لا يختلف اثنان على أن الكتاب الورقي و الفعل القرائي يعيشان تضييقا كبيرا بفعل الفتنة على حد تعبير الناقد ” سعيد يقطين ” الذي قال أن زمن الفتنة هي الكلمة الجامعة للعديد من المصطلحات المتداولة اليوم مثل : العولمة ، التفاهة ، السطحية ، الضحالة ، النرجسية ….” .
إن الثورة الرقمية لم تكن كلها بردا و سلاما ، بل أخذت برقابنا و غمرتنا بأمواج عاتية داخل محيط الافتراضية ، و غطتنا خرائط التطبيع مع المآسي ، حتى أصبنا بالدوار ، أصبنا بإرهاق عاطفي ، مردّه كثرة الأحداث و الحوادث ، و التي باتت تمر أو نمررها بضغطة زر ، دون أن نتأمل أو نتألم …..
في خضم هذا السيل الجارف من المعلومات السريعة و الزئبقية ، كان الأمر مفعولا و هو العودة إلى الكتاب و مجالسته و مخاطبته و نبشه و محاورته ، و نادي القراءة تادلسا أخذ على عاتقه هذه الرسالة ، رسالة القراءة ، و إعادة الاعتبار للكتاب و الكتّاب ، حتى نمنح لأنفسنا فرصة التفاعل الإنساني مع العديد من القضايا الوجودية ، و حتى نرأب التصدع فينا ، و نخفف من هذا الإرهاق الذي أصاب معظمنا من غير حول و لا قوة .
لقد سبرت القارئات بالنادي أغوار كتابهن الشهري ” سيرة حمار ” لحسن أوريد ، كل واحدة تسلحت بمرجعيتها و تأويلها لتقلب صفحات الرواية بأعين ثاقبة و بمشاعر عاشقة للنص الأدبي .
قارئات تختلف اهتماماتهن و انشغالاتهن اليومية ، لكن يجمعهن شغف القراءة و التدبر في المعاني و الدلالات و الرؤى .
و رواية ” سيرة حمار ” ناقشتها عضوات النادي بعد تقديم مداخلات جاءت كالآتي : –
- – سناء حميزة : بطاقة تعريفية عن الكاتب حسن أوريد و تسليط الضوء على أهم المحطات الفكرية و الإبداعية في مساره .
- لبنى بلمعلم : قراءة تأملية و تحليلية و فتح نوافذ جديدة لفهم أعمق للرواية .
- – فاطمة الزهراء رحالي : رحلة وعي عميقة نحو النفس و الظل و الكرامة المنسية .
- – مينة الحدادي : تيمة الحب و الاغتراب في بنية النص الروائي .
- – فاطمة بوكايو : مقارنة بين سيرة الكاتب المغربي حسن أوريد و بين رواية mémoires d’un âne
- – وداد محطاط : اقتباسات ملهمة من عمق الرواية .
- – خديجة كريم : رحلة التغيير في رواية ” سيرة حمار “.
أعتقد أن نادي القراءة تادلسا بات ظاهرة صحية في زمن تساقطت فيه أوراق الشجر المثمر على قارعة الطريق ، يدوس عليها الكل دون أن ترف لهم عين.
التعليقات مغلقة.