن تحقق الاستقلال، وأكد بوتجكات أن التركيز على دور المرأة الجهادي طوال فترات تاريخية مختلفة يعد من الأسس المرجعية وإحدى اللبنات الهامة التي يمكن الاعتماد عليها في صياغة وبناء تاريخ واضح وشامل للمرأة المغربية.
أما الدكتور مبارك رحال الإطار بفضاء الذاكرة التاريخية بتزنيت فقد قدم مداخلة بعنوان: “إطلالات على وجوه رموز المقاومة النسائية وأعلامها وروادها بالجنوب المغربي”. وقد ركز فيها على الحضور الفاعل والوازن للمرأة الصحراوية بالجنوب المغربي في ساحة الجهاد وفي صميم عمق الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية، وذلك عبر تقديم صورا مشرقة في المشاركة النوعية والإحاطة المتميزة بأوجه الكفاح الوطني والحركة التحريرية إلى جانب أخيها الرجل.
وتناول الأستاذ علي لخريف الإطار بفضاء الذاكرة التاريخية آقا في مداخلته الموسومة ب: “التأصيل التاريخي لحضور المرأة المغربية في بناء الدولة والمجتمع: المرأة الحسانية نموذجا.” أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والحضور التاريخي المتميز للمرأة المغربية عموما والحسانية على وجه التحديد في المساهمة في بناء الدولة والمجتمع، مع إعطاء أمثلة ونماذج لمجموعة من الوجوه النسائية، التي تركت بصمات قوية في ميادين العلم والفقه والأدب.
واختتمت الندوة بالمداخلة العلمية الموسومة ب: “إسهامات المرأة المغربية في دواليب الحكم والدولة” التي أعدها الباحث محمد أدونيس وقام بإلقائها الباحث محمد أوصالح عن فضاء الذاكرة التاريخية بأكادير، وقد تطرقت إلى المكانة الرفيعة والوازنة التي احتلتها المرأة المغربية منذ أقدم العصور، وكذا المهام والمسؤوليات الجسام التي تحملتها في تدبير الشأن العام، إضافة إلى مساهمتها الفعالة في تحقيق الحرية والاستقلال بقيادة العرش العلوي المجيد.
وتواصل فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجهة سوس ماسة التابعة للنيابة الجهوية للمقاومة وجيش التحرير بأكادير، برنامجها الاحتفالي باليوم العالمي للمرأة واليوم الوطني للمجتمع المدني، ببرنامج حافل بالأنشطة العلمية والتثقيفية والتربوية والمتحفية طيلة شهر مارس من هذه السنة.
ذ. بهيجة حيلات
عن لجنة التواصل بالنيابة الجهوية للمقاومة
وجيش التحرير بأكادير
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.